شن تحالف ثلاثي مكون من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عدة ضربات استهدفت مواقع للنظام السوري على أراضيه في وقت مبكر اليوم (السبت)، رداً على الهجوم الكيماوي الذي استهدف المدنيين في دوما بالغوطة الشرقية قبل أسبوع. وسمع دوي انفجارات قوية في العاصمة دمشق، وتصاعدت أعمدة الدخان من الجانب الشرقي للعاصمة، حيث استهدفت الغارات عدداً من قواعد قوات النظام في دمشق. وذكر رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «قصف التحالف الغربي استهدف مراكز البحوث العلمية وقواعد عسكرية عدة ومقرات للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في دمشق ومحيطها». بينما اكتفى التلفزيون التابع للنظام السوري بالإشارة إلى «أنباء عن استهداف مركز البحوث العلمية في برزة» شمال شرقي دمشق. وأضاف المرصد السوري أن مبنى الأبحاث العلمية السوري في دمشق قصف في الهجوم، مضيفاً أن قوات النظام السوري أخلت في الأسبوع الماضي القواعد والمطارات العسكرية التي استهدفت في الهجوم. من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، إن الغارات استهدفت القواعد العسكرية التي استخدمت في الهجمات الكيماوية في سوريا. مشيراً إلى أننا «نبذل جهدنا لتفادي سقوط مدنيين خلال الضربات في سوريا». وأضاف في مؤتمر صحافي بمقر البنتاغون مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال دنفورد، أن استمرار العمليات مرتبط باستخدام الأسد للكيماوي مجدداً. وقال البنتاغون إن الضربات طالت عدداً من المواقع المختلفة في سوريا، موضحاً: «استهدفنا مصنعاً لسلاح السارين في حمص، وليس لدينا علم بأي رد من دفاعات النظام الجوية». وأضاف البنتاغون «ضربنا مركزا علميا لأبحاث السلاح الكيماوي في دمشق، ودمرنا كافة الأهداف التي تم تحديدها والهجمات انتهت». وقال ماتيس خلال المؤتمر الصحافي: «انتقينا الأهداف بكل حذر وهي مرتبطة ببرنامج الأسد الكيماوي، استهدفنا فقط المنشآت الخاصة بسلاح الأسد الكيماوي». وأوضح البنتاغون: «استخدمنا ضعف عدد الأسلحة مقارنة بضربات العام الماضي». من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن 4 طائرات من طراز «تورنادو» شنت الهجوم باستخدام صواريخ «ستورم شادو» على منشأة عسكرية تقع على بعد 15 ميلا غربي حمص بعيدة عن أي تجمعات معروفة للمدنيين. بدورها، أعلنت باريس أن الضربات استهدفت المركز الرئيسي للأبحاث الكيماوية وموقعي إنتاج داخل سوريا. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات الغربية لم تستهدف مواقع قريبة من القاعدتين الجوية والبحرية الروسيتين في سوريا. كما تحدثت تقارير عن استهداف الغارات مطار المزة ومركز البحوث في برزة وجمرايا ومصياف. وقال مسؤولون أميركيون إن الغارات تستهدف أهدافا عدة وتستخدم قنابل مختلفة، وأن الضربات استهدفت وحدات لإنتاج مواد كيماوية. وتزامن تنفيذ هذه الضربات، التي استغرقت نحو 50 دقيقة، مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب من البيت الأبيض عن «عملية عسكرية مشتركة مع فرنسا وبريطانيا جارية» في سوريا. ووعد ترمب أن تأخذ العملية «الوقت الذي يلزم»، منددا بالهجمات الكيماوية «الوحشية» التي شنها النظام السوري على مدينة دوما قبل أسبوع.
مشاركة :