النظام الإيراني الذي وصل إلى السلطة منذ عام 1979 هو المسبب الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط. هذا النظام العدواني والمتدخل يتدخل في شؤون العراق بوضوح. يتدخل في لبنان عن طريق أدواته وعملائه كحسن نصر الله و«حزب الشيطان» بوضوح ويتسبب في عدم الأمان وعدم الاستقرار السياسي. في اليمن يقوم بدعم الحوثيين وهو شريك في جرائم الحوثيين. إذا كنا لا نرغب في العودة إلى الماضي أو نسعى خلف الحقائق البعيدة عن العقل فمن الكافي أن نلقي نظرة عابرة على الحالة السورية والجرائم الأخيرة في مدينة دوما. النظام الإيراني كان شريكا في جميع الجرائم التي ارتكبها الأسد منذ البداية. الهجوم الكيميائي على دوما وذبح النساء والأطفال والناس البريئين والعزل هي عبارة عن جريمة واضحة ضد الإنسانية. النظام الإيراني من أي ناحية نقوم بدراسته وتحليله سواء من الناحية العسكرية أو الناحية السياسية أو الناحية الحقوقية والقضائية هو شريك في جميع جرائم بشار الأسد. لو لم يكن النظام الإيراني موجودا لما بقي بشار الأسد في السلطة ولما كان قادرا على ارتكاب جميع هذه الجرائم. ووفقا للتقارير المنتشرة من قبل العناصر في داخل النظام الإيراني فإن أكثر من 33 بالمائة من الشعب الإيراني تحت خط الفقر و6 بالمائة من الشعب أي حوالي 5 ملايين شخص يعيشون على خط الجوع أي لا يملكون خبزا يأكلونه حتى يستطيعوا الاستمرار في الحياة. في مثل هكذا حالة مزرية يستمر النظام الحاكم في إيران بدعم بشار الأسد بمليارات الدولارات سنويا حتى يبقى في السلطة ولا تتم الإطاحة به. هذا الدعم السخي سببه يعود إلى ما أعلنه خامنئي الشخص رقم واحد في نظام ولاية الفقيه وبقية مسؤولي وفقرات هذا النظام بشكل صريح بأنهم إذا لم يحاربوا في مدن دمشق وحلب في سوريا وإذا لم يكن لهم خط دفاعي متقدم على سواحل البحر الأبيض المتوسط سيجب عليهم القتال في المدن الإيرانية مع الشعب الإيراني. أحد بيادق النظام والمقرب من خامنئي يدعى حسين طائب كان قد قال في إحدى خطبه: نحن يجب علينا الدفاع عن إيران في خارج حدودها ولهذا السبب نتواجد نحن في سوريا. على سبيل المثال نحن إذا خسرنا منطقة خوزستان نستطيع استعادتها لاحقا ولكن إذا خسرنا سوريا فلن نكون قادرين بعدها على حماية طهران وسنؤول إلى السقوط. أثبتت الانتفاضة العارمة في شهر يناير الماضي بشكل جيد أن الشعب الإيراني أعلن بصوت واحد رفضه لهذا النظام بأكمله. جيش العاطلين عن العمل والجائعين والشعب المستنزف الذي ضاق ذرعا من هذا النظام صاحوا في الشوارع بشعار «أيها الإصلاحي وأيها المحافظ لقد انتهى الأمر»، هذا الشعار هو عبارة عن إشارة واضحة وجلية للرفض الشعبي التام والقطعي لنظام ولاية الفقيه. كما أن الشعب المنتفض نادى بشعار الموت لخامنئي والموت لروحاني في جميع المدن الإيرانية. أي أنهم استهدفوا رأس هرم نظام ولاية الفقيه حيث إن هذا النظام يجب أن يسقط بأكمله. ينصب اهتمام العالم الآن على سوريا. مجلس الأمن الدولي عقد جلسة استثنائية من أجل إخراج قرار ضد بشار الأسد. ولكن ما يجب أن يتم النظر إليه هو أن هذا الإجراء المتخذ ضد نظام الأسد يجب ألا يكون حاجة وضرورة لدولة واحدة بل يجب أن يكون حاجة وضرورة دولية وإنسانية. ضرورة تتعلق بكرامة الإنسان وحقوق الإنسان والأمن والاستقرار في المنطقة. هذا النظام تخطى كل الخطوط الحمر وهزأ بها وهذا يعني أن النظام الحاكم في إيران، كشريك في الجريمة مع بشار الأسد، قد تجاوز جميع الخطوط الحمراء. وينص القرار 2118، الذي اعتمده مجلس الأمن، في الفقرة 11 على أنه في حال الاستخدام المتكرر للغازات السامة أو نقلها أو استئناف إنتاجها، فإنه ينبغي على نظام الأسد تحمل المسؤولية. هذا النظام حتى الآن قام بانتهاك القرار المذكور أربع مرات بشكل صريح وبكل وقاحة ولكن للأسف لم نشاهد أي إجراء حقيقي وجدي من قبل منظمة الأمم المتحدة. النظام الإيراني مثله مثل بشار الأسد مسؤول عن الجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري. والعالم يرى جرائم النظام الإيراني والأسد ويعرفها جيدا. لولا الدعم والمساعدة من النظام الإيراني لما بقي بشار الأسد مستمرا في الحكم الدموي وفي كل الجرائم التي ارتكبها في سوريا. النظام الإيراني هو المصنع والمصدر لجميع أنواع الإرهاب الدولي. لقد آن الأوان وحان الوقت ليظهر العالم وبشكل خاص العالم العربي ردة فعل عملية وجدية ضد النظام الإيراني ونظام بشار الأسد الإجرامي والدموي. لقد حان الوقت لوضع حد نهائي لهذه الأنظمة المنتهكة لحقوق الإنسان والمتسببة الرئيسية في عدم الاستقرار الإقليمي. من أجل الإطاحة بهذين النظامين النظام الحاكم في إيران والنظام الحاكم في سوريا هناك جيش التحرير ومقاومة شعبية منظمة، واللذان يجب الاعتراف بهما رسميا ودعمهما حتى يتخلصوا من شرور الأنظمة الديكتاتورية الحاكمة في بلدانهم وحتى تتمتع بلدانهم وجميع بلدان المنطقة أيضا بالتنعم بالاستقرار والأمان والهدوء. هذا هو السبيل الوحيد لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة. بالطبع لو تم قطع رأس أفعى ولاية الفقيه في طهران لرأينا نهاية عميلها المتمثل في نظام بشار الأسد من دون أدنى شك، ولا يمكن الاستمرار في عمليات القتل والذبح والحرب وليس هناك مفر منها سوى وضع نهاية لذلك. * كاتب إيراني Abl.majeed.m@gmail.com
مشاركة :