بعد سماح لبنان، لأول مرة في تاريخ انتخاباته النيابية، بمشاركة الناخبين المغتربين، يتوجه نحو 2000 من أبناء الجالية اللبنانية في الكويت، ممن يحق لهم التصويت، والراغبين في المشاركة في الانتخابات النيابية إلى السفارة يوم 27 من الشهر الجاري للإدلاء بأصواتهم.وقال القائم بأعمال سفارة لبنان لدى الكويت السفير ماهر خير إن السفارة ستفتح أبوابها للناخبين، كاشفا عن حماس كبير من أبناء الجالية للمشاركة في هذا العرس الديموقراطي، وأن السفارة تعمل حاليا للتجهيز لاستقبال الناخبين بكل أمان وأريحية.وأضاف خير في تصريح لـ«الراي» على هامش الاحتفال بأعياد الربيع أمس الأول، ان «لبنان مقبل على فترة صيف مزدهرة جدا كما حدث في الموسم الماضي والذي كان قد ذكر خلاله عن وجود بعض الهموم الأمنية حينها، ولكنه جاء على عكس ذلك وكان مزدهرا بحق». وأكد ان «حضور أبناء الجالية للمشاركة في احتفالات الربيع، بتعدديتهم وتنوعهم واختلافهم، يعتبر رسالة محبة وتسامح وانفتاح للعالم أجمع بين أبناء لبنان»، لافتا إلى ان «الربيع يعني التجدد وبه نجدد وفاءنا ومحبتنا للكويت التي احتضنتهم لعقود وللوطن الأم لبنان». وأوضح ان «عدد الجالية اللبنانية في الكويت قد وصل الى نحو 45 الف نسمة، والسفارة تعتبر بيتا ثانيا لهم جميعا، وكل فرد من أبناء الجالية هو ابن لهذه العائلة ويتم التعاطي معهم جميعا بأخوية ومحبة، وهذا ما جعل الكثير منهم يشاركون في حفل هذا العام». وعن الأوضاع الأمنية في لبنان في ظل التوترات في اقليمه، قال ان «الوضع متأزم في معظم دول المنطقة، ولكن لو قارنا وضع لبنان مع بعض دول الجوار لوجدناه بألف خير»، لافتا الى ان «الكويتيين يعتبرون لبنان بلدهم الثاني ويعرفونه جيدا».وكانت فعاليات مهرجان الربيع الذي تقيمه السفارة اللبنانية سنويا، قد انطلقت مساء أمس الأول، بحضور عدد من السفراء والمئات من أبناء الجالية اللبنانية في الكويت، ورحب السفير ماهر خير في كلمته بجميع الحضور، واصفا السفارة بأنها بيت وقلب كل لبناني والذي يصر دوما على ضم جميع أبنائه، لافتا إلى ان البيت لا يسمو مكانه الا بتكاتف وتعانق أبنائه ووحدتهم. وأضاف «اننا معا نكون أقوياء لا يغلبنا دخيل ولا مداخلات، لا تهزمنا خلافات ولا تغرينا المصالح الخاصة، واننا ببعضنا نكبر ونسمو فوق كل الصغائر ونشارك الهموم والأفراح. ونحتفل اليوم باطلالة الربيع ونستقبل هذه المناسبة بسعادة، مع أنها تصادف ذكرى الحرب اللبنانية الأليمة التي مر عليها أكثر من أربعة عقود، إلا اننا اليوم لن نستذكرها أحزانا وجراحا بل نواجهها بجمعتنا من مختلف أطيافنا وتعدديتنا واختلافنا لنضفي الألوان الزاهية على الصفحة السوداء ونحولها الى صفحة بيضاء ناصعة». وقال: «في تنوعنا غنى وفي اختلافنا ثراء وفي اجتماعنا قوة وتسامح وارتقاء ومنارة مشعة وشعلة حضارة، فلنبق على تضامننا ضمانا لرفعتنا وعطائنا الذي يشهد له التاريخ والعالم أجمع، وعليكم ان تبقوا على تواصل مستمر مع بلدكم الأم، ولا تنسوا ان تظللوا بأغصانكم اليانعات بلدكم الثاني الكويت الذي يحتضنكم بمحبته وكرمه بكل مكوناته وقياداته، فكونوا دائما الشجرة الأصيلة وشاركوا في كل استحقاقات بلدكم لا سيما الانتخابات النيابية المقبلة»، مذكرا بموعد انعقاد مؤتمر الطاقة الافتراضية من 10 الى 12 مايو المقبل في بيروت.
مشاركة :