هل تفتح كرة القدم أبوابها أمام المستثمرين؟

  • 4/15/2018
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

إيمان عطية| تدفقت أموال أصحاب المليارات على كرة القدم العالمية في السنوات الأخيرة للاستحواذ على الأندية الأوروبية وملئها بنجوم باهظي الثمن. وفي حين أن ألمانيا فوتت اندفاع المليارديرات على أنديتها، الا أن هذا على وشك التغيير. وقال تقرير لوكالة بلومبيرغ: بعد سنوات من التقاعس، يقترب الدوري الألماني لكرة القدم من السماح للمستثمرين من ذوي الدخل الكبير بشراء حصص الأغلبية في الأندية، مما قد يكسبها المزيد من القوة المالية للمنافسة مع فرق غنية بالأموال مثل مانشستر سيتي وتشلسي في لندن وباريس سان جيرمان. لكنها قضية مثيرة للجدل أشعلت الاحتجاجات من قبل المشجعين الألمان الذين يخشون ارتفاع أسعار التذاكر وفقدان النفوذ، لكن التحديات القانونية والثغرات التي تستغلها شركتا ريد بول جي ام بي اتش Red Bull GmbH وعمالقة اس ايه بي اس ايه SAP SE تجبرهم على اعادة التفكير في الأمر. على عكس معظم الألعاب الرياضية الاحترافية، يتم التحكم بشكل عام في فرق كرة القدم الألمانية من خلال اتحادات مؤلفة من أعضاء يدفعون الرسوم، بدلا من المستثمرين. واجتمع مؤخرا 36 ناديا في أكبر دوريين في البلاد في فرانكفورت في اطار عملية مراجعة التغييرات المحتملة لقانون 50 + 1 الذي يمنع الشركات من الاستحواذ على أغلبية القوى التصويتية للنادي الا في بعض الاستثناءات النادرة. ووضع هذا القانون لحماية الأندية الألمانية كي لا تتحول من أندية ينتمي إليها الجمهور ويملكها المجتمع الى أندية تجارية تهدف الى الربح الشخصي وافساد مصدر المتعة الرئيسي للعائلة والفرد الألماني. وكانت الرابطة الألمانية لكرة القدم (البوندسليغا) قالت مؤخرا إن الوقت قد حان للنظر في «فرص تطوير جديدة»، في الوقت الذي تحاول فيه حماية «مبادئ ثقافة كرة القدم الألمانية». وقال ألكساندر انغلهارد، المحامي في شركة ArneckeSibeth في فرانكفورت والمتخصص في قانون الرياضة ومكافحة الاحتكار لـ «بلومبيرغ»: «كانت رابطة كرة القدم تدرك دائما أن هذا القانون متزعزع نوعا ما لذلك قررت البدء في نقاش مفتوح حول التغيير». وبالنظر الى قوانين الاتحاد الأوروبي والألماني بشأن حرية حركة رأس المال «فهم يعرفون أن عليهم التعامل مع هذا الأمر، وهم يريدون التعامل معه». حدث تحول كبير في هذه المسألة منذ عملية تصويت أعضاء الرابطة الألمانية لكرة القدم في عام 2009، عندما كان هناك ناد واحد فقط يميل الى تخفيف القانون و32 ناديا ضده. وخفت المعارضة الى 16 فريقاً، وفقا لاستطلاع «بلومبيرغ نيوز». ولمراجعة النظام الأساسي، هناك حاجة الى أغلبية الثلثين من 24 صوتاً. يقول معارضو السماح للمستثمرين بالسيطرة على الأندية الألمانية إن هناك مخاطر أكبر من الأرباح والخسائر، مشيرين الى العلاقات الوثيقة التي أنشأتها بنية «فيرين» الألمانية، التي تسمح للمعجبين بالتأثير في عملية صنع القرار. وهم يجادلون بأن الادارة غير الفعالة هي التهديد الرئيسي للنجاح. ويتظاهر المعجبون، الذين يملأون بأكثر من 90 في المئة من سعة الملعب كل أسبوع، بشكل منتظم ضد تغيير القانون، وأنشأوا موقعا على شبكة الانترنت مدعوما من قبل أكثر من 2800 من مجموعات المشجعين. يقول يوهانس شتاينغر، عضو اللجنة الرياضية لحزب الديموقراطيين المسيحيين، وهو حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ومدرب كرة قدم غير متفرغ «تمثل كرة القدم الألمانية أجواء فريدة من نوعها في الملاعب هي مثار حسد العالم. بايرن هو أفضل مثال على أنك يمكن أن تكون ناجحا جدا من دون وجود مستثمر ملياردير يدعمك». يبرز بايرن ميونخ في البوندسليغا، كونه النادي الألماني الوحيد الذي يحقق نجاحا منتظما ضد المنافسين الأوروبيين، ولأنه يحتل المرتبة الرابعة في العالم من حيث الايرادات في أوروبا وفقاً لتصنيف ديلويت. فقط ناديان ألمانيان آخران في المراكز العشرين الأولى عالميا، بوروسيا دورتموند وشالكه، مقارنة مع 10 من الدوري الانكليزي الممتاز. وهذا يضع معظم الفرق الألمانية خارج المنافسة فيما يتعلق بالتعاقد مع لاعبين كبار، حيث تزيد أموال حقوق البث التلفزيوني والأموال من الشرق الأوسط وروسيا وآسيا من رسوم انتقال اللاعبين. ويدعم الهيمنة الألمانية لنادي ميونخ استثمارات تبلغ %8.3 لكل من شركة اديداس وأودي وأليانز، مما يساعده على التنافس مع فرق في الدوري الانكليزي الممتاز التي تدعمها ايرادات بقيمة 2.6 مليار جنيه استرليني (3.6 مليارات دولار) سنويا من صفقات التلفزيون. وقال كارل هاينس رومينيغيه الرئيس التنفيذي لبايرن في مقابلة مع النسخة الألمانية من مجلة جي كيو هذا الشهر «أتمنى أن تتخلص رابطة كرة القدم الألمانية من قاعدة 50 + 1. أود الحصول على المزيد من المنافسة». في الاجتماع الذي عقد سابقا، وافقت الرابطة على الوقوف الى جانب القاعدة في الوقت الراهن، حيث صوت 18 ناديا لمصلحة قرار ترك الباب مفتوحا للتغييرات، وفقا لبيان صادر عن الاجتماع. لكن أندرياس ريتيج، العضو المنتدب لنادي اف سي سانت باولي، الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية في مدينة هامبورغ، قال بعد الاجتماع «كان هناك نقاش مثير للجدل» وفقا لبيلد. وأصبح من الواضح بشكل متزايد أن هناك حاجة للتغيير. قدم مستثمر أردني في النادي المحلي المنافس لبايرن وهو نادي «ميونيخ 1860» تحديا لقيود الملكية لدى مكتب كارتل الاتحادي الألماني العام الماضي، وما زال القرار معلقا. في غضون ذلك، استهزأ صانع مشروبات الطاقة النمساوي «ريد بول»، الملياردير ديتريتش ماتشيتز، بالقانون من خلال تأسيس اتحاد خاص به، حيث يسيطر على ناد صغير في ألمانيا الشرقية ويعمل على تطويره الى قوة جديدة في البوندسليغا. في الموسم الماضي، تأهل نادي آر بي ليبزيغ الى دوري الأبطال، مسابقة كرة القدم الاحترافية الأولى في أوروبا، في موسمه الأول في دوري الدرجة الأولى في ألمانيا. ويوم الأحد قبل الماضي، فاز فريق ريد بول على بايرن 2 – 1 ليؤخر حصول نادي ميونخ على لقب الدوري الألماني (بوندسليغا) للمرة السادسة على التوالي. في حين أظهر ريد بول وسيلة للتحايل على القانون، سمحت الرابطة بثلاثة استثناءات للمستثمرين الذين لديهم علاقة تتجاوز 20 سنة مع النادي. وتمتلك كل من شركة فولكس واجن وشركة باير منذ فترة طويلة مانسبته %100 من نادي في اف ال فولفسبورغ وباير ليفركوزن على التوالي، لكنهما ليس على استعداد لضخ أموال اضافية في الناديين. باستخدام نفس الثغرة، أنقذ ديتمار هوب، الملياردير المشارك في تأسيس شركة اس ايه بي الألمانية العملاقة، نادي تي اس جي هوفينهايم من الضبابية وعدم الشهرة الى الاحترام في البوندسليغا. هذا المسار ليس مفتوحا أمام الفرق الألمانية الأخرى ضمن حدود المستثمر الحالي، والمزيد من الأندية تريد الحصول على رأس مال جديد. يقول مايكل شايد، المدير الاداري في باير ليفركوزن «تحتاج الأندية الى مصادر تمويل جديدة لتقليل الفجوة الآخذة في الاتساع مع الفرق الأوروبية الكبرى. لدى كرة القدم الألمانية الآن الفرصة للبدء في الاصلاح الضروري لقانون المستثمرين ووضع اطار قانوني سليم. وبهذه الطريقة يمكننا منع اللوائح التي لا يريدها أي شخص والتي أجبرنا عليها من قبل المحاكم».

مشاركة :