بغداد - تظاهر آلاف العراقيين الأحد في عدة مدن احتجاجا على الضربات الغربية في سوريا بدعوة من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وحرق بعضهم العلم الأميركي. وهتف المتظاهرون في ميدان التحرير في وسط بغداد "توقفوا عن تدمير سوريا كما دمرتم بلدنا" بعد خمسة عشر عاما من اجتياح العراق. ولوح عشرات بأعلام عراقية وسورية فيما قامت نساء يرتدين الشادور بحرق العلم الأميركي وسط هتافات "لا لأميركا، لا لقصف الشعب السوري". وبعد سحب قواتها عام 2011، أرسلت الولايات المتحدة قواتها مجددا إلى العراق عام 2014 كجزء من تحالف دولي ضد الجهاديين. والسبت، أعرب العراق عن قلقه بعد أن استهدفت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مواقع في سوريا بعد اتهام الرئيس بشار الأسد بشن هجوم كيميائي على دوما في السابع من ابريل/نيسان. وخلال الاحتجاجات في بغداد والنجف والبصرة، ردد المتظاهرون هتافات ضد بريطانيا وفرنسا. واحرقت أعلام أميركية وإسرائيلية في البصرة حيث رفعت صور للرئيس الأميركي دونالد ترامب عليها صليب أحمر كبير. وفي النجف، سار عشرات من رجال الدين رافعين أعلاما سورية. وشارك مقتدى الصدر الذي خاضت ميليشياته معارك ضد الوجود الأميركي في العراق، في التظاهرة. وكان الصدر قد علق السبت على الضربة الأميركية التي استهدفت سوريا. دعا إلى مظاهرة حاشدة ضد هذا الهجوم ترفع فيها الاعلام العراقية والسورية حصرا. وأورد مكتب الصدر سؤالا من اللجنة المركزية المشرفة على الاحتجاجات الشعبية في العراق جاء فيه، "لا يخفى عليكم ما تعرضت له سوريا اليوم من ضربة أميركية بمعونة بريطانيا وفرنسا، وهو أمر يسهم بالتنكيل بالشعب السوري الشقيق، اضافة إلى ما له من تداعيات كارثية على المنطقة عامة والعراق خاصة ونحن نعتزم الخروج غدا (الأحد) بتظاهرة شعبية في ساحة التحرير استنكارا للعدوان الثلاثي الغاشم دعما للشعب السوري المغلوب على أمره ونتطلع لدعمكم ومساندتكم". ورد الصدر قائلا "لكم مني فائق الشكر والتقدير لأن هذا يدل على حرصكم ومحبتكم للشعوب من جهة ورفض للظلم والظالمين من جهة"، مؤكدا "نعم يا حبذا لو يخرج الشعب العراقي بكافة أطيافه عربا وكردا وسنة وشيعة وباقي الأديان، بل ومدنيين واسلاميين أجمع ليترجموا رفضهم للتعدي على الشعوب عامة والشعب السوري خاصة بتظاهرة حاشدة وسلمية كل في محافظته بنفس الوقت". وأضاف أن المظاهرة من أجل أن "يعلنوا رفضهم للهجمة الإرهابية التي ستكون تداعياتها عامة وستجلب الويلات للمنطقة عامة والعراق خاصة"، مؤكدا على ضرورة أن "لا يرفع في المظاهرة شعار سوى أعلام سوريا والعراق فقط لا غير". وكان الصدر قد وصف تهديدات ترامب بضرب سوريا بـ"الاستفزازية"، معلنا استعداد الجناح المسلح للتيار الصدري بحماية الحدود العراقية السورية، مؤكدا أنه لن يقف مكتوف اليد اذا تعرضت المقدسات في سوريا الى الخطر.
مشاركة :