الدمام أسامة المصري دارت أمس جولة مفاوضات جديدة في فيينا حول الملف النووي الإيراني قبيل يومين من المهلة الأخيرة التي تنتهي غدا الإثنين بين إيران ومجموعة (5+1)، وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه ما زالت هناك فجوات كبيرة في المحادثات يتم العمل على جسرها. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محمد سيد المحدثين لـ «الشرق»: إن النظام الإيراني يعمل من خلال المفاوضات وفق سيناريوهين وكلاهما يحققان في نهاية المطاف ما تسعى طهران إلى تحقيقه والحصول على السلاح النووي. وأكد سيد المحدثين أن الأول هو سيناريو الحد الأقصى عبر الوصول إلى اتفاق نهائي مع الدول الكبرى يترك الباب مفتوحا أمام طهران للحصول على القنبلة الذرية خلال بضعة أشهر. أما السيناريو الثاني أنه في حال لم يتم الحصول على الحد الأقصى وفشلت المفاوضات الحالية فإن طهران تريد أن تمدد المفاوضات فترة أربعة أشهر أخرى تكون خلال هذه المدة قد حصلت على السلاح النووي. وأضاف سيد المحدثين، وهو بمنزلة وزير خارجية للمقاومة الإيرانية أن إيران عازمة على الحصول على السلاح النووي، لتعزيز قوتها والحفاظ على مناطق هيمنتها ونفوذها، وأشار إلى أن النظام في إيران بات أكثر تشددا بعد رحيل رئيس وزراء العراق نوري المالكي، وأكد سيد المحدثين أن ما أورده ذكره في بروكسل يوم الخميس الماضي أثناء حضوره مؤتمرا حول الملف النووي الإيراني عقدته اللجنة الدولية للبحث عن العدالة. وفي مؤتمر صحفي أقامته اللجنة الدولية للبحث عن العدالة الخميس في بروكسل، كشفت اللجنة بأن النظام الإيراني كان يخبئ برنامجه النووي العسكري تحت غطاء برنامج مدني واستمر به بصورة سرية. وعرضت ISJ خلال المؤتمر دراسة حول نتائج أبحاث واسعة لعدة أشهر حول المشاريع النووي للنظام الإيراني في بحث يضم 100 صفحة. ويؤكد البحث أن البرنامج النووي الإيراني طيلة العقدين الماضيين تشكّل من منظومتين مختلفتين على ما يبدو، وهما المنظومة المدنية التي تضم منظمة الطاقة الذرية والجامعات، وكذلك المنظومة العسكرية التي تشكل الجزء الرئيس للمشروع والوجه السري له. وقد عملت المنظومتان معا بصورة مستمرة ومتزامنة شأنهما شأن دائرتين متداخلتين بمركز واحد، حيث كانت المنظومة النووية العسكرية تقع في قلب المشروع النووي العام. وحسب البحث فإن الجزء المعلن لبرنامج طهران النووي كان يؤدي وبصورة ممنهجة الجبهة الظهيرة للمنظومة العسكرية. وفي الحقيقة أن نتائج البحوث والإنجازات وحالات التقدم في الجزء المعلن تصب نحو المنظومة العسكرية، حيث كانت المنظومة الأخيرة والمستخدم النهائي لجميع المكتسبات والتجارب العامة لهذه المنظمة، هي المنظومة الأولية. وكان جون بولتن سفير الولايات المتحدة الأمريكية السابق وروبرت جوزف النائب السابق لوزير الخارجية الأمريكي في شؤون أسلحة الدمار الشامل وعدد من أعضاء البرلمان الأوروبي ومحمد سيد المحدثين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من المحاضرين في الندوة. ووصف روبرت (باب) جوزف الدراسة بأنه تقرير استثنائي مهم في توقيت حساس للغاية. وحسب رأي جون بولتن أنها دراسة تأتي في وقتها ومدعومة بالوثائق والمعطيات المحذرة حول البرنامج النووي الإيراني. كبيرة لإيران ويعد تحذيرا لمستقبل هذا الملف». ومن جانبه أكد جون بولتن: «أنه من الواضح بأن إيران مازالت عازمة لتحقيق هدف كانت تبحث عنه منذ مدة وهو السلاح النووي. لقد تغيرت استراتجيات النظام وتطورت تكتيكاته واختلفت تصريحاته، غير أن الهدف لم يتغير أبدا. هذا ما يوضحه التقرير المقدم من قبل اللجنة الدولية للبحث عن العدالة. أن تجاهل عزيمة الملالي الأحادية من قبل بقية العالم، سيكون خطرا هائلا للسلام والأمن العالميين». إن الدراسة التي قدمتها اللجنة الدولية للبحث عن العدالة، تظهر أن طهران نفذت مشاريع محددة وبرامج تتعلق بجميع الأوجه الضرورية للحصول على السلاح النووي (وهي تشمل عمليات التخصيب والتحوير التسليحي والتركيب على الصواريخ).
مشاركة :