بات الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي الهداف التاريخي للدوري الأسباني لكرة القدم بعدما أحرز ثلاثة أهداف (هاتريك) قاد بها فريقه برشلونة لاكتساح ضيفه أشبيلية بخمسة أهداف مقابل هدف واحد في المرحلة الثانية عشر من الدوري الأسباني لكرة القدم يوم السبت. ورفع ميسي رصيده من الأهداف في المسابقة ليصل إلى 253 هدفا، ليتفوق على الرقم السابق المسجل باسم تيلمو زارا نجم فريق أتليتك بلباو الأسبق والذي ظل صامدا منذ خمسينيات القرن الماضي. وقدم برشلونة أفضل مبارياته في المسابقة هذا الموسم، وأعاد إلى الأذهان عروضه القوية التي كان يقدمها في السنوات الماضية بعدما فرض لاعبوه سيطرتهم المطلقة على مجريات المباراة ونصبوا السيرك للفريق الأندلسي. وافتتح ميسي مهرجان الأهداف في الدقيقة 21 عبر ركلة حرة مباشرة نفذها بطريقة بارعة سكنت الزاوية اليمنى العليا لأنتونيو ألبيرتو باستوس حارس مرمى اشبيلية. وفي الشوط الثاني، أدرك أشبيلية التعادل عبر النيران الصديقة بعدما أحرز خوردي ألبا ظهير أيسر برشلونة هدفا بالخطأ في مرماه في الدقيقة 47. ولم يهنأ أشبيلية بالتعادل كثيرا بعدما أعاد البرازيلي نيمار دا سيلفا التقدم لبرشلونة مجددا بتسجيله للهدف الثاني في الدقيقة 49 بضربة رأس متقنة من متابعة للركلة الحرة المباشرة التي نفذها تشافي هيرنانديز. وأضاف إيفان راكيتيش، لاعب أشبيلية السابق، الهدف الثالث لبرشلونة في الدقيقة 65 بضربة رأس أيضا بعدما تابع التمريرة العرضية التي ارسلها الأوروجواياني لويس سواريز من الناحية اليمنى. وعاد ميسي لهز الشباك مجددا بعدما سجل الهدف الرابع في الدقيقة 72 من متابعة لتمريرة عرضية من نيمار، قبل أن يضيف الهدف الخامس وهدفه الشخصي الثالث بعدها بست دقائق. ورفع برشلونة رصيده بهذا الفوز إلى 28 نقطة ليرتقي إلى المركز الثاني، فيما تجمد رصيد أشبيلية عند 23 نقطة في المركز الخامس. من جانبه، واصل ريال مدريد سلسلة انتصاراته في المسابقة بعدما حقق فوزه العاشر هذا الموسم والتاسع على التوالي إثر تغلبه 4/ صفر على مضيفه إيبار. ورغم الفوز الكبير إلا أنه تحقق بأقل مجهود بعدما استغل نجوم الريال نقص خبرة لاعبي فريق إيبار الذي يلعب في المسابقة للمرة الأولى في تاريخه، ليعزز الفريق الملكي موقعه في صدارة المسابقة بعدما رفع رصيده إلى 30 نقطة، بينما توقف رصيد إيبار عند 13 نقطة في المركز الحادي عشر. وافتتح خاميس رودريجيز التسجيل لمصلحة ريال مدريد في الدقيقة 23 بعدما تلقى تمريرة عرضية من الناحية اليمنى عن طريق النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ليضع رودريجيز الكرة برأسه داخل الشباك. ولكن الإعادة التليفزيونية أثبتت عدم صحة الهدف بعدما أشارت إلى وقوع رونالدو في مصيدة التسلل عندما تلقى الكرة من كريم بنزيمة قبل أن يمرر الكرة العرضية إلى رودريجيز. وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين واصل رونالدو ممارسة هوايته في هز الشباك بعدما أضاف الهدف الثاني، عقب تلقيه تمريرة عرضية من الناحية اليمنى عبر الظهير الأيمن دانيال كارفاخال ليضع رونالدو الكرة بسهولة داخل المرمى. وواصل ريال مدريد نشاطه الهجومي في الشوط الثاني، ليحرز بنزيمة هدفا آخر مثيرا للجدل في الدقيقة 69 بعدما تابع التمريرة العرضية التي لعبها رودريجيز من الناحية اليسرى. وأثبتت الإعادة التليفزيونية مجددا عدم صحة الهدف بعدما أوضحت أن الكرة تعدت خط المرمى قبل أن يقوم رودريجيز بتمرير الكرة إلى بنزيمة. وقبل النهاية بسبع دقائق أضاف رونالدو الهدف الرابع للريال وهدفه الشخصي الثاني من ركلة جزاء، بعدما لمست الكرة يد راؤول البينتوسا مدافع إيبار داخل المنطقة، ليعزز النجم البرتغالي موقعه في صدارة قائمة هدافي المسابقة برصيد 20 هدفا أحرزها في جميع المباريات الإحدى عشر التي خاضها مع الفريق في المسابقة هذا الموسم. في المقابل، عاد أتليتكو مدريد (حامل اللقب) إلى نغمة الانتصارات التي غابت عنه في المرحلة الماضية بالدوري الأسباني لكرة القدم بعدما حقق فوزا ثمينا ومستحقا 3/ 1 على ضيفه ملقة في وقت سابق اليوم. واتسمت المباراة بالقوة والإثارة على مدار شوطيها، حيث ظهر ملقة، رغم الهزيمة، بشكل قوي للغاية وكان ندا حقيقيا لأتليتكو حيث أهدر لاعبوه أكثر من فرصة للتسجيل لولا سوء الحظ الذي لازم لاعبيه. وانتهى الشوط الأول بتقدم أتليتكو بهدفين نظيفين، حيث أحرز تياجو الهدف الأول لأتليتكو في الدقيقة 12، قبل أن يضيف زميله الفرنسي انتوان جريزمان الهدف الثاني في الدقيقة 42 من متابعة لتمريرة عرضية زاحفة من الناحية اليمنى عن طريق النجم التركي أردا توران. وتواصلت الإثارة في الشوط الثاني، بعدما أحرز روكي سانتا كروز الهدف الأول لملقة في الدقيقة 64 من متابعة لتمريرة عرضية من الناحية اليسرى. وتضاعفت معاناة ملقة بعدما اضطر للعب بعشرة لاعبين عقب طرد لاعبه صامويل جارسيا في الدقيقة 73 لحصوله على الإنذار الثاني، قبل أن يستغل أتليتكو النقص العددي في صفوف منافسه ويحرز الهدف الثالث عبر لاعبه دييجو جودين في الدقيقة 84 بضربة رأس. واضطر أتليتكو للعب بعشرة لاعبين هو الآخر بعدما تلقى لاعبه جابي فيرنانديز البطاقة الحمراء قبل النهاية بدقيقتين لحصوله على الإنذار الثاني. وتعد هذه المباراة هي الاخيرة لأتليتكو قبل لقائه المرتقب مع ضيفه أولمبياكوس اليوناني يوم الأربعاء المقبل في الجولة الخامسة (قبل الأخيرة) من مرحلة المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا، حيث يحتاج فريق المدرب الارجنتيني دييجو سيميوني للفوز بالمباراة للتأهل رسميا إلى الدور الثاني. وعوض أتليتكو بهذا الفوز خسارته 1/ 2 أمام ريال سوسييداد في المرحلة الماضية، ليرتقي إلى المركز الثالث بعدما رفع رصيده إلى 26 نقطة، بينما توقف رصيد ملقة عند 21 نقطة في المركز السادس.