أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن «المنطقة العربية تواجه أخطر أزمة منذ استقلالها، وانتهاء حقبة التحرر الوطني»، منتقداً سياسات إيران وتركيا، من دون تسميتهما، وتدخلاتهما في المنطقة العربية، فيما نوه بأن القضية الفلسطينية «توشك على الضياع». وقال في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في الظهران أمس، إن «الأمن القومي العربي يواجه تحديات لا سابق لها، إذ تواجه دول عربية للمرة الأولى منذ تأسيسها تهديداً وجودياً حقيقياً». وأشار إلى أن «دولاً إقليمية تهدر حقوق الجوار، وتعمل بدأب على إنشاء مناطق نفوذ داخل الدول العربية وعلى حساب مؤسسات الدولة الوطنية فيها». وخلال كلمته، أوضح السيسي: «نجتمع اليوم، وجيش إحدى الدول الإقليمية متواجد على أرض دولتين عربيتين، في حالة احتلال صريح لأراضيهما». وأضاف: «هناك اجتماعات تجري لتقرير مصير التسوية، وإنهاء الحرب الأهلية الشرسة، التي أزهقت أرواح ما يزيد على نصف مليون سوري، من دون مشاركة لأي طرف عربي، وكأن مصير الشعب السوري ومستقبله، بات رهناً بلعبة الأمم، وتوازنات القوي الإقليمية والدولية». ولفت إلى أن «طرفاً إقليمياً آخر زينت له حالة عدم الاستقرار التي عاشتها المنطقة في السنوات الأخيرة، أن يبني مناطق نفوذ باستغلال قوى محلية تابعة له، داخل أكثر من دولة عربية». وأعرب عن أسفه، قائلاً: «مِنَ الأشقاء مَن تورط في التآمر مع هذه الأطراف الإقليمية، وفي دعم وتمويل التنظيمات الطائفية والإرهابية». ودعا إلى تبني «استراتيجية شاملة للأمن القومي العربي، للتصدي للتهديدات الوجودية التي تواجهها الدولة الوطنية في المنطقة العربية، وإعادة تأسيس العلاقة مع دول الجوار العربي على قواعد واضحة، جوهرها احترام استقلال وسيادة وعروبة الدول العربية، والامتناع تماماً عن أي تدخل في الشأن الداخلي للدول العربية». وفي ما يتعلق بالملف الفلسطيني، أكد السيسي أن «فلسطين قضية العرب المركزية توشك على الضياع، بين قرارات دولية غير مفعلة، وصراع الأشقاء أصحاب القضية، الذي يستنزف قواهم ومواردهم الضئيلة، ويفتح الباب أمام مَن يريد تكريس واقع الاحتلال والانقسام كأمر واقع، ويسعى إلى إنهاء حلم الشعب الفلسطيني الشقيق في الحرية والدولة المستقلة». إلى ذلك، أعرب السيسي عن قلق مصر البالغ نتيجة التصعيد العسكري الراهن على الساحة السورية، لما ينطوي عليه من آثار على سلامة الشعب السوري، ويُهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر. وأكد «رفض مصر القاطع لاستخدام أي أسلحة محرمة دولياً على الأراضي السورية، مطالبةً بإجراء تحقيق دولي شفاف في هذا الشأن وفقاً للآليات والمرجعيات الدولية. وأوضح: «كان لجهود الدول العربية، وتحديداً للتعاون المصري- السعودي، الدور الأهم في توحيد كل تنظيمات المعارضة السورية، وإننا نتوقع من الأمم المتحدة أن تتحرك بشكل سريع، وبالتنسيق مع الدول العربية، لبدء مسار لجنة وضع الدستور السوري، كمقدمة لاستئناف جولات المفاوضات». وعن اليمن، قال السيسي إن «مصر ملتزمة بالعمل على استعادة الاستقرار وتحقيق الحل السياسي العادل في اليمن»، مشدداً على أن «الحل لا يُمكن أن يتأسس إلا على مبادئ احترام وحدة الدولة اليمنية وسيادتها، ورفض منطق الغَلَبَة، ومحاولة فريق سياسي فرض طموحاته التوسعية على عموم اليمنيين بالقوة، والاستقواء بقوى إقليمية وأجنبية».
مشاركة :