المحبة والسلام بأنامل الأطفال

  • 4/16/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في إطار إيمان القائمين عليه بأهمية الشراكة المجتمعية، احتضن مجمع سار التجاري فعالية لعلّها الأجمل في نظري هذا العام في المجمّع! «الأطفال يلونون لوحة المحبة بألوان السلام»... ذلك هو الحدث الأبرز الذي شدّني خلال منتدى البحرين الدولي التطوعي الثالث الذي نظمته جمعية البحرين للعمل التطوعي نهاية شهر مارس المنقضي بالتعاون مع مجمع سار. ولقد جاء المنتدى بعنوان (التطوع والإعاقة) تحت شعار «نحو شراكة استراتيجية فاعلة بين المتطوعين والأشخاص ذوي الإعاقة». وكانت مبادرة إقامة ورشة فنية للأطفال ذوي الإعاقة بتنشيط من الفنان العالمي عبد العظيم محمد الضامن صاحب لوحة المحبة والسلام، وبدعم لوجستي من المؤسسة الوطنية لخدمات المعوقين، ودعم مادي من مجمع سار التجاري.  فلقد استضاف «سار مول» السبت 31 مارس الفنان عبدالعظيم الضامن من المملكة العربية السعودية لتقديم ورشة عمل للأطفال ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصّة حتى يكونوا من المشاركين في لوحة المحبة والسلام العالمية، والتي انطلقت منذ العام 2005 م بهدف التواصل مع شعوب العالم، وقد بلغ عدد المشاركين في اللوحة أكثر من 10000 شخص من مختلف دول العالم، وبلغ طولها قرابة 1380 مترًا، وبعد مضي 10 سنوات من عمر المشروع تم تحويل جزء من اللوحة إلى مشروع حقائب المحبة والسلام لتكون داعمة للجمعيات الإنسانية مثل جمعية مرضى السرطان وجمعية أسر التوحد وغيرها. ويؤكد القائمون على هذه الورشة أنّ الأطفال ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة هم جزء لا يتجزأ من المجتمع، وأّنهم إذْ يرسمون الفرح بألوان السعادة على لوحة المحبة والسلام، إنما ينشرون ثقافة التسامح والمحبة والسلام بين شعوب العالم بوصفهم سفراء سلام حتى وإن لم تمنحهم الهيئات الدولية مثل هذه الصفات. ولم تكن الورشة فقط فرصة لإسعاد الأطفال وعائلاتهم، وإنّما أيضا شمعة أمل متقدة للمساهمة في الدعوة العالمية إلى الأمن والسلام والعيش المشترك. ومن لطيف حيثيات هذه الورشة الفنية، ومن مظاهر نجاحها في خلق الألفة بين الأطفال، انضمام عدد من الأطفال من مرتادي المجمع ومشاركتهم لأصدقائهم من الأطفال ذوي الإعاقة في رسم مشاهد جميلة وأشكال عجيبة وتلوينها بألوان الفرح والسعادة، فرسموا معا في هذا الفضاء أجمل لوحة؛ حيث كان اللقاء فيما بينهم حول المرسم والالوان مشهدا رائعا استمتع وتأثر به الحاضرون.  وتؤكد هذه الفعالية مدى التناسق والانسجام والتلاحم، بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص والقطاع الأهلي أو ما نسمّيه مؤسسات المجتمع المدني في مملكة البحرين، في الحرص على المضيّ قُدُما وإلى أبعد حدّ ممكن في تجربة الدمج التي حققت فيها مملكة البحرين أشواطا بعيدة ولا سيما في مجال التربية والتعليم، حيث صارت تجربتها في هذا المجال مضرب الأمثال.  وإنّ هذه الجهود المحمودة تتآزر من أجل أن تغمر السعادة وجوه العديد من الأبرياء الذين رضوا بما قسم الله لهم، ولكنّهم يأملون في مزيد رفع الوعي المجتمعي بقضاياهم واهتماماتهم ولا سيما في التعامل معهم بعفوية داخل المدارس أو المجمعات أو الحدائق وفي شتى الأماكن العمومية، دونما إظهار شفقة أو عناية زائدة تُذْكي إحساسهم بالعجز.

مشاركة :