لم أكن أشعر بأنني أسد، ولكنني شعرت بأنه لن يتمكن أحد من ضربي أو مهاجمتي، كلمات قالها الحارس الإيطالي الشهير والتر زينجا الذي دافع عن عرين المنتخب الإيطالي في مونديال 1990، كان زينجا يصف بها الشعور الذي يساوره في كل مره يخرج من النفق المؤدي إلى ملعب أي مباراة في تلك البطولة، مشيراً إلى أن الجماهير الغفيرة التي كانت تقف هناك وتهتف للآزوري، والتي وصلت في إحدى المباريات إلى أكثر من 70 ألف متفرج كانت تمده هو وزملاؤه بالفريق بهذا الشعور، كيف لا وهذا العدد الكبير يهتف من أجلك ويساندك أمام 11 لاعباً فقط !. والتر زينا أحد أهم الحراس في تاريخ كرة القدم الإيطالية، ورغم تواجده مع كوكبة من النجوم في هذا المركز، إلا أنه نجح في حجز مركز أساسي في نهائيات البطولة التي كانت تستضيفها بلاده في عام 1990، ولم يكتفِ بالمشاركة بصورة أساسية فحسب، بل إنه ساهم في تحقيق منتخب بلاده للمركز الثالث في البطولة العالمية، بفضل مستواه الرائع وبسالته بين الخشبات الثلاث، ومن خلال مشاركته في البطولة نجح زينجا في تحطيم رقم الحارس الإنجليزي بيتر شيلتون في الدقائق بالمونديال دون استقبال أي هدف، حيث حافظ على نظافة شباكه لـ 518 دقيقة متواصلة قبل أن ينجح المهاجم الأرجنتيني كانيجا في تسجيل هدف التعادل في نصف نهائي البطولة، ويخسر المنتخب الإيطالي بعد ذلك ويلعب مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع وبرغم أداء زينجا المثالي في كل مباريات البطولة، إلا أنه لم يتمكن من التصدي لأي ضربة ترجيحية عندما احتكم الفريقان بعد التعادل بهدف لكل منهما، ولا يمكن أن يلام الحارس الإيطالي في هذا الأمر، كونه كان أحد أسباب تواجد المنتخب الإيطالي في دور نصف النهائي، يقول زينجا وهو يتذكر مونديال 90 «لا أستطيع وصف اللحظة التي ندخل فيها إلى أرضية الميدان وهناك أكثر من 70 ألف شخص ينتظرك ويثق بك، ويعتقد أنك تستطيع أن تفعل ما بوسعك، إنه أمر رائع، نردد النشيد الوطني معاً، ونخوض غمار كل مباراة معاً.. كانت لحظات لا تنسى .