أعلن القسم النسائي في مركز «الأمير عبد الرحمن السديري الثقافي» في دار العلوم بمنطقة الجوف، عن إطلاق جائزة «الأميرة لطيفة السديري للبحث العلمي»، إحياءً لاسم إحدى رائدات التعليم في المنطقة حرم أمير دومة الجندل السابق الأمير تركي سعد السديري، وذلك بحضور شقيقاتها الأميرات جهير وشيخة ومشاعل عبد الرحمن السديري إضافة إلى كريمتها ريم السديري، وأكثر من 500 من أكاديميات وقيادات تربوية ومثقفات من مختلف محافظات المنطقة. وقالت الدكتورة هيام السمهري في مقدمة ندوة أقامتها المؤسسة أخيراً بالمناسبة، إن «الأميرة لطيفة امتشقت حراكها التعليمي النهضوي التنموي هنا في أرض الجوف حيث كان والدها أميراً للمنطقة في حقبة زمنية مؤثرة امتدت نحو نصف قرن، فتصدرت منصات التنوير النسائية في تأسيس التنظيم التعليمي في المنطقة». وأوضحت التربوية هيام الملحم في كلمة ألقتها، أن الأميرة لطيفة كانت «محبة للتعليم وطموحها ليس له حدود، وكانت ترغب في إكمال دراستها الجامعية، وقامت بتقديم أوراقها، وتم قبولها في الجامعة الأميركية في بيروت، وعند استعدادها للسفر حاملة حقائبها وبعد وضعها في المركبة قامت بتوديع والدتها ففقدت الأخيرة الوعي، ما اضطرها إلى إلغاء سفرها والدارسة، لتكون إلى جانب والدتها». وتناولت القيادية التربوية فاطمة العدوان في كلمة ألقتها في الندوة، أول مدرسة تم افتتاحها في حي المطر بالجوف، وكانت عبارة عن «غرفة وساحة وبركة ماء لشرب الطالبات، وكانت الأميرة لطيفة تتجول وتقف بجانبها حرصاً على الطالبات وقت الفسحة المدرسية لئلا يقعن فيها». والتحقت الملحم العدوان في أول مدرسة ابتدائية أنشأت في منطقة الجوف العام 1381هـ، وتكونت من سبعة فصول و157 طالبة، وكانت الأميرة لطيفة أول معلمة في هذه المدرسة، ثم مديرة لها، وبعد تخرج أول دفعة من المرحلة الابتدائية واصلت جهودها إلى أن تم افتتاح معهد المعلمات المتوسط العام 1388هـ، وكانت مدة الدراسة في هذا المعهد ثلاثة أعوام. كما كان لها إسهامها في افتتاح المعهد الثانوي بعد تخرج الطالبات من كفاءة المعلمات، فيما تم استحداث مسمى الموهوبات وكان ترعى هذه الفئة. عبرت الأميرة ريم تركي السديري عن فخرها واعتزازها بوالدتها، وقالت لـ «الحياة»: «كانت قدوة لنا، وبقدر السعادة كان شعوري بالفقد في هذه الندوة الثرية التي تتناسب مع شخصية المربية الوالدة لطيفة بنت عبدالرحمن السديري، وكان لكل جانب من الجوانب التي سلطت عليها المحاضرات الضوء، ما جعل المستمع يعيش تجاربها ومآثرها، وكأنها ماثلة أمام عينيه». وقالت نائبة رئيس «مركز عبد الرحمن السديري» الدكتورة مشاعل السديري لـ «الحياة»: «إن الندوة تظهر محبة وتقدير المشاركات لأعمال وإنجازات رائدة التعليم في المنطقة، فجزيل شكرنا للمنظمات، وشكرنا العميق لكل من شارك في نجاح هذه الندوة، ولبنات الجوف». وأوضحت رئيسة القسم النسائي في المركز حكيمة الرويلي لـ «الحياة» أن المركز قدم مبادرات ومشاركات فاعلة في المناسبات الوطنية والثقافية، وسيشهد الأسبوع المقبل، حفل تكريم حافظات القرآن وكرنفال الطفل الثقافي الأول من نوعه.
مشاركة :