إعداد: ضمياء فالح تحول البرازيلي إيدرسون، أغلى حارس مرمى في تاريخ إنجلترا (34.9 مليون إسترليني قادماً من نادي بنفيكا البرتغالي)، من مجرد حارس إلى صانع ألعاب يبدأ هجمة وينتظر زملاؤه في خط الهجوم تسديدته على أحر من الجمر، ووجد المدرب فيه خياراً أفضل من التشيلي كلاوديو برافو الذي اشتراه في موسمه الأول ليكون بديلا للحارس الإنجليزي جو هارت.حصل سيتي مع التشيلي برافو على مدافع إضافي لكن مع البرازيلي حصل على صانع ألعاب يمكن أن يصنع هدفا في توقيت معين من المباراة، ينتظر رحيم سترلينج وليروي سانيه وسيرجيو أجويرو كرة إيدرسون وينطلقون بها خلف مراقبيهم من دفاع الخصم.قال جوارديولا إنه فكر في إيدرسون من أيام عمله في البايرن عندما واجه بنفيكا وعانى في مواجهة الحارس البرازيلي ويعلق: «إيدرسون يملك هذه الميزة ويستطيع الضغط على الفريق الخصم بتسديداته خصوصا مع ضيق المساحات في الوسط. عندما لعبنا في دوري الأبطال واجهت بنفيكا مع البايرن وكان إيدرسون هناك، عندما حاولنا تحليل أداء بنفيكا شاهدنا أن إيدرسون كرر تسديدته 4 أو 5 مرات، عقدنا اجتماعا، وحاولنا وضع تكتيك ينص على انتشار لاعبي الوسط بالقرب من مهاجميهم في المقدمة لمنع استلامهم كرة إيدرسون ولنوسع المساحات في الوسط. الآن مع إيدرسون ينتظر ساني أو أجويرو أو جيسوس أو سترلينج كرة إيدرسون الطويلة التي لا يتوقعها الخصم».نشأ إيدرسون وهو يحب أيقونته روجيرو سيني أكثر الحراس تسجيلا للأهداف في التاريخ ب131 هدفا في 25 عاماً بقميص ساوباولو ويقول عنه: إنه أيقونتي الوحيدة وسيبقى دوما مصدر إلهامي الأول. ما زلت أتفرج على أشرطة الفيديو حيث يتصدى للكرات ويظهر قابلية لبدء هجمة لفريقه من الخلف، كانت موهبته استثنائية.كان إيدرسون الصغير يتابع سيني من على شاشة التلفزيون في منزل الأسرة في حي أوساسكو الفقير في ساو باولو لكنه بدأ مسيرته على خلاف أيقونته كمدافع أيسر في أكاديمية «شامبيونز ايبنيزر إف سي» الكروية ويعلق جيلبرتو لوبيز، الشهير ب «جيبا»، أحد مؤسسي الأكاديمية: «لحق بنا إيدرسون لأن شقيقه الأكبر كان يلعب معنا، وبما أن إيدرسون يلعب بالقدم اليسرى بدأت بإشراكه كمدافع أيسر، كان يسدد الكرة بعيدا عن مرمانا لكنه كان ضعيفا في المراوغة لذلك عينته حارساً. تصدى لكرة وأمسك بها وكانت تلك البداية. جيبا لا يزال معجبا بالطريقة التي تطور بها هذا الفتى النحيل، الذي لا يزال يلقب «جوردو» أي (الفتى البدين) تهكما على ضعف بنيته ويضيف: قلت لصديق لي في أكاديمية ساوباولو إن هناك حارسا يجيد التسديد بقدمه بعيدا. طور إيدرسون مهاراته بالقدم في كرة الصالات . حظي إيدرسون بتقدير واحترام في ساوباولو ويعلق مدرب الحراس الشباب حينها لويز باتيستا دا سيلفا جونيور: نادي ساو باولو كانت لديه خطة لإنتاج خليفة لسيني، لذا كنا نركز في تمريناتنا على أهمية التسديد بالقدم. إيدرسون كان يتنبه للتمرينات ويركز رغم خجله الشديد وتعلم كل شيء بسرعة.حلم إيدرسون تعثر بعد تلقي والدته جويلما اتصالا من النادي يبلغه فيها أنه تم الاستغناء عن خدماته ويعلق سيفيرو: «سبب الخبر له حزنا شديدا إذ كان بلا مبرر، لا أحد في ال16 من العمر يستقبل مثل هذا الخبر ويبقى متماسكا، بكى كثيرا ويبدو أن تلك اللحظات ستبقى محفورة في ذاكرته إلى الأبد». إيدرسون تلقى الدعم من «جيبا» مدربه الأول لاستئناف التمرينات في أوساسكو، مقرب من الوكيل البرتغالي الشهير مينديز سأل أنطونيو رودريجيز، مدرب إيدرسون السابق في ساوباولو، إن كان يعرف حارسا موهوبا ويعلق رودريجيز: «أول اسم تبادر لذهني كان إيدرسون، تذكرته لأنه كان مخلصا جدا في التمرينات وعندما سألني الشخص عن مواصفاته قلت له توزيع الكرات والديناميكية والحيوية، قلت له إذا انتقل لأوروبا فلن يعود للعب في البرازيل». حصل إيدرسون على الرقم 2 في منتخب البرازيل خلف حارس روما أليسون، ورغم المباراة الدولية الواحدة التي بجعبته يبدو إيدرسون مرشحا للذهاب لمونديال روسيا في الصيف، ويختم تافاريل: «رغم صغر سنه ( 24 عاما) يشعر بالأمان وهذا الشعور ينتقل لبقية اللاعبين ويكون إيجابيا جدا». سيتي أكثر شباباً وامتثالاً لتعليمات المدرب لا يمكن الحكم على موهبة اللاعب من سنه لكن معدل العمر في أي فريق يلعب دورا كبيرا في نجاحه، معدل أعمار لاعبي سيتي 23.5 سنة أقل من معدل فريق مورينيو (24.5 سنة) بمواهب مثل ليروي ساني وجابرييل جيسوس، اللاعب الشاب وفق نظرة جوارديولا يكون أكثر تحمسا لوضع اسمه على خريطة الأفضل في العالم ومن أجل ذلك يكون أكثر امتثالا لأوامر وتعليمات مدربه حتى لو اقتضى ذلك تغيير موقعه كما حصل مع فابيان ديلف الذي جعله جوارديولا مدافعاً أيسر ليحل مشكلة إصابة مندي لدرجة دفعت نويل كالاجر اشد معجبي سيتي لوصف المدرب ب «العبقري والساحر». ويعلق جوارديولا: «في الموسم الأول لم أفكر في جعل فابيان ديلف ظهيرا والآن يقولون عني يا له من متألق وموهوب. لماذا لم أفعل ذلك في أول موسم؟ أنا أيضا سألت نفسي نفس السؤال. أحيانا تحتاج لوقت لتتعرف على الفريق ثم أدركت بعد إصابة مندي أن لدي لاعب وسط ذكياً وقائداً حقيقياً اسمه فابيان ديلف ولهذا أنا دوما أثني على جهد اللاعبين». اشترى سيتي ديلف مقابل 8 ملايين إسترليني في عهد المدرب السابق بيلغريني لذا يمكن لجوارديولا أن يرد على تصريح مورينيو بأنه اشترى النجاح بالمال، مع إصابة مندي لم يبق في فريق جوارديولا لاعب جديد سوى الحارس ايدرسون ومدافع اليمين ووكر في تشكيلته الأساسية ويعلق: «لم نغير 7 أو 8 لاعبين عن فريقنا في أول موسم، لعبنا ب9 لاعبين من الفريق الحالي الموسم الماضي لكننا افتقدنا شيئا. هذا الموسم حققنا الانتصارات والعالم يدعم المنتصر، بدأنا نرى فرصة لبناء شيء رغم أن تمريناتنا وأفكارنا هي نفسها الموسم الماضي». حيوان شرس أسهم النجم الإسباني دافيد سيلفا بشكل كبير في حصد اللقب لسيتي هذا الموسم، فصانع الألعاب تخطى أزمته العائلية بولادة ابنه قبل الأوان ليساعد سيتي على تخطي عقبات الخصوم واثنى عليه جواردويلا إذ قال: لديه كل ما يلزم خصوصا روحه القتالية، الجميع يتحدث عن مهاراته ولا شك فيها، الأعمى فقط لا يستطيع رؤية مهارات دافيد لكن المذهل فيه أنه لا يتوقف عن الكفاح، إنه مثل حيوان شرس عندما يتعلق الأمر بالفوز بالمباريات. أنا وهو نتحدث دوما عن تسجيل الأهداف وأقول له «دافيد عليك أن تسجل، لديك القدرة على ذلك، عليك أن تسجل أهدافا لتفوز بمباريات».
مشاركة :