جذبت لوبيتا نيونغو (34 عاماً) الانتباه للمرة الأولى كعارضة وكوجه على أغلفة مجلات «فوغ» و«إنستايل» و«ماري كلير» و«إيل»، قبل أن تفوز بأهم دور تمثيلي في فيلم 12 Years a Slave (12 سنة من العبودية). تجيد لوبيتا تكلّم اللغة الإسبانية لأنها نشأت في المنفى مع عائلتها في «مكسيكو سيتي»، علماً بأن والدها كان سيناتوراً مرموقاً في البرلمان الكيني. تدعم هذه الممثلة الحركة النسائية وهي سفيرة ماركة «لانكوم» وأكثر... باختصار، أصبحت لوبيتا نيونغو اليوم قوة نافذة يُحسَب لها ألف حساب. مقابلة معها. يتّكل دورك في فيلم Black Panther (الفهد الأسود) على القوة الجسدية. هل كان الاستعداد لتجسيد شخصية “ناكيا” والمشاركة في مشاهد الحركة تحدياً جديداً بالنسبة إليك؟ تلقّيتُ تدريباً مكثفاً جداً وتعلّمتُ الفنون القتالية الضرورية كي أتمكن من أداء مشاهد الحركة كافة. لم يسبق لي أن مررتُ بهذا الشكل من الاستعداد الجسدي المكثف. استمتعتُ كثيراً بهذه التجربة. أحببتُ أيضاً أن أكون جزءاً من هذا العمل الضخم واستمتعتُ كثيراً في مواقع التصوير. هل كان يهمّك أن تؤدي شخصية امرأة مستقلة وصارمة ومصمِّمة كما في فيلم Black Panther؟ إنه أحد الأسباب التي دفعتني إلى أداء دور “ناكيا”. يجب أن تُقدَّم أعداد إضافية من الشخصيات النسائية القوية بهذا الشكل. يتسنى لهذه الشخصية أيضاً أن تعمل مع نساء حيويات أخريات يتقاسمن معها توجهاتها الروحية ومهمّتها. من المُشجِّع أن نبدأ بمشاهدة المزيد من الأفلام التي تقدّم المرأة بطريقة إيجابية ومؤثرة. لطالما تكلّمتِ عن والديكِ اللذين حرصا على تربيتكِ كي تصبحي قادرة على تحقيق أكبر الإنجازات. هل ساعدتكِ تلك التربية على تجسيد شخصيات نسائية قوية مثل “ناكيا”؟ كان والداي يؤمنان بضرورة أن نكبر أنا وأشقائي ونحن نحمل أحلاماً وطموحات كبرى. تعلّمنا أن نثق بنفسنا وننجح في تحقيق أهداف مهمة في حياتنا. يمكن أن ننجز الكثير إذا حددنا أهدافنا وتحمّلنا المسؤولية التي تترافق مع العمل الشاق. لطالما تأثرتُ بتربيتهما وأريد أن أسعى دوماً إلى تحقيق أكبر عدد من الأهداف في حياتي. أمضيتِ عدداً من سنواتك الأولى في المكسيك، حين أُجبر والدك وعائلتك على العيش في المنفى. هل كانت تلك الفترة صعبة؟ لطالما كان والدي يهتم براحتنا. كان يقدّر المخاطر التي ترافق النضال في سبيل الديمقراطية في كينيا وقد بذل قصارى جهده لحمايتنا. يحمل هذا الرجل مبادئ عظيمة وقد حارب طوال حياته من أجل العدالة والحق في العالم مع أن تلك المعركة حملت معها مجازفات هائلة. حين ننشأ مع قدوة مماثلة، لا مفر من أن نتعلم النضال من أجل الحقيقة والعدالة بأية طريقة ممكنة. علّمني والدي الشجاعة والحاجة إلى التحلّي بجرأة دائمة. من المعروف أنك تدافعين عن حقوق المرأة وعن قضايا متنوعة. هل ألهمك والدك أيضاً في هذا المجال؟ أؤمن بضرورة استعمال المنصة التي منحتني إياها مهنتي للتكلم عن أهم القضايا. أتذكّر أنني سمعتُ والدي يلقي خطابات كثيرة حين كان يخوض حملاته في كينيا. إنه متحدّث جذاب! صحيح أنني لا أصل إلى مستواه، لكني أفهم حجم التأثير الذي يمكن أن نعطيه حين نستعمل صوتنا لإلهام الناس ونشر الوعي. أنا ممتنة لأنني حصلتُ على فرص مماثلة. أيقونة الموضة اكتسبتِ الشهرة كعارضة قبل أن تنطلق مسيرتك التمثيلية. اليوم يعتبرك معظم وسائل الإعلام أيقونة للموضة. أعتبر الموضة فناً وأحب أن أكون جزءاً من هذا العالم. لكني لا أعتبر نفسي أيقونة للموضة بل أحب بكل بساطة أن أختار ملابسي كما كنتُ أفعل في صغري. كنت أشاهد كيف تعتني والدتي بمظهرها وملابسها. لطالما كانت بارعة في اختيار أزيائها وهذا ما جعلني أحب الموضة وأجيد التعبير عن نفسي عن طريق ملابسي. هل يمكن أن تصبح الشهرة مصدر إلهاء أو تُغيّر طريقة تفكيرك بأي شكل؟ لا. قبلتُ الشهرة وأفسحتُ لها المجال لأنها تعطيني فرصة الفوز بأدوار مهمة ورفع الصوت في القضايا التي أريد دعمها. تُشكّل جلسات التصوير والظهور على السجادة الحمراء جزءاً من عملي. أعتبر الشهرة موازية لمسيرتي التمثيلية وصرتُ أشعر بدرجة إضافية من الراحة مع مرور السنوات. أي دروس تعلّمتِها من الفترة التي أمضيتِها في هوليوود؟ يجب أن يصغي كل شخص إلى بوصلته الداخلية ويتمسك برؤيته ووجهته. أدرك دوماً ما أتوقعه من نفسي وأفهم ضرورة أن أحافظ على قوتي وأواجه جميع المعوقات التي تعترض طريقي. علّمني والدي ضرورة أن أسعى دوماً إلى التميّز. سفيرة الجمال أنتِ سفيرة “لانكوم” منذ ثلاث سنوات. كيف تصفين علاقتك مع هذه العلامة التجارية؟ كان هذا التعاون مثمراً. كنتُ معجبة بالماركة أصلاً وقد زاد إعجابي بها. تطورت المنتجات، لا سيما كريمات الأساس، وتوسّعت أنواع ظلال العيون. كانت المشاركة بهذه التطورات تجربة مثيرة للاهتمام. تعرّفتُ إلى المنتجات عن قرب ولديّ أنواعي المفضّلة. أصبح التكلم عن “لانكوم” جزءاً مني. كيف تغيرت علاقتك بالجمال منذ أن أصبحتِ وجهاً لهذه العلامة؟ وافقتُ على العرض لأن تركيزي على الجمال في سن الرشد كان داخلياً. يجب أن يكون الجمال الخارجي انعكاساً لشيء أعمق، وكانت “لانكوم” تحترم هذه الفكرة منذ البداية. لكن تطورت علاقتي التقنية مع الماكياج طبعاً وصرتُ أفهم تفاصيل المنتجات بطريقة غير مسبوقة. ما معنى “الجمال” في نظرك؟ الجاذبية والسعادة. من علّمكِ أهم درس عن الجمال؟ علّمتني والدتي أن أعتني بنفسي بما يكفي وأن أبذل قصارى جهدي كي أقدّم ذاتي بأفضل صورة إزاء العالم. يتعلق هذا الجانب بقبول الذات وحبها. يعني ذلك ضرورة أن نهتم بشكلنا ونعتني بجسمنا من الداخل والخارج. نشأتُ وأنا أشاهد والدتي وهي تطلي أظفارها كل يوم أحد أثناء مشاهدة برنامج “أوبرا”. لطالما كانت أظفارها مرتّبة ولا تزال كذلك. كانت تلك طريقتها في الاعتناء بنفسها وبزواجها ومكان عملها. هكذا كانت تُظهر حبّها. أهمية التأمل في الأيام التي لا تشعر فيها بالراحة تمارس لوبيتا نيونغو التأمل! توضح في هذا الشأن: “إنها ممارسة مفيدة جداً. من الضروري في نظري أن نتقبّل عواطفنا كافة. نميل غالباً إلى قمع عواطفنا السلبية لأننا جزء من ثقافة تدعونا إلى محاربة تلك المشاعر وتجاوزها بدل مواجهتها. لكن حين نقاوم ما نشعر به أحياناً، ستدوم تلك الأحاسيس فترة أطول مما يحصل عند تقبّلها بكل بساطة”.
مشاركة :