الجزائر/ حسام الدين إسلام/ الأناضول شهد مسجد "كتشاوة" العثماني بالجزائر العاصمة، الذي رممته وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، اليوم، أول صلاة جمعة وكذا صلاة الغائب، على ضحايا الطائرة المنكوبة، وذلك وسط حضور رسمي وشعبي كبيرين. وتقدم عدد من الوزراء والشخصيات الجزائرية إلى جانب سفير تركيا محمد بوروي، جموع المصلين بمسجد كتشاوة العتيق، في أول صلاة جمعة داخله، منذ 10 سنوات، بعد أن خضع لعمليات ترميم من قبل وكالة "تيكا". كما حضر مئات الموطنين، الذين قدموا من مختلف أحياء العاصمة، أول صلاة في المسجد وخارجه. والإثنين الماضي، دشن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، رسميا المسجد، رفقة طاقم حكومته، وسط حضور جماهيري كبير من مواطنين جاؤوا لحضور مراسم استعادة هذا المعلم الديني الذي يعود إلى العهد العثماني بهويته الإسلامية. وفي 2014، بدأت "تيكا"، أشغال ترميم المسجد بناء على اتفاق بين حكومتي البلدين، توج زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى الجزائر في 2013. وشاءت الصدف أن تتزامن أول صلاة جمعة في المسجد الذي أغلق في 2008، مع قرار السلطات إقامة صلاة الغائب على أرواح 257 ضحية لحادث تحطم الطائرة العسكرية قبل يومين بمنطقة بوفاريك جنوب غرب العاصمة الجزائرية. وقال وزير الشؤون الديينة والأوقاف الجزائري محمد عيسى، خلال مراسم الافتتاح، إن بلاده تفتح هذا المسجد حتى يستمر الإسلام في البلاد، وتتواصل الروح التي تؤلف بين الجزائريين. وأضاف محمد عيسى، "يوم الجمعة هذا، سيكون نهاية أيام الحزن والحداد على شهداء تحطم طائرة العسكرية بولاية البليدة (جنوبي العاصمة)". وأشار إلى أن "حادث سقوط الطائرة العسكرية وحّد الجزائريين، وكشف معنى الأخوة بينهم". وعقب الصلاة تلقى الطاقم الحكومي، التعازي من قبل السفراء والوفد الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمد في الجزائر، إثر حادث سقوط الطائرة التابعة للقوات الجوية الجزائرية، الأربعاء الماضي. وعادت الحياة إلى مسجد "كتشاوة"، التحفة العثمانية الواقعة بحي قصبة الجزائر، لأول مرّة بعد 10 سنوات منذ غلقه بسبب تصدع بعض أجزائه إثر الزلزال الذي ضرب ولاية بومرداس (شمال) في 2003. وأشرفت "تيكا"، التابعة لرئاسة الوزراء التركية، على أعمال ترميم المسجد، بفريق مختص وهيئة أكاديمية، وحرفيين ماهرين في فن التخطيط والنقش. وأشرف على أعمال الرسم والكتابة، الخطاط التركي الشهير حسين قوطلو، الذي حظي بجائزة الرئاسة التركية للثقافة والفن في 2016، وذلك بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية الجزائرية. وفي فبراير/ شباط 2018، زارت عقيلة الرئيس التركي أمينة أردوغان، المسجد على هامش زيارة قام بها الرئيس التركي إلى الجزائر. وبني مسجد كتشاوة عام 1520م، في منطقة القصبة، التي تشتهر باسم "المدينة القديمة"، في العهد العثماني (1518 - 1830) من قبل أحد أكبر قادة الأساطيل العثمانية وحاكم الجزائر آنذاك، خير الدين بربروس (1470- 1546). وعقب الاحتلال الفرنسي للجزائر عام 1830، استخدمه الفرنسيون مخزنًا، قبل هدمه وبناء كنيسة مكانه، وبقي يستخدم كنيسة لمدة 54 عامًا. وحوّل الجزائريون الكنيسة إلى مسجد عقب إعلان الاستقلال في 1962، مع المحافظة على معالم الكنيسة، لكنه أغلق أبوابه في 2008، بعد أضرار لحقت به جراء زلزال عنيف ضرب العاصمة الجزائر في 2003. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :