ترامب: «المهمة أُنجزت» بعد ضربات محدودة في سوريا

  • 4/14/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن «المهمة أُنجزت» بعدما نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربات استهدفت مواقع للنظام السوري ردا على هجوم كيميائي مفترض قبل أسبوع في دوما قرب دمشق أسفر عن مقتل العشرات. في المقابل، أعلنت موسكو أن أنظمة الدفاع الجوي السوري اعترضت عشرات الصواريخ خلال الهجوم الذي أكد الجيش الروسي، أنه لم يسفر عن سقوط أية ضحايا سواء مدنيين أو عسكريين. وجاءت هذه الضربات ردا على هجوم مفترض بالأسلحة الكيميائية السبت الفائت في دوما قتل فيه نحو 40 شخصا، وتتهم واشنطن وحلفاؤها الغربيون دمشق بالوقوف خلفه. لكن دمشق وحليفتها موسكو ينفيان ذلك بشكل قاطع. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مراكز الأبحاث والمقرات العسكرية التي طالتها الضربات الغربية فجر السبت، كانت خالية تماماً إلا من بضع عناصر حراسة، جراء تدابير احترازية اتخذها الجيش السوري مسبقاً. وقللت المعارضة كذلك من أهمية الضربات، في وقت اعتبرها فصيل جيش الإسلام المعارض الذي كانت مدينة دوما تعد معقله الأبرز قرب دمشق، «مهزلة». وعقد مجلس الأمن الدولي بطلب من روسيا اجتماعا السبت لبحث تداعيات الضربات الجوية والصاروخية. وقد طلبت موسكو من المجلس إدانة «العدوان» على سوريا في مشروع قرار طلبت التصويت عليه في ختام الاجتماع. وقالت نيكي هايلي، سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة خلال اجتماع المجلس، «تحدثت مع الرئيس هذا الصباح، وقال: إذا استخدم النظام السوري هذا الغاز السام مجددا، فإن الولايات المتحدة مستعدة» لشن ضربة جديدة. وأضافت، «عندما يضع رئيسنا خطا أحمر، فإن رئيسنا ينفذ ما يقوله». واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبتن أنه بعد الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في سوريا، على مجلس الأمن الدولي «أن يتخذ الآن، موحدا، المبادرة على الصعد السياسية والكيميائية والإنسانية». وأعرب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، عن «دعمه الكامل» للضربات على سوريا. وعلى مدى 45 دقيقة، تردد دوي الانفجارات وأصوات تحليق الطائرات الحربية في أجواء دمشق فجراً، تزامناً مع إعلان واشنطن وباريس ولندن استهداف مراكز ومنشآت عسكرية قرب العاصمة وفي محافظة حمص (وسط)، رداً على الهجوم الكيميائي المفترض الذي اتُهمت دمشق بتنفيذه في السابع من أبريل/ نيسان على دوما. وأشاد ترامب بعد ساعات من إعلانه، أنه أمر «القوات الأمريكية المسلحة بتنفيذ ضربات محددة على أهداف مرتبطة بقدرات الديكتاتور السوري بشار الأسد في مجال الأسلحة الكيميائية»، بالهجمات التي اعتبر أنها حققت «أفضل» نتيجة ممكنة. وكتب ترامب عبر موقع «تويتر»، «ضربة منفذة بشكل مثالي الليلة الماضية. شكرا لفرنسا والمملكة المتحدة على حكمتهما وقوة جيشهما». وأضاف، «ما كان من الممكن تحقيق نتيجة أفضل. المهمة أُنجزت». وأكد البنتاجون، أن العملية «ضربت كل الأهداف بنجاح»، فيما صرح الجنرال كينيث ماكنزي، أنها كانت «دقيقة وشاملة وفعالة»، وستعيد برنامج الأسلحة الكيميائية التابعة للنظام السوري سنوات «إلى الوراء». وقالت دانا وايت المتحدثة باسم البيت الأبيض لاحقا، «حققنا أهدافنا. ضربنا المواقع، قلب برنامج الأسلحة الكيميائية. لذا المهمة أنجزت». كذلك، أكدت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي السبت، أن كل الصواريخ الفرنسية التي أطلقت على سوريا ليل الجمعة السبت، «أصابت أهدافها»، مشيدة بـ «نجاح» المهمة التي نفذت بالتعاون مع واشنطن ولندن. من جهته، أفاد الجيش الروسي، أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أطلقت بالإجمال 103 صواريخ عابرة، منها صواريخ توماهوك، وأن الدفاع الجوي السوري المزود بمنظومات سوفياتية الصنع اعترض 71 منها. وأكد الإعلام الرسمي التابع لدمشق، أن «الدفاعات الجوية السورية تصدت للعدوان الأمريكي البريطاني الفرنسي على سوريا». واعتبر الرئيس السوري بشار الأسد، أن الضربات الغربية ستزيد تصميم بلاده على «محاربة الإرهاب». ودان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، «بأقصى درجات الحزم الهجوم على سوريا حيث يساعد عسكريون روس الحكومة الشرعية في مكافحة الإرهاب». ونددت كل من إيران والعراق كذلك بالضربات، فيما أعربت الصين عن معارضتها لـ «استخدام القوة» في سوريا. ودعا الأردن إلى حل «سياسي» للأزمة السورية.لا عملية أخرى وأعلن رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال جو دانفورد، أن القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية قصفت ثلاثة أهداف تتعلق ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري، أحدها قرب دمشق والإثنان الآخران في حمص في وسط سوريا. وأوضح، أن حلفاء الولايات المتحدة حرصوا على عدم استهداف القوات الروسية المنتشرة في سوريا، وهو ما أكدته موسكو. وأضاف دانفورد، أن لا خطط في الوقت الحالي لشن عملية عسكرية أخرى. لكن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان توعد بضربات جديدة في حال وقع هجوم كيميائي آخر. وأوضح مسؤولون أمريكيون، أن العملية تضمنت استخدام ثلاثة مدمرات أمريكية وفرقاطة فرنسية وغواصة أمريكية من مواقعها في البحر الأحمر والخليج العربي والبحر المتوسط. وتؤكد دمشق أنها دمرت ترسانتها في 2013، بموجب قرار أمريكي روسي جنبها ضربة أمريكية في ذلك الوقت، إثر اتهامها بهجوم أودى بحياة المئات قرب دمشق. وفي أبريل/ نيسان 2017، نفذت واشنطن ضربة عسكرية محدودة استهدفت قاعدة الشعيرات في وسط البلاد، ردا على هجوم كيميائي اتهمت دمشق بتنفيذه في شمال غرب سوريا. وقتل أكثر من أربعين شخصا وأصيب 500 في مدينة دوما قبل أسبوع جراء قصف. وقال مسعفون وأطباء، إنه تم باستخدام سلاح كيميائي. واتهموا قوات النظام بالوقوف خلفه، الأمر الذي نفته دمشق مع حليفتيها موسكو وطهران. وصعد ترامب منذ ذلك الحين تهديداته ضد النظام. وأكّدت الولايات المتحدة الجمعة، أنّ لديها «دليلاً» على استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية ضد السكان. ونفى النظام السوري أن تكون قواته نفذت هجوما كيميائيا، فيما اعتبرت موسكو أن المسألة عبارة عن «مسرحية» تورطت فيها بريطانيا، ويهدف الغرب من خلالها الإطاحة بالنظام السوري. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إن بلاده تملك «معلومات موثوقة»، عن تورط «القوات المسلحة» السورية في الهجوم الكيميائي. وتأتي العملية العسكرية الغربية في وقت يفترض أن تبدأ بعثة من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وصلت إلى دمشق الجمعة عملها السبت للتحقيق في التقارير عن الهجوم الكيميائي في دوما. وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أن بعثتها إلى دمشق ستواصل مهمة التحقيق رغم الضربات الجوية، مشيرة إلى أنها «تعمل عن قرب» مع خبراء أمنيين من الأمم المتحدة «لتقييم الوضع وضمان سلامة الفريق» التابع لها في سوريا. وبعد ساعات من الضربات، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أن قوات من الأمن الداخلي السوري دخلت إلى دوما التي أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق، أنه تم إجلاء آخر المقاتلين المعارضين منها.

مشاركة :