كوالالمبور - (أ ف ب): يستبق رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد المعارض الرئيسي لحكومة نجيب عبدالرزاق، الانتخابات ويتحدث في مقابلة مع وكالة فرانس برس عن عملية غش غير مسبوقة في الاقتراع الذي سيجري في مايو المقبل، لكنه يؤكد ان حزبه قادر على الفوز. قال مهاتير منددا «في تاريخ الانتخابات الماليزية، لم نر هذا المستوى من التلاعب». وأضاف أن «المعارضة تشكو بالتأكيد دائما من الانتخابات، لكن هذه المرة الأمر خطير إلى درجة أن أعضاء الحزب الحاكم يشعرون بالاستياء». ومهاتير الذي قاد الحكومة الماليزية 22 عاما، عاد عن تقاعده لمحاربة رئيس الوزراء عبدالرزاق الذي يواجه فضيحة فساد واسعة تقدر بمليارات الدولارات على حساب الصندوق السيادي «1ام دي بي». وتبلغ ديون هذا الصندوق حاليا حوالي عشرة مليارات يورو. وهو يشكل محور تحقيقات قضائية في ماليزيا وكذلك في دول أخرى مثل سويسرا والولايات المتحدة وسنغافورة. وينفي نجيب والصندوق قيامهما بأي عمل غير قانوني. وأعلنت اللجنة الانتخابية الثلاثاء ان الانتخابات التشريعية ستجرى في التاسع من مايو في هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا ويبلغ عدد سكانه حوالي ثلاثين مليون نسمة معظمهم من المسلمين. ويشكك خبراء في قدرة مهاتير على الانتصار على الحزب الذي كان يقوده في السابق. ويمسك تحالف الجبهة الوطنية (باريسان ناسيونال) بقوة بمقاليد السلطة بينما يتهمه معارضوه بالإعداد لتزوير الانتخابات. ومع ذلك يمكن ان تكون هذه الانتخابات أصعب بكثير للجبهة الوطنية التي تحكم ماليزيا منذ استقلالها العام 1957. اتهمت المعارضة الحكومة بالقيام بتوزيع الدوائر الانتخابية وفقا لمصالحها وأضافة ناخبين وهميين في دوائر تتمتع فيها أحزاب الائتلاف بغالبية ضعيفة. وردا على سؤال لفرانس برس، قال مهاتير ان هذا الاقتراع يمكن ان يكون «الأقل نزاهة» في تاريخ البلاد. لكن نائب رئيس الوزراء عبدالعزيز كبراوي أحد قادة المنظمة الوطنية للمالاي المتحدين -حزب نجيب الذي يشكل أغلبية- يرفض هذه الاتهامات ويتهم بدوره مهاتير «ببث الأكاذيب». ورغم خلافهما، يبدو مهاتير الذي سيصبح في حال انتخابه أكبر رؤساء الحكومات سنا في العالم، مقتنعا بأن «ميثاق الأمل»، تحالف المعارضة الذي يقوده، أمامه «فرصة جيدة» للفوز. وقال في المقابلة التي جرت في منزله في كوالالمبور «إذا تم الإصغاء لمشاعر الشعب، فسنفوز لكننا نعرف انه (نجيب) سيمارس الغش». ومهاتير الذي قام في الماضي برعاية نجيب وكان يجده «رجلا لائقا»، بات يصفه اليوم بـ«الوحش». وتقدر وزارة العدل الأمريكية بـ4.5 مليارات دولار (3.6 مليارات يورو) المبالغ التي تم اختلاسها من الصندوق السيادي «1ام دي بي» الذي أسسه عبدالرزاق عام 2009 من أجل تحديث البلاد. وحتى الآن، أفلت نجيب البالغ من العمر 64 عاما من الفضيحة عبر إقصاء منتقديه في معسكره وإقرار قوانين أمنية جديدة يدينها المدافعون عن حقوق الإنسان وأدت إلى توقيف معارضين.
مشاركة :