أكد معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير أن القمة العربية الـ 29 ركزت على مختلف القضايا والتحديات التى تواجه الدول العربية .وأوضح معاليه في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مساء اليوم مع معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الاستاذ أحمد أبو الغيط عقب اختتام أعمال القمة أن تسمية القمة بـ " قمة القدس "يعود إلى الرغبة القوية فى إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية التى تمثل القضية المركزية والأساسية للعرب بعد أن أثرت عليها الأزمات المتفاقمة فى المنطقة .وقال " إن الدول العربية والإسلامية تشعر بالحاجة لإبراز هذه القضية فى ظل الحاجة الماسة لمساعدة الفلسطينيين فى الحصول على حقوقهم المشروعة وفى مقدمتها إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس " ، لافتا النظر إلى الدعم السخي، الذي قدمته وتقدمه المملكة لأشقائها في فلسطين في جميع المناسبات العربية والعالمية بما يسهم بفعالية في تحقيق العيش الكريم للشعب الفلسطيني وتمكين الحكومة الفلسطينية من تعزيز اقتصادها .وأشار في هذا الصدد إلى إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – رعاه الله – خلال أعمال القمة عن تبرع المملكة بـ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف في القدس ، و 50 مليون دولار لدعم برنامج إعادة تشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا " .وأبان معالي الوزير الجبير أن القمة العربية أيدت العملية والضربة العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا لمواقع تتبع للنظام السوري كانت تمثل مقرات للعمليات الإجرامية التي اقترفها بحق المدنيين السوريين العزل، عبر استخدامه لأسلحة تحتوي على غاز سام محظورة دولياً .وأكد معاليه موقف الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، وإيمانها أن الاستقرار في سوريا لن يتحقق إلا بحلٍ سلمي يرتكز على أساس ما جاء في إعلان جنيف (1)، وقرار مجلس الأمن 2254 ، ومؤتمر الرياض 2 للمعارضة السورية ، المنعقد في شهرنوفمبر من العام الماضي 2017م.وبشأن تسمية القمة الحالية بـ " قمة القدس " أكد معالي وزير الخارجية أن القضية الفلسطينية قضية محورية ورئيسية وهي أطول نزاع في المنطقة والشعب الفلسطيني عانى عام 1949م كما عانى كذلك في عام 1967م إلى جانب تواجد الملايين من اللاجئين الفلسطينيين في العالم إضافة إلى الملايين الآخرين الواقعين تحت الاحتلال الإسرائيلي وهم بحاجة ماسة لإعطائهم دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية ليستطيعوا أن يعيشوا حياة كريمة ويبنوا دولتهم ، والأمة العربية والإسلامية تحس بالألم الذي يحس به الأشقاء الفلسطينيون .وقال " هناك رغبة لإبراز القضية على جدول أعمال الجامعة العربية وفي ذهن العالم العربي والإسلامي ، وفي ظل ما يشهده العالم العربي من نزاعات وأزمات يجب علينا أن لا ننس أنها هي القضية الأساسية ولذلك قام خادم الحرمين الشريفين " حفظه الله " بإطلاق اسم " قمة القدس " على هذه القمة " ، مؤكدا أن موقف المملكة دائم وثابت تجاه القضية الفلسطينية ودعم عملية السلام ، مستدلا بمبادرة السلام العربية التي أعلنت في عام 2002 م ،إلى جانب استضافة منظمة التعاون الإسلامي لقمة السلام .وتحدث معاليه عن قرار امريكا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل حيث قال " إننا قد أعلنا عن موقفنا الواضح للولايات المتحدة الأمريكية أن القدس الشرقية هي عاصمة لدولة فلسطين وأنه ينبغي ألا يتخذ أي قرار يخل بهذا التوازن في هذه المنطقة وأن القرار الذي اتخذ من قبل أمريكا له آثار سلبية ، وشهد إدانة وشجباً من مختلف الأطراف الدولية .وعن تأثير الموقف الأمريكي على العلاقات مع المملكة قال الوزير الجبير " حافظنا على علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ونسعى قدما في هذا السياق ولدينا علاقة إستراتيجية وأصبحت أقوى حالياً ، فكونهم أصدقاء لنا فإننا نواصل الحوار والتفاهم في الأمور التي نختلف بشأنها ، مشيرا إلى أن العلاقة حاليا قوية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وهذه الإدارة ظلت ايضا إيجابية في السعي إلى المساعدة والتوصل إلى حوار بشأن هذا الأمر .من جانبه أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه منذ الإعلان الأمريكي بالاعتراف أن القدس عاصمة لإسرائيل هناك زخم ورفض شعبي عربي متصاعد بدأ باجتماع وزراء الخارجية وذلك بتشكيل لجنة تحرك للدفاع عن الموقف العربي ووضع الاستراتيجية العربية في الذهاب لمجلس الأمن للتعبير عن الرفض لهذا الموضوع واستصدار قرار قوي يرفض الموقف الأمريكي ولاقى القرار موافقة 14 دولة ، مشيرا إلى العرب ذهبوا كذلك إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة مسلحين بقرار الدورة الاستثنائية الخاصة بشأن القدس وحصلوا على تأييد 129 دولة ضد القرار الأمريكي ، مؤكدا أنه لا يمكن أن يتصور أن تمر القمة بوصفها أعلى جهاز يمثل الأمة على القضية الفلسطينية مرور الكرام .
مشاركة :