في الحلقة الاولى من برنامج «لوين واصلين» الذي تقدمه الإعلامية ديما صادق على شاشة «أل بي سي» كان الجمهور يتوقع، بعد النزهة التي قامت بها مع رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري في السيارة التي كان يقودها، أنها سوف تستضيفه لتواصل الحديث الذي بدأته معه خلال الجولة التي قاما بها في بعض شوراع بيروت، في استوديو التلفزيون، فيترسخ الحوار ويتشعب ويأخذ طابعاً جدياً. لكنّ البرنامج سرعان ما انتهى مع انتهاء الجولة والدردشة أو الحديث القصير والمشتت الذي دار خلالها، وهو دار على هامش قضايا سياسية واجتماعية وانتخابية، ولم يقل فيه الحريري كلاماً جديداً أو مفاجئاً. لكن الجمهور أبصره سائقاً يقود السيارة ويلبي دعوة صادق إلى فنجان قهوة. أما اللقطة التي سعت صادق إلى جعلها عفوية و «صدفوية» والتي توقف فيها الحريري ليُصعد في سيارته شاباً كان ينتظر على الطريق، علمنا أنه كان موظفاً في تلفزيون»المستقبل»، فبدت مصطنعة ومفتعلة وغير حقيقية، وبدا حوار هذا الشاب المفصول من التلفزيون، مع الحريري، مركباً وغير مقنع على رغم الوعود التي قطعها الحريري له ودفاعه عن المظلومين وشرحه الأزمة التي اجتازها إعلام تيار «المستقبل». كان لا بد من انتظار الحلقة الثانية من البرنامج وفيه استضافت ديما الوزير السابق وئام وهاب الذي يعد أحد نجوم الشاشات في لبنان والذي يستعين به دائماً مقدمو البرامج. هذه المرة قادت ديما السيارة بنفسها وجالت بضيفها في منطقته بل في بلدته الجاهلية. وكالعادة بدأ الحديث مع السياسي الظريف، طريفا وحافلا بالتندر والنهفات، ثم راح يتحدث عن ترشحه إلى الانتخابات التي سيخوضها في مواجهة لوائح عدة ومنها التي يرأسها خصمه السياسي تيمور وليد جنبلاط. طبعاً لم يتوان الضيف الظريف عن إطلاق شعاراته «الوطنجية» وانتقاداته التي شملت الخصوم والأصدقاء وهي معروفة ومكررة. وأشار إلى قضية مهمة هي الإعلام الانتخابي التلفزيوني المدفوع والباهظ الاسعار وتحسر على عدم توفر إمكانات مادية لديه ليحجز مساحات إعلامية تلفزيونية مدفوعة على خلاف المرشحين الأثرياء وأصحاب الاموال والرساميل. وتوقفت ديما أيضاً لتُصعِد في سيارتها شاباً واقفاً على الطريق بانتظارها طبعاً، فيطرح أسئلة فضولية لا أهمية لها على وهاب ثم يغادر. في الحلقات المقبلة سوف تستضيف ديما صادق وجوهاً أخرى، ولا يهم من تكون وستحاورها في ما يشبه الدردشة أو الثرثرة الظريفة في أحيان، وسوف تسعى إلى تبييض صور هؤلاء الضيوف وإظهارهم وطنيين ومستقيمين وصادقين ومدافعين عن حقوق الناس والوطن... وهذا أول مأخذ يمكن أن يسجل على ديما وبرنامجها الذي حل في أوج احتدام المعركة الانتخابية. وما زاد من حرج ديمة إعلامياً أن برنامجها يعرض ليل الخميس الذي كان من عادة الجمهور أن يشاهدوا فيه البرنامج الناجح «كلام الناس» للإعلامي مارسيل غانم. ولا أدري إن كانت ديما اختارت هذا التوقيت قصداً أم اعتباطاً، لكنه توقيت غير بريء ظاهراً على الأقل، فالجمهور سيقارن بينها وبين غانم وسينحاز حتماً إلى غانم ما يجعل برنامج ديما يبدأ خاسراً. وما يزيد من هذه الخسارة هو البرنامج الانتخابي التالي «تحصيل حاصل» الذي يعده الإعلامي هشام حداد والذي لم يتمكن على رغم فكرته الجديدة من ملء فراغ «كلام الناس». ويمكن تشبيه برنامج حداد بـ «حوار الطرشان» ففيه يتناقش الجميع من دون أن يستمع بعضهم الى بعض، ويتصارخون ويحتدون فلا يخرج الجمهور بما يستفيد به. كان الرهان على برنامج ديما صادق الإعلامية اللامعة والجميلة والموهوبة، لكنه لم ينجح. لقد فقدت ديما عفويتها وتلقائيتها أو طبيعيتها وبدت متصنعة، متملقة إعلامياً، تناور من دون ذكاء وتمثل وتفتعل من أجل اصطياد لقطة أو «سكوب»، وهذا ليس من طباعها ولا من مراسها الإعلامي.
مشاركة :