بحضور سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس إدارة مركز قطر للقيادات، كرم المركز 106 من منتسبيه، الذين أكملوا بنجاح برامج تطوير القيادات الوطنية الثلاثة، التنفيذية، والحكومية، والمستقبلية لعام 2018، أمس بفندق سانت ريجيس الدوحة. تم تطوير هذه البرامج، بالشراكة مع مؤسسات تعليمية عالمية مثل «هارفارد» لإدارة الأعمال، وجامعة «كامبردج» و»HEC» الفرنسية، وجامعة «شيكاغو بوث» وغيرها، وذلك بهدف تعزيز قدرات ومهارات القطريين المتميزين، بالقطاعين العام والخاص، وتمكينهم من المساهمة بشكل فعال في الازدهار والتنمية.قالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس إدارة مركز قطر للقيادات في كلمتها خلال الحفل: «التزامنا بالتعليم هو الهدف الأسمى، فهو يُشكل مستقبلنا، ويُعزز ازدهار بلدنا وشعبنا، ويدفعنا قدماً نحو أهدافنا التنموية الوطنية». وتابعت سعادتها: «لقد كان ولا يزال هذا الالتزام الركيزة الأساسية لقيادتنا، فمن خلال تطوير كادر من القيادات ذات الرؤية العالمية الواسعة، والجذور الثقافية العميقة، فإننا نعمل بصورة استباقية من أجل تلبية المتطلبات الحالية للقطاعين العام والخاص في قطر، والأهم من ذلك هو أننا ندعم التقدم الاقتصادي والثقافي والاجتماعي للسنوات المقبلة». وقامت سعادتها بإطلاق محرك الاستبيان القطري على الإنترنت، كيو-سيرفاي، بحضور مجتمع مركز قطر للقيادات أثناء الحفل، وتُعتبر المنصة محرك الاستبيانات الأول في العالم الذي يدعم اللغة العربية بشكل كامل، بالإضافة إلى دعمه للغة الإنجليزية، وسيساعد كيو-سيرفاي على توفير المعلومات لصنّاع القرار في جميع أنحاء العالم، عن طريق جمع وتحليل البيانات بشكل فعال. ولحرص المركز على استمرار تحقيق أهدافه التنموية في مجال الموارد البشرية، وقّع المركز مذكرة تفاهم مع جامعة قطر في شهر يناير الماضي، وتضمنت المذكرة تعزيز التفاهم عن طريق تشجيع التبادل والتعاون في مجال تنمية قدرات الموارد البشرية والمجالات الأكاديمية الأخرى. ومن جانبه، قال سعادة الشيخ الدكتور عبدالله بن علي آل ثاني العضو المنتدب وعضو مجلس الإدارة في مركز قطر للقيادات: «يحث المركز منتسبيه على استكشاف أحدث فلسفات القيادة وأساليب الإدارة والابتكار، كما نسعى لتنمية المهارات والكفاءات لدى المنتسبين بصورة مستمرة، بهدف تعزيز الدور القيادي في قطاعات الدولة كافة». ويركز المنهج الدراسي الشامل لبرامج مركز قطر للقيادات على التواصل بصورة دورية مع قيادات محلية ودولية مرموقة من قطاع الأعمال والقطاع الحكومي، وذلك من خلال المحاضرات، والندوات، والفعاليات والورش التدريبية، كما يتضمن البرنامج رحلات تعليمية دولية لكل منتسبي البرامج التنفيذية والحكومية والمستقبلية، إلى مراكز عالمية بارزة في مجالات الأعمال والصناعات والابتكار. خليفة الكواري: كوادر متميزة تخدم الوطن قال خليفة الكواري، المدير العام لصندوق قطر للتنمية، إنه أحد خريجي مركز قطر للقيادات دفعة 2015، وأضاف: «إن المركز يمدّ المجتمع القطري بشكل سنوي بكوادر مميزة تخدم الوطن في قطاعات العمل المختلفة»، لافتاً إلى أن القيادة الرشيدة حريصة على الاستثمار في العنصر البشري، وما يقوم به مركز قطر للقيادات دليل واضح على تأكيد هذه الاستراتيجية ودعمها. وأثنى الكواري على عمل المركز، خاصة في انتقائه المنتسبين والتأكد من قدراتهم، وأثرهم بعد التخرج في وظائفهم بشكل خاص، وفي المجتمع بشكل عام. وشدد الكواري على ضرورة تواصل الخريجين لبناء علاقات يستفيدون منها في القطاعات المختلفة؛ مما يساعد على خلق تعاون كبير بين العاملين في مؤسسات الدولة. سحيم آل ثاني: تجارب مثمرة.. وبناء شبكة علاقات قال الشيخ سحيم آل ثاني، محلل موارد بشرية بشركة «قطر شل»: «إن أهم مكتسبات برنامج مركز قطر للقيادات، هي بناء شبكة علاقات استطاع منتسبوه تكوينها فيما بينهم»، وأضاف: «إن الدارسين بالمركز كانوا من جميع قطاعات الدولة، سواء الخاصة أم الحكومية، وكان من بينهم المدربون العالميون الذين كان لهم دور مميز في رفع قدرات الشباب وتنمية عقولهم». وأكد أن بيئة العمل في المركز مميزة ومحفزة للشباب؛ حيث تخلق حالة من الإبداع والتميّز، خاصة في برنامج القيادات المستقبلية، لافتاً إلى أن السفر لدولة مثل دولة اليابان ضمن البرنامج كان تجربة مثمرة للشباب، غيّرت كثيراً من تفكير الشباب ووعيهم. وقال: «بعد اجتياز البرنامج بنجاح، أصبحت أكثر مرونة وقدرة على التعامل مع متطلبات العمل والتعامل واكتساب مهارات القيادة مع باقي أفراد فريق العمل بشكل أكثر إيجابية». لولوة الكعبي: تجارب ملهمة لـ «دفعة الحصار» قالت السيدة لولوة الكعبي، مديرة مدرسة الرشاد النموذجية للبنين، إن الالتحاق بالمركز عزز لديها الكثير من المهارات، واعتبرت أن التجارب التي تم عرضها في برنامج العمل بالمركز كانت تجارب ملهمة، فتحت آفاق الشباب المنتسبين للمركز، خاصة أن هذه الدفعة هي «دفعة الحصار». وأضافت: «كان لدى منتسبي هذه الدفعة العديد من التساؤلات والحماسة للانتقال بقطر من مرحلة الحصار إلى مرحلة أخرى، بقدرات مختلفة وبمستويات فكر أعمق». وأوضحت أن منتسبي المركز أنهوا برامجهم وهم أكثر عمقاً وقدرة على فهم أنفسهم وفهم المتغيرات المستقبلية. وأكدت أنه كان هناك انسجام كبير بين فرق العمل المختلفة، على الرغم من أنهم من قطاعات مختلفة وأعمار مختلفة. وشددت على ضرورة تعاون الخريجين حتى بعد انتهاء البرنامج الدراسي بالمركز؛ لاستكمال دورهم بين أبناء الوطن ونقل تجاربهم للآخرين للاستفادة منها. حمد عبدالله: مواجهة تحديات سوق العمل عملياً ونظرياً قال السيد حمد عبدالله -كبير مستشاري المناقصات والعقود بهيئة متاحف قطر- إن من أبرز أسباب التحاقه بالمركز، رغبته في تطوير مهاراته القيادية والإبداعية، للتغلب على تحديات سوق العمل، وأكد أن المركز يتميز بقدرته على الجمع بين الجوانب التدريبية المختلفة منها العملي والنظري. وأوضح أن لكل منتسب وظيفته، ولديه الرغبة في رفع قدراته وخبراته الوظيفية في جميع المجالات، واعتبر حمد أن زيارة مجموعته للولايات المتحدة الأميركية كانت بمثابة نقلة في الفكر والثقافة، وفتح آفاق جديدة له، حيث كان لزيارته لجامعة هارفارد طابع خاص ومميز، وولدت لديه الرغبة في استكمال رسالة الماجستير والدكتوراه، واعتبر إنجاز المنتسبين للبرنامج، على الرغم من التزاماتهم الوظيفية والأسرية والشخصية، تميزاً آخر يُحسب لهم، وأوصى الشباب القطري بالالتحاق بمركز قطر للقيادات، والاستفادة بما لديه لتعزيز قدراتهم الإبداعية وتنمية روح الابتكار، حتى يستطيعوا التعامل مع متغيرات العالم من حولهم. حسين أحمد: تطوير القدرات تحقيقاً للرؤية الوطنية قال السيد حسين أحمد، مدير ميناء الدوحة والرويس وأحد خريجي دفعة هذا العام، إن التحاقه بمركز قطر للقيادات جاء من منطلق ملاحظته للتجارب المميزة لخريجي الدفعات السابقة، ودورهم الفعال وأثرهم الجيد في وظائفهم، لافتاً إلى أن التحدي الوحيد أمام أي شخص لديه الرغبة في الالتحاق بالمركز يكمن في قبوله ضمن الأعداد الضخمة المتقدمة للالتحاق بالمركز. وأضاف: «تقدّم هذا العام قرابة 1200 شاب وفتاة، وتم قبول 90 منتسباً منهم تقريباً»، وأشاد بالمكتسبات العامة لبرنامج «القيادات الحكومية» الذي اختتمه على مدار عام كامل، والذي تم الاعتماد فيه على أسس علمية ورفع قدرات المنتسبين، بما يساهم في تحقيق الرؤية الوطنية 2030، معتبراً أن ما تم اكتسابه خلال فترة الانتساب للمركز بمثابة لغة جديدة تساعد على فهم وحل المشكلات في مكان العمل. وأشاد باختيار المركز لدولة سنغافورة حتى تكون نموذجاً يُحتذى به للمنسبين؛ حيث قضوا أسبوعين تعرّفوا فيهما على التجربة السنغافورية، والتي اعتبرها من أكثر الدول التي تشبه دولة قطر. كما أشاد بالجانب العملي في المركز؛ حيث الدورات التدريبية والورش العملية، بالإضافة إلى العلاقات الكبيرة التي تم تكوينها بين المنتسبين الذين يشغلون مراكز قيادية في العديد من الوزارات، وهذا خلق جزيرة تواصل جديدة بين العاملين في أكثر من جهة.;
مشاركة :