بنوك تتوقع زخماً في الاكتتابات الأولية في الخليج

  • 4/15/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إيمان عطية| تتوقع بنوك استثمارية أن تكتسب وتيرة التعاملات في الشرق الأوسط وأفريقيا زخما بعد النشاط الذي شهده الربع الأول. وكانت عمليات الاندماج والاكتتابات العامة الأولية في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2018 أعلى في القيمة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، في حين سجلت مبيعات السندات ثاني أعلى مبيعات، وفقا لبيانات جمعتها بلومبرغ. ويقول مصرفيون أنه مع وجود مجموعة جيدة من الصفقات يجري العمل عليها، لا بد أن يشهد نشاط التعاملات زيادة أكبر. على الصعيد العالمي، قال تقرير لوكالة بلومبيرغ: أن النمو الاقتصادي والتمويل الرخيص شجع نسبيا الشركات على شراء شركات منافسة. وفي الشرق الأوسط، دفعت أسعار النفط المنخفضة الحكومات للبحث عن تمويل خارجي من مبيعات السندات والأصول. وأظهرت البيانات أن الاكتتابات الأولية جمعت 3.2 مليار دولار في الربع الأول، ما يجعلها الأكثر نشاطا منذ عام 2015. وتجاوزت عمليات الاندماج المنجزة التي بلغت قيمتها 4.2 مليارات دولار مبلغ الـ 3.6 مليارات دولار الذي سجل في العام السابق. وقال ماثيو والاس، رئيس الخدمات المصرفية العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا في «اتش اس بي سي»: استمر الزخم الذي تراكم خلال عام 2017 في الربع الأول من عام 2018 مع عدد من اصدارات الديون والأسهم الناجحة. المحرك الأساس هو طلب المستثمرين. ما زلنا نرى مستويات عالية من التدفقات على صناديق الأسواق الناشئة العالمية، مع انجذاب المستثمرين الى آفاق نمو قوية في المنطقة». مبيعات الأصول وأضاف بلومبيرغ: تشرع السعودية في اصلاح اقتصادي شامل يشمل بيع حصة في شركة النفط السعودية أرامكو، التي يمكن أن تكون أكبر اكتتاب عام أولي على الاطلاق، وخصخصة الشركات بما في ذلك البورصة ومحطات الطاقة ونوادي كرة القدم. ولمح خالد الفالح، وزير الطاقة، الى أن بيع الأسهم التي قال مسؤولون سعوديون أنها قد تقدر قيمة الشركة عند 2 تريليون دولار قد لا يحدث حتى العام المقبل. وفي أماكن أخرى ، قامت أبو ظبي بدمج البنوك وصناديق الثروة السيادية، كما تتطلع الى بيع بعض استثماراتها. وتخطط شركة مبادلة للاستثمار، صندوق أبوظبي السيادي، لطرح أسهم شركة الامارات العالمية للألمنيوم للاكتتاب العام هذا العام، ولشركة واحدة أو شركتين أخريين، كما قال الرئيس التنفيذي خلدون المبارك، لبلومبيرغ في فبراير. وفي الوقت نفسه، قامت مؤسسة جي اي ام اس، للتعليم، التي تشغل وتدير مدارس خاصة وتدعمها بلاكستون غروب، بتعيين بنوك من أجل الترتيب لعملية طرح أولي محتملة هذا العام، كما قال أشخاص على اطلاع بالأمر لبلومبيرغ في ديسمبر. وقال فيصل رحمن، الرئيس المشارك لمجموعة التمويل والحلول لوسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في دويتشه بنك «يجري التفكير في عدد من أسواق المال الكبيرة وصفقات الاندماج والاستحواذ. التوقيت غير واضح بعض الشيء ، لكننا نتوقع أن يكون 2018 عاما مزدحما». انتعاش في أفريقيا بعض أكبر صفقات الأسهم هذا العام كانت في أفريقيا. اذ جمعت شركة «شتاينهوف انترناشيونال هولدينغز» 7.1 مليارات راند (596 مليون دولار) من خلال بيع حصة في شركة الخدمات المالية في جنوب أفريقيا (بي اس جي غروب ليميتد)، في حين قامت شركة التأمين سانلام، التي تتخذ من كيب تاون مقرا لها بجمع 5.7 مليارات راند من خلال بيع أسهم جديدة. ويبدو أن المزيد من الصفقات تأتي من أفريقيا. اذ قالت مجموعة الطاقة النيجيرية صحاري غروب أنها أعادت احياء خطط بيع الأسهم الشهر الماضي، في حين تتوقع الشركة المشغلة لبورصة جوهانسبرغ أن يشجع تحسن المعنويات بعد انتخاب سيريل رامافوزا رئيسا لجنوب أفريقيا الشركات على بيع الأسهم في اكتتابات عامة أولية هذا العام. ومن المتوقع أن يشهد «سيتي غروب» أفضل عام له على الاطلاق فيما يتعلق بالخدمات المصرفية الاستثمارية في أفريقيا، حسبما قال ميغيل أزيفيدو، رئيس الخدمات المصرفية الاستثمارية للمنطقة في «سيتي غروب». أسواق الديون ساعدت السندات السيادية في دفع اصدارات الديون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الى أكثر من 100 مليار دولار، وهو أعلى مستوى لها على الاطلاق، وفقا لبيانات جمعتها بلومبيرغ. ولم تتطابق أحجام الصفقات في الربع الأول من هذا العام مع مستويات 2017، لكن العديد من الصفقات الكبيرة لم يتم تنفيذها بعد، بما في ذلك مبيعات السندات المتوقعة من قبل المملكة العربية السعودية وقطر. «شهدت أسواق الدين بداية رائعة أخرى هذا العام»، بحسب سوجرد لينارت، رئيس الخدمات المصرفية للشركات العالمية والرئيس الاقليمي لوسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى جي بي مورغان تشيس. ويتوقع أن تشهد عمليات الاندماج والاستحواذ انتعاشا في النصف الثاني من العام، وقال «مجموعة الاكتتابات العامة الجديدة قوية ولا بد أن تنهي العام بزخم ايجابي». ويقول مصرفيون ان فترة تباطؤ النمو الاقتصادي في السعودية تساعد أيضا في جعل عمليات الشراء في أكبر اقتصاد في المنطقة أكثر قابلية للتطبيق، حيث يقبل أصحاب الأعمال بتقييمات أقل. وقال ياسر مصطفى، العضو المنتدب في «ان بي كي كابيتال بارتنرز»: «لطالما كانت السعودية مكانا صعبا لإبرام الصفقات والتعاملات بسبب الفرق بين توقعات البائعين والمشترين. أما الآن ينظر الناس في ما أسميه (تقييمات عادلة لأول مرة)».

مشاركة :