اعتبر دبلوماسي أمريكي سابق بسوريا، أن الضربة الصاروخية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا، ضد النظام السوري واستهدفت مواقع كانت تحوي موادًا يمكن استخدامها لإنتاج أسلحة كيماوية، لن تكون الأخيرة، موضحًا أن هناك عدة أسباب سوف تدفع إدارة دونالد ترامب وحلفاءها إلى تكرار هجومها الصاروخي ضد قوات بشار الأسد. ورأى الدبلوماسي في تقرير أوردته صحيفة "شيكاجو تريبيون" الأمريكية، أن هناك عدة أسباب ستجبر الأسد على تنفيذ هجماته الكيميائية مجددًا. وقال روبرت فورد، سفير أمريكي سابق في سوريا وزميل بمعهد الشرق الأوسط وجامعة "ييل" الأمريكية، إن العمل العسكري من شأنه أن يردع قوات الأسد عن استخدام الأسلحة الكيميائية، فقط إذا اتبعتها واشنطن بضربات مماثلة حال ارتكابه أعمال وحشية جديدة. وأضاف فورد: "أعتقد أنه من أجل صناعة عصا رادعة للأسد، فإن الضربات الجوية الثلاثية لن تكون الأخيرة"، مشيرًا إلى أن قوات الأسد كانت تستخدم الأسلحة الكيميائية، لافتقارها إلى القوة البشرية، وتوقع أن يقوم بشار باختبار واشنطن مرة أخري، وعندما يحدث ذلك يجب أن نكرر الضربة. ولفت إلى أن واشنطن تريد أن توقف الأسد عن قتل مواطنيه بشكل أوسع، ولهذا فهي تقترب من سيناريو تغيير النظام؛ لأن بشار يقصف كل شعبه كل يوم تقريبًا. وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي وعد بأن الضربات لن تكون لمرة واحدة، وقال في خطابه بالبيت الأبيض مساء الجمعة: "نحن مستعدون للحفاظ على هذا الرد حتى يتوقف النظام السوري عن استخدام السلاح الكيماوي المحظور". وبينت أن البعض ممن يؤيدون الضربات يرون أنها لو فشلت في منع الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية في المستقبل، فإنها سترسل رسالة مفادها أن المجتمع الدولي يراقب وينوي فرض الحظر على الأسلحة الكيميائية بعد الحرب العالمية الأولي. وذكرت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأمريكي سعت من خلال ضرباتها الصاروخية في سوريا، إلى توجيه تحذير لرئيس النظام السوري من الاستمرار في استخدام الأسلحة الكيميائية غير المشروعة ضد المدنيين، بعد هجومه على مدينة دوما السورية التي تقع بالقرب من دمشق. وأشارت الصحيفة إلى أن حسابات الإدارة الأمريكية للملف السوري، وجدت أن الحاجة لإرسال إشارة تحذيرية إلى الأسد فيما يتعلق بالأسلحة الكيميائية، تفوق الخوف من إثارة رد فعل من حلفائه روسيا أو إيران سواء في ساحة المعركة في سوريا، أم أماكن أخرى من الشرق الأوسط، أم حتى في الفضاء السيبراني.
مشاركة :