أكد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، أن القمة العربية التي ستقام غداً الأحد، في الدمام سترسل رسالة واضحة للجميع، منتقداً الهجوم القطري على القمة، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد عدم وجود أي دور للدوحة في هذا المحفل العربي.وقال آل خليفة في تغريدتين على حسابه بموقع «تويتر»، أمس الجمعة، «إننا ننتهج العزم في البناء والتنمية والخير للجميع، وإننا ننتهج الحزم مع أي عدو يستهدف الأمن القومي العربي». مضيفاً: «سنصل، بإذن الله، مهما كانت المدة والمسافة، حفظ الله صاحب الحزم و العزم».وشدد الوزير البحريني على أن الهجمة الإعلامية القطرية على قمة الدمام، وإساءاتها المتواصلة حتى اليوم لخادم الحرمين الشريفين، تؤكد أن قطر لا مكان، ولا دور لها في القمة، وأن تمثيلها بأي شكل لا يخدم الأمن القومي العربي.وأشار إلى أن «الكل متفائل ب«قمة الدمام» ونتائجها المتوقعة لمصلحة الأمن القومي العربي، ولا يهاجمها إلا من باع نفسه للأعداء بثمن بخس جداً جداً».ووفقاً ل «العين الإخبارية» فإن تلقي قطر دعوة للمشاركة في قمة الدمام، أحرج الدوحة، إذ كان عليها الانتظار لوقت طويل قبل أن تعلن مستوى تمثيلها في الاجتماعات التحضيرية، ووقتاً أطول لإعلان مستوى مشاركتها في القمة.من الناحية البروتوكولية، عادة ما توجه الدعوة لحضور القمة باسم رئيس الدولة المستضيفة، ويسلمها سفيرها أو مبعوث منها إلى الدولة المدعوة.لكن، مع أزمة قطع العلاقات مع قطر جراء دعمها الإرهاب وخروجها عن الصف الوطني الخليجي والعربي، تولت الجامعة مهمة إيصال الدعوة للدوحة، لتلتقط الأخيرة أول المؤشرات التي وأدت آمالاً كانت تداعبها بإمكانية أن يشملها البروتوكول المعتاد، لتحسبه بذلك عربون بادرة إيجابية على درب تحسن العلاقات مع السعودية، وهو ما لم يحدث، طالما بقيت تغرد خارج السرب.صفعة مدوية أدركت من خلالها أن المملكة لم تتجاهلها تماماً، وفي ذلك تأكيد لتصريحات مسؤولين سعوديين بأن أزمة قطر متناهية الصغر بالنسبة للمملكة، وأن حيزها منعدم في الاهتمام المحلي والإقليمي. في المقابل، تغاضت معها عن البروتوكول المعمول به، وفي ذلك إحراج شديد أيضاً، يستبطن كمًّا من التجاهل قد يكون أكبر بكثير مما لو لم تتم دعوتها أصلاً إلى القمة، وهذا ما يبدو أنه أجهض فرحة السقوط الواهم لنظرية العزلة عن قطر.وبتلقّيها سلسلة الضربات البروتوكولية، لم تجد قطر بداً من تخفيض مستوى تمثيلها في الاجتماعات التمهيدية للقمة، علماً بأن تحديد مستوى المشاركة مرهون بأمور عدة، ومن شأنه أن تترتب عليه أمور كثيرة أيضاً. تلقيها الدعوة بتلك الطريقة، بعث للدوحة بمؤشرات استباقية محتملة تجعلها تخشى إحراجاً بروتوكولياً ثانياً خلال استقبال أمير قطر- إن قرر الحضور- أو أثناء إلقاء الكلمات، ما قد يعمق أزمتها.وكانت لولوة الخاطر، المتحدثة باسم الخارجية القطرية، أعلنت تلقي بلادها دعوة لحضور القمة، ولكنها لم تحدد مستوى تمثيل وفد بلادها.وأكدت مصادر دبلوماسية، في تصريحات إعلامية، أن أزمة قطر لن تُدرج على جدول أعمال القمة.ويعني هذا ضمنياً أن أزمة الدوحة لا تكتسي أي ثقل يؤهلها لأن تكون على طاولة نقاش القادة العرب، وأنها مجرد تفصيل صغير يعود حله للدوحة في ظل تعنتها وإصرارها على الخطأ، وللوساطة الكويتية. غير أن ما يؤكده متابعون هو أن أزمة قطر قد تكون حاضرة في بند آخر، وهو مكافحة الإرهاب، وهذا ما تخشاه الدوحة التي كانت تأمل باستجداء التضامن العربي معها، فإذا بها تجد نفسها في خانة المتهم بدعم الإرهاب، وهو أيضاً من أسباب عدم إعلانها حتى الآن على مستوى تمثيلها في القمة.
مشاركة :