تمثل أمراض السرطان قلقاً بالغاً للكثير من الأشخاص المصابين، أو المحيطين بهم، لأن الاعتقاد السائد عن هذه الأمراض أن احتمالات ونسب الشفاء ضئيلة للغاية، وغالباً لا ينجو منها الشخص المصاب.وهذه التصورات والاعتقادات خاطئة، لأن التطور في العلاج والتشخيص جعل إمكانية النجاح في علاج بعض أنواع أمراض السرطان كبيرة.ارتفعت نسب الشفاء بصورة مبشرة، وأعطت الأمل للبقاء على قيد الحياة فترات طويلة، ولا شك في أن الاكتشاف المبكر لمرض السرطان عامل ضروري للوصول إلى درجة عالية من الشفاء، وسرعة تحجيمه، وتوقفه عن الانتشار والقضاء عليه بمختلف طرق العلاج الممكنة.لم يكن في الماضي ضمانات حقيقية لعلاج هذه السرطانات، ولكن بعد الطفرة الطبية في مجال العلاج والاكتشافات المتوالية للأبحاث والدراسات، حقق العلاج تقدماً كبيراً، وظهرت أدوية تصل درجة علاجها في بعض الأنواع إلى 100% من الشفاء.وتزداد فرص واحتمالات الشفاء التام في حالة عدم ظهور المرض في خلال 5 أو 6 سنوات بعد إتمام العلاج، أما في حالة عودة السرطان مرة أخرى فاحتمالات النجاة تصبح قليلة للغاية.كما يعد أسلوب المراجعة الدورية المنتظمة عند الطبيب المختص أمراً في غاية الأهمية، لأن احتمالات عودة المرض قائمة، فبعض الأشخاص الذين شعروا بتحسن نتيجة العلاج ثم توقفوا عند ذلك الحد من دون الذهاب لعمل الفحوص الدورية المنتظمة، سرعان ما حدثت لهم انتكاسة وعاد السرطان مرة أخرى، ولكنه كان أشد فتكاً، وانتشر وأدى إلى حالة الوفاة.وفي هذا الموضوع سوف نقدم أنواع السرطان الذي يمكن علاجه والشفاء منه بنسبة كبيرة، حيث فازت العلاجات الحديثة في معركتها ضد هذه الأورام الخبيثة، وحدث شفاء لكثير من الحالات المصابة بهذه الأنواع من السرطانات. سرطان الثدي نجحت طرق العلاج الحديثة في الوصول إلى نسب شفاء عالية لمرض سرطان الثدي تصل إلى 100% بعد 5 سنوات من التشخيص والعلاج، وتقدمت أساليب العلاج لهذا النوع من السرطان بدرجة جيدة.واكتسب الأطباء والمتخصصون خبرات عالية عن كيفية تشخيص المرض وطرق العلاج، كما توفرت الأدوية والعقاقير والأساليب الكثيرة لعلاج هذا النوع، وعلاج سرطان الثدي في بدايته سهل للغاية قبل انتشاره وتطوره، مقارنة بالصعوبة التي تحدث عند وصوله لمراحل متطورة ومتفاقمة من المرض.كما أن هناك أنواعاً من هذا السرطان يمكن علاجها، مثل سرطان الثدي الناتج عند هرمون الإستروجين، فيسهل السيطرة عليه بواسطة بعض علاجات تقليل معدل هذا الهرمون.ونتيجة التقدم المذهل في مجال علاج سرطان الثدي، تحول من سرطان مميت إلى مرض يمكن الشفاء، وفي أصعب الحالات يصبح مرضاً مزمناً يمكن التعايش معه.ويوجد نوع أخر يسمى سرطان الثدي ثلاثي السلبية، وهو الأكثر خطورة، واستجابته للعلاج تكون ضعيفة، ويحاول الأطباء والعلماء التعامل معه بطرق وأساليب مبكرة للوصول إلى علاج فعال، وبالفعل توصلت بعض الدراسات إلى نتائج جيدة لعلاج هذا النوع من سرطان الثدي، ولكن ما زالت في مرحلة التجارب، والتأكد من فاعليته. البروستاتا والتعايش تصل نسب الشفاء والنجاح في العلاج لمرض سرطان البروستاتا إلى درجة تامة، بعد مرور 5 سنوات على العلاج من بداية التشخيص والعلاج، ومن خصائص أورام البروستاتا أنها تنمو ببطء شديد، أو تظل كما هي لا تنمو نهائياً، وهي ليست بالخطورة الكبيرة والضخمة كما يعتقد البعض.ويمكن التعايش معها سنوات طويلة من دون حدوث أي نوع من المشاكل، مع إمكانية العلاج الجيد أيضاً، وغالباً لا تؤدي إلى الوفاة، ولكن في حالة انتشار سرطان البروستاتا يكون علاجه صعباً للغاية، ويسمى سرطان النقيلي، ولكن عدد قليل للغاية من هذا النوع من السرطان هو الذي يمكن أن ينتقل وينتشر في بعض أجزاء الجسم الأخرى.وسرعان ما يستطيع الأطباء اكتشاف سرطان البروستاتا قبل انتشاره، وتتوفر طريقتان لتشخيص سرطان البروستاتا، الأولى وهي فحص المستقيم الرقمي، وفيها يتم الفحص الداخلي عن طريق استعمال الطبيب قفازات الأصابع.أما الطريقة الثانية فتتم من خلال تحليلات الدم التي تقيس نسبة البروتين، وغالباً ما تكون عالية لدى الرجال المصابين بهذا السرطان، كما يمكن أن يتعرف الطبيب إلى بعض الأعراض مثل الصعوبة في التبول، أو مشاهدة دم أثناء التبول، فهذه من العلامات والأعراض التي تشير إلى وجود سرطان البروستاتا لدى الشخص. الغدة الدرقية يؤدي علاج سرطان الغدة الدرقية إلى نسبة شفاء كاملة بعد مرور 5 سنوات على التشخيص والعلاج والمتابعة، والغدة الدرقية مسؤولة عن إنتاج عدد من الهرمونات التي يحتاجها الجسم لتنظيم ضربات القلب ولحرق السعرات الحرارية، إضافة إلى بعض المهام الأخرى.وتوجد هذه الغدة في الرقبة على صورة فراشة، وتصاب بنوع من الورم الخبيث يسمى سرطان الغدة الدرقية الحليمي، وهو الأكثر انتشاراً، ويتميز بالبطء في النمو، ويمكن أن يمتد هذا السرطان إلى الأنسجة المجاورة لها.ويتمكن الأطباء في الأغلب من السيطرة على هذا النوع من السرطان، من خلال استئصال الغدة الدرقية بواسطة عملية جراحية سهلة، ويتم التعويض عن ذلك بتناول الشخص لبعض الأدوية الهرمونية للتعويض بدل من هرمونات الغدة الدرقية.ويسهل تشخيص مرض سرطان الغدة الدرقية بدقة عالية وبسرعة، ما يجعل نسبة الشفاء كبيرة للغاية، من خلال التخلص من هذه الأورام بشكل كلي، ولا يوصي الأطباء بإجراء فحوص أو تحليلات معينة لسرطان الغدة الدرقية عموماً.ويكتشف أغلبية المصابين بهذا السرطان كتلاً من الورم في العنق، ويذهبون للطبيب للقيام بعملية الاستئصال للغدة بأكملها، وفي بعض الحالات يكتشف الأطباء هذا السرطان عندما يشاهدون صورة بالموجات فوق الصوتية لأي سبب آخر.ومن الواجب على أي شخص يشعر بصعوبة في التنفس، أو البلع، والإحساس بألم في العنق، أن يستشير الطبيب فوراً، لأن الاكتشاف المبكر لهذا الورم يساهم في التخلص منه سريعاً ومن دون خسائر أو مضاعفات.ولكن يوجد نوع خطر للغاية ونادر من سرطان الغدة الدرقية يطلق عليه أنلاستيك، أو الكشمي، وهو سريع انتشار والنمو، ويعيش نحو 8% فقط من المصابين بهذا النوع. الجلد وعنق الرحم تبلغ نسبة الشفاء ونجاح علاج سرطان الجلد نحو 92% بعد العلاج من بداية التشخيص لمدة 5 سنوات من المتابعة والفحص المستمر، ويسهل تشخيص هذا النوع بمجرد رؤية البقع السرطانية على سطح الجلد في بدايته الأولى، ما يجعل إزالته سريعة قبل أن ينتشر في أماكن أخرى.وفي حالة عدم اكتشافه مبكراً فسوف ينتشر بقوة، لأنه من أسرع أنواع السرطانات انتشاراً في الجسم، ما يسبب صعوبة في علاجه إذا وصل إلى داخل الجسم، ويعيش في هذه الحالة نحو 17% من المصابين بهذا النوع.ويجب التأكد من البقع الغريبة على الجلد، خاصة بين أصابع القدم وفروة الرأس، واستشارة طبيب متخصص في حالة ملاحظة أي بقع غريبة على الجلد، وفي حالة اكتشافه يسهل التخلص منه بإزالته والتأكد من الأنسجة المحيطة.ومن أنواع السرطانات الأخرى القابلة للشفاء هو سرطان عنق الرحم، ويعد أسهل أنواع السرطانات في العلاج والشفاء، وتشخيصه أصبح من الأمور السهلة للبدء بخطة العلاج الفعالة قبل انتشاره في أماكن أخرى.كما أن أورام هودجكن الليمفاوية السرطانية قابلة للشفاء بنسب كبيرة للغاية، ويسهل علاج هذا النوع ببعض الأدوية والعلاجات الحديثة التي تقي الشخص من خطر التعرض للوفاة. الفحص الدوري تشير دراسة حديثة إلى أن فحوص الماموجرام الدورية المنتظمة تساعد على البقاء فترات طويلة على قيد الحياة، مما جعل المنظمات الدولية توصي بإجراء هذه الفحوصات، ولكنها اختلفت حول الفترات التي ينبغي إجراء هذه التحليلات فيها.ورجح بعض الباحثين بعمل هذا الفحص كل عام بعد الوصول إلى عمر 50 سنة، فيما أوصت جمعية السرطان الأمريكية بإجراء هذا التحليل السنوي بداية من عمر 45 عاماً.وأكدت دراسة جديدة أن سرطان الثدي يمكن علاجه والشفاء منه بشكل كامل، وذلك في حالة تشخيصه في المراحل المبكرة من المرض، وبالتحديد عندما يكون حجم هذا الورم لم يتجاوز حبة الترمس.وكشفت دراسة أمريكية أخرى أن علاج سرطان الدم الذي تمت الموافقة عليه حديثاً، يستطيع أن يعالج أنواعاً أخرى من السرطانات مثل سرطان الثدي والمبيض.وتوصلت هذه الدراسة إلى أن هذا الدواء يعد علاجاً جيداً لإيقاف نمو الخلايا السرطانية، بعد اختبار هذا العلاج على مجموعة من فئران التجارب المصابة بالسرطان.وتبين أن هذا الدواء يقلل من حجم الأورام الخبيثة لدى الفئران، كما يوقف نمو الخلايا السرطانية البشرية في المعمل، وفي حالة انتشار السرطان عن طريق الدم غالباً من يصيب العقد الليمفاوية، وكذلك يمكن أن يصل إلى الكبد والثدي والرئة والعظم والدماغ.وثبت أن هذا الدواء الجديد قادر على علاج أنواع من السرطانات مثل سرطان الثدي والمبايض، وهذه النتيجة تبشر بقرب تطوير عقار جديد يستهدف الأورام الصلبة بمختلف أنواعها.ونجح هذا الدواء في إطالة عمر 97% من المصابين بسرطان الدم، مقارنة بالطرق التقليدية للعلاج الكيماوي، كما أنه لا يسبب ضرراً للخلايا السليمة.
مشاركة :