إفريقيا مصدر حقيقي لاستثمارات القطاع الخاص أم «سراب»؟

  • 4/14/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هل تعد إفريقيا، التي تشهد نسبة نمو مرتفعة، وبروز طبقة متوسطة، وأسواقاً هائلة مع الطفرة في عدد السكان، مصدر عوائد كبير للمستثمرين في القطاع الخاص أم أن المخاطر فيها كبيرة جداً؟ قال وزير الاقتصاد الغاني كين اوفوري اتا، الذي التقيت به خلال منتدى «افريكا سي اي او فوروم» في ابيدجان إن «إفريقيا يجب أن تكون وستكون أفضل مكان للاستثمار في المستقبل».لكن المعطيات الاقتصادية أكثر تناقضاً، وبعض المؤشرات تكشف تراجعاً واضحاً؛ فالأزمة النفطية وتراجع أسعار الكاكاو، أظهرا هشاشة بعض الاقتصادات، كما في نيجيريا أو ساحل العاج.في الوقت نفسه، وبعد مرحلة انخفضت فيها الديون، يُسجل ارتفاع في الدين العام، فيما يرى الخبراء فارقاً كبيراً بين الاحتياجات على صعيد البنى التحتية والإنجازات.وهم يتساءلون ما إذا كان هذا التراجع قبل الانتعاش أو أنه يعد مؤشراً خطراً. وقد تراجع إجمالي أموال الاستثمارات الخاصة في إفريقيا من 4،3 مليارات دولار في 2015 إلى 2،3 مليار في 2017.وقالت لورين كواسي اولسون من صندوق «أميتيس فايننس»، إنه «أولاً: الاستثمارات في إفريقيا لا تعني شيئاً كبيراً».وأضافت «لدينا فعلياً معدلات نمو عالية؛ لكن ما زال يتعين المراهنة على الاقتصاد الجيد والصناعة الجيدة، التي لن تتأثر كثيراً بتغيرات، بأسعار المواد الأساسية». وأشارت إلى أن بروز طبقة متوسطة «تستهلك وتستوعب الصدمات»، يشكل إنجازاً مهماً.ورأت أن «كل ذلك مرتبط باستراتيجية استثمارية قادرة على المقاومة في اقتصادات لم تبلغ درجة الكمال»، مؤكدة أنه يمكن انتظار عوائد لاستثمارات تنافس تلك المعروضة في أوروبا أو في الولايات المتحدة.ويتعين على المستثمرين معرفة إدارة المخاطر.وبدوره قال فنسان لو غينو من صندوق «ايميرجينغ كابيتال بارتنرز» (إي سي بي)، إن «المخاطر الأمنية تدار بكلفة أكبر والمخاطر السياسية أكثر حساسية. ثمة في الآن نفسه تغييرات في القواعد، وكذلك عدم تطبيق القواعد المعمول بها».ويرى لو غينو أن «المفتاح هو التنوع» من أجل تجنب «الهزات». وقال «يمكن جذب شركات خاصة التي تريد تنويع خياراتها والاستثمار في إفريقيا».ولا يوظف «أميتيس» او «ايميرجينغ كابيتا بارتنرز» وكذلك معظم صناديق الاستثمار الأموال في مشاريع إلا بشروط من بينها مجالس الإدارة إلى جانب أعضائها المعروفين وحسابات واضحة من أساسها.وأوجزت كواسي-أولسون الوضع بالقول «انطلاقاً من هنا، يمكننا التحكم في المخاطر الأخرى».وقال فريدريك ايكرا وتشارلز ليفي من صندوق «بلومفيلد انفستمنت»، إن «ثمة مخاطر بالتأكيد؛ لكن أين لا نجد مخاطر؟ هذا ليس سؤالاً ينم عن تفاؤل أو تشاؤم؛ بل هو سؤال واقعي. يجب أن نكون واقعيين عندما نقوم بالاستثمار». (أ.ف.ب)

مشاركة :