كان ولا يزال للشعر والشعراء دورُ كبيرُ في نقل واقع الحياة وتفاصيل الأحداث، ورسم خطوطٍ جديدةٍ من التداخل بين الخيال والحقيقة، لكن المتابع للساحة يرى الكثير من تداخلٍ آخر بين رسالة الشعر ورسالة الشاعر نفسه..!! قد يعتقد بعضهم أنها واحدة!! وهنا نقول لا.. هي ليست واحدة في ظل التلون العجيب، وتبديل الأقنعة، وممارسة أدوارٍ قد لا تليق ولا تمثل رسالة الشعر الحقيقية، بعضهم تجده يتنقل بين أهدافٍ أو طموحاتٍ أو منصاتٍ حسب الحاجة، وليس حسب ما تريده رسالة الشعر.. هو يلبس ثياب الفضيلة متى ما أراد من يوجهه، واليد الخفية التي تريد لهذا الشخص أن يصبح مجرد دميةٍ يحركها بخيوط الخبث، ويلبس ثياب الرذيلة عندما تكون الأجواء مهيأة له، ويعتقد أنه بعيدُ عن أعين الحقيقة. رغم التطور الكبير في أدوات الإرسال والاستقبال إعلاميًّا، لكن خلط المخرجات أصبح حاضرًا.. فامتزج الغث بالسمين في المشهد الثقافي والشعري والإعلامي، وظهر مع الكثير من الأسماء التي كانت تظهر بقناع لا يمكن للكثير منا كشفها، وعندما أنهت حاجتها أعلن صياغة توجهاتها وأخلاقها وحتى بعض مبادئها المستعارة حسب الوجهة الجديدة، أو حسب الأرقام التي تم إضافتها للرصيد ليصبح العدو السابق صديقًا وحبيبًا، والحبيب السابق هدفًا لسهامهم. ورغم أن هذه الحالات التي ركزت ورسمت أهدافها على أن يكون الشعر مجرد وسيلة للتكسب بعيدًا عن قيم أو معتقدات أو عادات أصيلةٍ كالوفاء ورد الجميل.. هي حالات قليلةُ.. وهي التي تنهي نفسها بنفسها وترمي مسيرتها فوق رصيف العرض والطلب، وتكشف عن تناقضاتٍ كبيرةٍ في ما تقول وتفعل.. ويمكن أن تلاحظ ذلك من خلال ما يكتبه هؤلاء.. من يحمل رسالةً حقيقيةً ثابتةً لا تتغير هو من يستطيع أن يصل إلى الجميع، ولكن بعضهم لا يفارق اللؤم سلوكهم، وأصبح التلون همهم الذي قادهم إلى دروبٍ مظلمة وغاياتٍ بررتها وسائلهم المزيفة. وهنا أتذكر ما قاله أبونا الشيخ زايد طيب الله ثراه: عن الكثير الصدق بيسد والصدق تشهد له مواريه والرجل بالاعمال ينعد كانه وفي .. ولا بتهفيه
مشاركة :