«الخدمة الوطنية».. هو المشروع الحلم لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي تحقق على أرض الواقع، فتكلل بتخريج 9 دفعات يقدر عدد الخريجين بها أكثر من 20 ألفاً ويصلون وفقاً لتوقعات هيئة الخدمة الوطنية إلى 35 ألفاً من شباب قطر المستعدين للذود عن بلادهم بنهاية العام الحالي 2018 . بدأت القوات المسلحة القطرية في طرح مشروع الخدمة الوطنية على المجتمع القطري في 19 فبراير 2014، عندما عقدت مؤتمراً صحافياً عالمياً للإعلان عن المشروع الوليد. وقدّم خلاله اللواء الركن مبارك محمد الكميت الخيارين، قائد القوات الجوية الأميرية، عرضاً توضيحياً عن نظام الخدمة الوطنية.جاء في العرض: «إن رؤية حضرة صاحب السمو الأمير المفدى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، هي تطبيق نظام الخدمة الوطنية؛ ليحفز طاقات الشباب القطري، ويوجهها التوجيه المناسب، ويزرع القيم الفاضلة، ويطور السلوك الإيجابي لديهم». وأوضح قائد القوات الجوية الأميرية أن أهداف نظام الخدمة الوطنية تتمثل في استغلال الطاقات البشرية، وتدريبها؛ لإسناد القوات المسلحة في الأزمات والطوارئ، وغرس روح الانتماء الوطني، ورفع اللياقة البدنية، وإعداد الشباب للمساهمة في مجالات التنمية الشاملة التي تشهدها دولة قطر، مشيراً إلى أن المشروع يساعد على تحقيق الرؤية الشاملة التي أقرتها السلطات العليا بالدولة للرؤية قطر 2030م، من إعداد الشباب معرفياً وسلوكياً، للمساهمة في مجالات التنمية الاقتصادية التي تشهدها دولة قطر. أول دفعة وبشكل يفوق التوقعات، تقدّمت أعداد كبيرة للالتحاق بالخدمة الوطنية، وهم من خريجي الجامعات والمعاهد. كما تقدّم مواطنون من كبار السن بطلبات للالتحاق بالخدمة، ولكن أولى الدفعات التي استقبلها معسكر الشمال لتأدية الخدمة الوطنية كان في مطلع أبريل 2014، وهم 500 مجند من حملة الشهادات الجامعية. وقد شرّف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مجندي الخدمة الوطنية، بحضور حفل تخريج أول دفعة في 28 يونيو 2014، وهم 500 مجند من الجامعيين؛ ليغرس صاحب السمو بنفسه أول بذرة من المشروع الحلم. تخريج 9 دفعات وتوالى تخريج دفعات الخدمة الوطنية في معسكر الشمال حتى وصلت للدفعة الثامنة، والتي شرّفها حضرة صاحب السمو بحضور حفل التخريج، فتخرجت ثاني دفعات الخدمة الوطنية في مطلع يناير 2015، وكان عددها 1234 مجنداً من الجامعيين وحملة الشهادة الثانوية، كما تخرّجت ثالث الدفعات في منتصف يونيو 2015، وكان عددها 646 مجنداً من الجامعيين وحملة الشهادة الثانوية. كما تخرجت الدفعتان الرابعة والخامسة في 9 يناير 2016، وكان عددها 1393 مجنداً من الجامعيين وحملة الشهادة الثانوية، وكذلك تخرجت الدفعة السادسة في 19 مايو 2016 وكان عددها 740 مجنداً من الجامعيين وحملة الثانوية. وتخرجت الدفعة الثامنة بتشريف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في 22 مايو 2017، وكانت تضم 650 مجنداً من الجامعيين وحملة الشهادة الثانوية، فيما تخرجت آخر الدفعات (الدفعة التاسعة) في 22 فبراير الماضي، وهي أول دفعة تتخرج بمعسكر مقدام الجديد بمنطقة أم صلال. وبحسب سعادة اللواء الركن سعيد بن حمد النعيمي رئيس هيئة الخدمة الوطنية فقد بلغ عدد الخريجين أكثر من 20 ألفاً ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 35 ألفاً في نهاية العام الحالي 2018. وقال سعادة اللواء الركن سعيد بن حمد النعيمي إن حفل تخرج الدفعة التاسعة كان مميزاً للغاية من حيث المهارات التي قام بها أبناء الوطن، والتي عكست جاهزية شباب الخدمة الوطنية ومستوى التدريبات التي حصلوا عليها في الأعمال الدفاعية وأعمال الكمائن، كما قاموا بهذه العروض بشكل احترافي مما يجعل الثقة الكاملة في قدراتهم وموهبتهم، معرباً عن الفخر بتخريج الدفعة الجديدة. أول ظهور علني وكان أول ظهور علني لمجندي الخدمة الوطنية في غير الاحتفال بتخرجهم في ديسمبر من عام 2014 عندما شاركوا في أول مسير وطني لهم، وظهروا بمظهر مشرّف عكس الاحترافية العالية في التدريب واستخدام الأسلحة، حيث شارك 400 من المجندين ينتسبون إلى الدفعة الثانية والثالثة، وهم من خريجي الجامعات والثانوية العامة، وكان اختيارهم بناء على الكفاءة واستيعاب التدريبات والأداء الراقي للمسير. شعار الهيئة اتخذت هيئة الخدمة الوطنية عبارة «يسيل دمي ويبقى وطني» شعاراً رسمياً لها مع ختام الدورة السادسة، باعتبار أن الوطن هو أغلى ما يملكه الإنسان، وهو أغلى من روحه التي يقدمها فداءً لهذا الوطن، ويقول اللواء الركن سعيد بن حمد النعيمي: «هذا الشعار بات معبراً جداً عن الحالة التي يعيشها الوطن الغالي، فنحن مستعدون لبذل دمائنا وأرواحنا فداء لأرض الوطن وترابه الغالي». التدريب والتسليح بتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وبمتابعة يومية من وزارة الدفاع، فقد تطورت مهارات التدريب العسكري والأكاديمي التي يحصل عليها مجندو الخدمة الوطنية من الدفعة الأولى إلى الدفعة التاسعة. وبدأت برامج التدريب لمجندي الخدمة الوطنية، وهي برامج عسكرية وأكاديمية، بتدريبات المشاة، واللياقة البدنية، والأسلحة الخفيفة، والخارطة والبوصلة، والرماية والمسير الطويل، ومهارات الميدان والمعركة، والحواجز والدفاع الكيميائي والدفاع المدني، والإسعافات الأولية، ومحاضرات تاريخ ومستقبل قطر، ومحاضرات عامة، وبرامج تنمية الذات، وبرامج دينية، وتدريبات الأمن الداخلي، والاتصالات والمسؤوليات الاجتماعية، والمهارات الإدارية والأساسية، والمهارات الشخصية والبيئة، وثقافة المجتمع ومكافحة المخدرات. وشهدت الخدمة الوطنية نقلة نوعية في التدريب والتسليح، هي انعكاس لمستوى جاهزية القوات المسلحة، إذ أصبحت هيئة الخدمة الوطنية تمتلك قوات متخصصة في كل فرع من فروع القوات المسلحة. ويقدم مجندو الخدمة الوطنية عروضاً عسكرية متنوعة ومذهلة خلال آخر احتفالات بتخريجهم تضمنت التسلل البري والبحري والإنزال والكمين، وتخليص الرهائن، وشغب الملاعب، إضافة إلى عرض الدفاع المدني الأعمال الدفاعية وأعمال الكمائن ووعروض عسكرية أخرى، حيث تطورت البرامج العسكرية والأكاديمية، لتشمل مكافحة الشغب والدفاع الكيميائي والدفاع المدني، والإسعافات الأولية، وثقافة المجتمع، إضافة إلى تطوير البرامج التثقيفية والمحاضرات الدينية. وفي ظل التحديث المستمر، وقعت هيئة الخدمة الوطنية وشركة برزان القابضة وشركة «رنيميتال برزان»، خلال معرض ديمدكس البحري في مارس الماضي، على سلسلة مشروعات تطوير الخدمة الوطنية، ومنها إمداد الهيئة بمجموعة من معدات الليزر لتدريب وتطوير مهارات وقدرات منسوبي الخدمة الوطنية في القتال في الأماكن المبنية، كما تستخدم في العمليات الدفاعية والعمليات التعويضية. وتمثل هذه المعدات نقلة نوعية في عملية تطوير مهارات القتال في الأماكن المبنية، ويستطيع المجند من خلالها التعرف على قدر الإصابة التي يحققها في الخصم ودقتها، والنشاط المبذول في التمرين ونقاط القوة التي يمكن تعزيزها من خلال هذا التمرين، ومن خلال هذه المنظومة التدريبية يستطيع معرفة نقاط الضعف الموجودة في المجند وتحويلها إلى نقاط قوة. ويؤكد سعادة اللواء الركن سعيد بن حمد النعيمي، رئيس هيئة الخدمة الوطنية، أن التدريبات التي يكتسبها المجند من خلال المنظومة التدريبية تؤهله لأن يكون كمقاتل منتسب للقوات الخاصة، لأن هذه المعدات تنمي من قدرات ومؤهلات المجندين وتحقق معايير ومستويات القياس في هيئة الخدمة الوطنية وفي العمليات التعبوية. كما تستعد الهيئة لتوفير مجموعة من مشبهات القتال لترفع المهارات الأساسية لدى المجند في موضوع الرماية ودقتها، ونعمل على اختيار هذه المشبهات لتحقيق المعايير المطلوبة في هذا الإطار، وتكوين منظومة متكاملة من المشبهات في الرمايات التدريبية والرمايات التصنيفية، ومشبهات ضد الدبابات وضد الطائرات وضد السفن، ومشبهات ومشروع مشبهات القناصين. وفي ظل التطورات التكنولوجية وظهور التهديدات الإلكترونية، وقعت هيئة الخدمة الوطنية وشركة برزان القابضة، بالتعاون مع شركة ريثيون الأميركية، على اتفاقية لتدريب حماة الوطن على الأمن السيبراني، وبدأت الدورة التدريبية أعمالها في 25 مارس الماضي. وتم تزويد مجندي الخدمة الوطنية بمجموعة متخصصة من الأجهزة والبرمجيات المعنية بالأمن السيبراني، وتهدف هذه المبادرة لتمكين الكوادر البشرية من فهم أساسيات علم الأمن السيبراني، وآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال، الأمر الذي يعزز من قدراتهم في التصدي للمخاطر المحتملة والتهديدات المستقبلية. مد الفترة وأصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في 4 أبريل الحالي القانون رقم (5) لسنة 2018، بشأن الخدمة الوطنية. وقضى القانون بتنفيذه والعمل به من اليوم التالي لتاريخ نشره في الجريدة الرسمية. وبموجب هذا القانون يكلف بالخدمة العامة كل قطري من الذكور بلغ سن الثامنة عشرة، أو حصل على شهادة الثانوية العاملة أو ما يعادلها أيهما أسبق، ولم يتجاوز الخامسة والثلاثين من عمره، ولا يجوز التعيين بأي من الوظائف بالجهات الحكومية أو غير الحكومية أو منح ترخيص مزاولة مهنة حرة أو القيد في جدول المشتغلين بها إلا لمن أدى الخدمة العاملة، أو استثني أو أعفي منها، أو تم تأجيلها له وفقاً لأحكام هذا القانون، ويجب على المكلف أن يقدم نفسه إلى أكاديمية الخدمة الوطنية بوزارة الدفاع خلال ستين يوماً، وذلك من تاريخ بلوغه الثامنة عشرة أو حصوله على الشهادة الثانوية أيهما أسبق. وحدد القانون مدة الخدمة العاملة بسنة واحدة لمن بلغ سن الثامنة عشرة أو حصل على شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها، أيهما أسبق، إضافة إلى خريجي الجامعات أو الكليات أو المعاهد العليا أو المعاهد دون المستوى الجامعي، أو ما يعادلها، الذين التحقوا بالدراسة قبل سريان هذا القانون، وخريجي الجامعات والكليات من البعثة الأميرية، وكليات الطب المعتمدة لدى وزارة التعليم والتعليم العالي. وتشتمل فترة التدريب لأربعة أشهر وخدمة عن المدة المتبقية بإحدى الجهات الحكومية التي يصدر بتحديدها قرار من الوزير أو من يفوضه، كما حدد القانون فترة الخدمة العاملة بأربعة أشهر للموظفين والعاملين الذين لا تقل مدة خدمتهم الفعلية في الوظيفة المدنية عن أربعة أشهر وقت العمل بهذا القانون، وتكون معادلة الشهادات وفقاً لما تقرره وزارة التعليم والتعليم العالي. ويؤكد سعادة اللواء الركن سعيد بن حمد النعيمي، رئيس هيئة الخدمة الوطنية، أن مشروع مد فترة الخدمة الوطنية لمدة عام، يساهم في زيادة تدريب وتأهيل العنصر البشري القطري. وأوضح أن التطوير سيكون في المدة الزمنية التدريبية، يوازيها تطوير للمهارات العسكرية المتخصصة والنوعية، في الصنف البحري أو البري أو الجوي، وبحيث يكون التدريب متخصصاً في نوع معين من الأجهزة، لتكون وظيفته سد النقص المباشر أو التعويض المباشر كما نطلق عليه في القوات المسلحة. قضية الحصار يقول سعادة اللواء الركن سعيد بن حمد النعيمي إنه تفاجأ بمدى الشعور الوطني لدى المجندين، خاصة بعد قضية الحصار الظالم، فالشباب القطري لديهم حب جارف لوطنهم، وظهر ذلك في الكثير من المواقف المهمة، ومنها موقف التجنيد، مشيراً إلى أنه تقدم للخدمة الوطنية عدد ممن تجاوزوا سن الـ 35 عاماً لأداء الخدمة، ولما شرحنا لهم أن القانون يمنعهم من أداء الخدمة حزنوا كثيراً وهو ما جعلنا نفكر في برنامج مقترح للمتطوعين ولمن لا تنطبق عليهم شروط الخدمة الوطنية، حيث ندرس طرح برنامج خاص لهم يشتمل على الرماية وتعليم مهارات استخدام السلاح. ويضيف: «قبل الحصار كان موضوع الاستدعاء يقتصر فقط على من يطلب للاستدعاء، لكن فوجئنا بعد موضوع الحصار أن الذي يطلب للاستدعاء يحضر على وجه السرعة ويحضر معه والده أو أخوه أو قريبه، ويقول لنا أنا أيضاً مستعد للاستدعاء وتحت أمر القوات المسلحة، باختصار الكل يريد أن يدافع عن وطنه ويريد أن ينتصر لقضيته، فيقدم نفسه وروحه فداء لوطنه الغالي». هم يقولون لنا بكل حب: «خذونا مع أبنائنا، نريد أن نخدم وندافع معهم عن وطننا الغالي»، فقضية الحصار زادت جداً من عمق الـحس الوطني لدى جميـع أبناء الوطن، وزادت أيضاً من تلاحم الشعب واصطفافه خلف قيادته وخلف وطنه، لأن الجميع شعر بفضل الوطن عليهم». التمارين ويشارك مجندو الخدمة الوطنية باستمرار في عدد من التمارين التعبوية التي تجريها القوات المسلحة ضمن خططها التدريبية السنوية، وكان آخر تمرين أجراه المجندون هو تمرين «مقدم» التعبوي في فبراير الماضي.;
مشاركة :