سيارة فولكسفاغن قديمة تنعش قطاع السياحة في الأردن

  • 4/15/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

معان (الأردن) - يقع “أصغر فندق في العالم”، وهو عبارة عن سيارة من طراز فولكسفاغن بيضاء قديمة رابضة على جانب الطريق بين قلعة الشوبك الأردنية (وتسمى باللغات الأوروبية قلعة مونتريال بمعنى الجبل الملوكي وتقع على بعد 120 كم إلى الجنوب من الكرك، و35 كم إلى الشمال من البتراء). ويتألف “أصغر فندق”، وفق مالكه محمد الملاحيم، من مرتبة مع وسائد مطرزة وملونة، قائلا حول فكرة الفندق “بعد تقاعدي في عام 1990، قررت أن أبدأ عملا في مجال السياحة للترويج لقريتي الصغيرة الجاية (منطقة سكنية تقع في لواء الشوبك، محافظة معان في الأردن)، التي أصبحت مدينة أشباح حيث أن العديد من السكان قد هجروها بحثا عن حياة أفضل”، مشيرا “قمت في البداية بتركيب خيمة صغيرة للسياح الذين يزورون قلعة الشوبك حيث يمكنهم الحصول على فترة استراحة وبعض الماء والقهوة ومتجر للمنتجات اليدوية”. وقرر الملاحيم، المُلقّب بأبي علي، مع استقطاب أعماله البسيطة للمزيد من الزوّار، التوسع، وقد استعان بقرض بنكي من وزارة التنمية الاجتماعية لتحويل كهف صغير على جانب الطريق إلى “لوبي فندقي” وقام بتجديد سيارته القديمة من طراز فولكسفاغن بيتل، لتكون بمثابة مكان للنوم. وأكد الملاحيم “لقد نجحت، أحب السياح الفكرة وسألوا عما إذا كان لدي خطط لإضافة المزيد من السيارات التي أفكر في القيام بها ولكن بالطبع أحتاج إلى دعم مالي”. تم تزيين السيارة، بعد إزالة المحرك، بملاءات ووسائد مطرزة يدويا مع أنماط تقليدية مزينة بخرز ملون. وقال الملاحيم إن السياح يمكنهم الاستمتاع “برفاهية أصغر فندق في العالم” مقابل 56 دولارا في الليلة، تتضمن وجبتي الفطور والغداء. وأضاف “يمثل هذا الفندق بالنسبة لأي سائح يحب المغامرة شيئا مختلفا، أعتقد أنني أستطيع أن أقول بسهولة إن بيتل تقدّم نوعا من الرفاهية الممتزجة مع الأصالة، بالإضافة إلى أن الطعام محليّ الصنع فهو طعام تقليدي من إعداد زوجتي وابنتي”، إذ أن أبا علي حرص على أن يحظى فندقه بكل ما تتوفر عليه الفنادق عادة من خدمات، مثل الحمامات ومتاجر الهدايا التذكارية، إلى جانب تقديم وجبات الإفطار والغداء التي تعكف عائلته على إعدادها، كما أنه يعرض في مغارته التي أطلق عليها تسمية “مغارة بلدوين”، نسبة للملك بلدوين الذي شيّد قلعة في الشوبك ضمن إطار مشروع عسكري يهدف إلى تقوية الحضور العسكري الفرنجي في المنطقة آنذاك، الحلي والإكسسوارات للراغبين في اقتناء هدايا تذكارية. وتمتلئ جدران المغارة بالكثير من الأشياء التي خلفها السياح وراءهم أثناء إقامتهم بالفندق، بالإضافة إلى أن الملاحيم يضع على ذمة زائريه كراسا كبيرا يقبع على منضدة داخل المغارة، لكتابة انطباعاتهم وقد دوّنت عليه العديد من كلمات الثناء بمختلف اللغات للتأكيد على استقطاب أصغر فندق في العالم لعدد من السياح من مختلف أنحاء العالم.وشدد الملاحيم على أن حوالي 200 سائح قضوا ليلتهم على الأقل في ما يسمى أصغر فندق في العالم، مؤكدا على ضرورة الحجز المبكر. وقال “بالطبع، عليهم الحجز في وقت مبكر، لأن الغرفة الوحيدة الآن لا تناسب إلا شخصين فقط”. ويأتي معظم ضيوف الستيني الأردني بالأساس إلى قلعة الشوبك القريبة، وهي عبارة عن تحصين صليبي يعود إلى القرن الـ12، ويقع على جانب جبل صخري ضيق على ارتفاع 1300 متر فوق مستوى سطح البحر. وبحسب وزارة السياحة الأردنية، زار حوالي 9000 زائر، بما في ذلك أكثر من 6000 سائح أجنبي، قلعة الشوبك من يناير إلى يونيو من العام الماضي، مقارنة مع حوالي 5000 سائح، بما في ذلك حوالي 3000 أجنبي، في نفس الفترة من عام 2016. ولفت الملاحيم إلى أن الأمر برمّته لا يتطلب إلا “مزيجا من الابتسامات، وفكرة فريدة وموضع ترحيب”، مؤكدا أن “السياحة هي العمود الفقري لهذا البلد، لذا نحن بحاجة إلى رعاية هذا القطاع، لا شيء يضاهي البقاء على مقربة من الطبيعة مع منظر رائع للقلعة محاط بالصحراء”. ويعتقد مراد غصون، مالك وكالة الأسفار سكاي جيت في عمان، أن مثل هذه الأفكار المبتكرة يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على السياحة. السياحة تحتاج إلى أفكار جديدة، ويعتبر أصغر فندق في العالم المصنوع من سيارة قديمة بالفعل فكرة عظيمة جذبت حتى الآن المزيد من السياح وقال “تحتاج السياحة عموما إلى أفكار جديدة، ويعتبر أصغر فندق في العالم المصنوع من سيارة قديمة بالفعل فكرة عظيمة وحقيقية، وحتى الآن، فإنه يقوم بالهدف الذي شيّد من أجله، إذ أنه يجذب المزيد من السياح”. وأضاف أن “امتلاك تجربة شخصية جيدة في المنطقة سيؤدي في النهاية إلى زيادة عدد السياح بها، وهذا ما حدث لمنطقة شوبك، في حين أن الاستفادة من السياح، مثل فرض رسوم بقيمة 85 دولارا على البطيخ، هي بالتأكيد نقطة تسوُّق سيئة”، في إشارة إلى حادث تورط فيه سياح باكستانيون في البتراء العام الماضي. وتعتمد أعمال الملاحيم بشكل كبير على السياح الأجانب الذين يقيمون لليلة واحدة على الرغم من وجود تحفظات في أماكن أخرى أو في عمان، جاذبية وفردية من الفندق يجعله على قائمة الراغبين في التوجه إليه ممن سمعوا عنه. وقال الملاحيم إنها “متعة بسيطة لتجربة شيء جديد، أنا لا أقول إن فندقي الصغير هو الأفضل، ولكن أستطيع أن أقول إنه بطريقة ما يقوم بهذه المهمة، أنا أقوم بمساعدة السياحة في بلادي عبر مثل هذه الأفكار الفريدة من نوعها”.

مشاركة :