في واقعة تنسف كل مزاعم قطر وادعاءاتها بمحاربة الإرهاب، وعدم التساهل مع داعميه، فوجئ القطريون بتهنئة وردت في أكبر الصحف في البلاد بمناسبة زفاف نجل إرهابي مطلوب على قوائم الإرهاب الوهمية، التي أعلنتها قطر مؤخراً، والتي ضمت اسم 19 فرداً، من بينهم 11 مواطناً قطرياً، إلى جانب عدد من الكيانات القطرية، وكان من أبرزهم عبدالرحمن النعيمي، الذي احتفلت الصحف القطرية بزفاف نجله.وجاء في صحيفة «الراية» القطرية، يوم الأربعاء، الموافق 11 إبريل/نيسان تهنئة خاصة بزفاف نجل أحد أهم ممولي تنظيم «القاعدة». ووفقاً لما جاء في الخبر: «يحتفل الدكتور عبدالرحمن بن عمير الجبر النعيمي، مساء اليوم، بزواج ابنه عبدالله؛ وذلك بساحة الاحتفالات- منطقة النعيم.. وألف مبروك».وقامت «العربية.نت» بجولة على حسابات أبناء الإرهابي القطري عبدالرحمن النعيمي؛ حيث برزت صور عدة لحفل الزفاف، ظهر فيها عدد من الشخصيات القطرية. وكان من بين الحضور عبدالله السليطي، وهو بحسب ما يضعه من تعريف شخصي لنفسه على مواقع التواصل الاجتماعي «مستشار في النفط وكاتب بصحيفة الراية القطرية، ورئيس تحرير جريدة الشرق القطرية سابقاً، ومجلة ديارنا والعالم».ووفقاً للصورة، التي نشرها أحد أبناء النعيمي، ظهر السليطي متوسطاً الإرهابي المطلوب والمدرج على القوائم الدولية وابنه العريس عبدالله.كما تبين من خلال مجمل التعليقات التي كتبها المتابعون على صفحات أبناء النعيمي، المطلوب رقم واحد على قائمة الإرهاب القطرية والمدرج كذلك ضمن قائمة الإرهاب التابعة للخزانة الأمريكية منذ 2014، حجم التأييد والدعم الذي يحظى به من الداخل القطري ومن قبل عدد من الشخصيات القطرية الرسمية.وكانت الحكومة البريطانية قد أدرجت عبد الرحمن النعيمي، رئيس «منظمة الكرامة لحقوق الإنسان»، ومقرها جنيف، على قائمة العقوبات؛ لاشتباهها في تمويله جماعات متطرفة.وجاء قرار بريطانيا بعد 10 شهور من وضع القطري النعيمي على قائمة الحظر الأمريكية. وتضمن القرار تجميد أصول النعيمي في بريطانيا، ومنع أي مصرف له فروع في بريطانيا من التعامل معه.وكانت واشنطن وصفت النعيمي بأنه «مموّل لتنظيم القاعدة، يساعد على تزويده بالمال والعتاد في سوريا والعراق والصومال واليمن، منذ أكثر من 10 أعوام».وأفادت وزارة الخزانة الأمريكية في ديسمبر/كانون الأول 2014، بأنّه يعتقد أن النعيمي «حوّل أكثر من مليوني دولار شهرياً لتنظيم القاعدة في العراق لفترة معينة». ووضعت الخزانة الأمريكية النعيمي على اللائحة 13224 لداعمي الإرهاب، واتهمته بتوفير دعم مادي لتنظيمات تابعة ل«القاعدة» في اليمن وسوريا والعراق.وذكرت أن النعيمي قدم في 2013 ما يقارب 600 ألف دولار إلى «القاعدة»؛ عبر ممثلها في سوريا (أبوخالد السوري)، وكان ينوي إرسال 50 ألف دولار أيضاً. وأفادت بأن النعيمي أرسل 250 ألف دولار إلى «حركة الشباب» الصومالية المتشددة في منتصف 2012، وكانت له علاقة بأبرز وجوهها، مثل: (مختار روبو علي) و(حسن طاهر عويس).ويشرف النعيمي على «منظمة الكرامة» غير الحكومية، التي تأسست في عام 2004 والمدرجة على قائمة الإرهاب التابعة للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر).يذكر أن إرهابياً آخر هو (مبارك محمد بن سعد بن علي العجي) ورد اسمه ضمن القائمة القطرية الوهمية شارك في اليوم الثاني لصدور تلك القائمة في ماراثون في الدوحة، وتم تكريمه من قبل مسؤول قطري، ما يؤكد أن القائمة القطرية تم وضعها؛ لامتصاص الضغوط التي تتعرض لها حكومة الدوحة من المجتمع الدولي وأن المدرجين بها يعيشون حياة طبيعية في قطر، وتحت حماية السلطات، ولم يتم اعتقالهم أو التحقيق معهم في الاتهامات الموجهة ضدهم في دعم وتمويل الإرهاب في المنطقة وعلى مستوي العالم، ما يدل بأن عملهم كان بتكليف من «نظام الحمدين» الإرهابي وأن أي تحقيق معهم سيلف الحبل حول عنق النظام.