طرابلس – تشير مواقف الأطراف الليبية المحسوبة على المجلس الرئاسي الليبي إلى تراجع المجلس عن دعم إجراء الانتخابات خلال العام الحالي، وهو ما عكسته تصريحات سابقة للمستشار السياسي لرئيس المجلس الطاهر السني الذي يدعو لإجراء الاستفتاء على الدستور أولا. وأمام هذا التراجع، حثَّ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج على مساندة جهود المبعوث الأممي غسان سلامة لتحقيق التوافق وإجراء الانتخابات العامة خلال العام الجاري. جاء ذلك في لقاء جمع السيسي والسراج، السبت، على هامش مشاركتهما في القمة العربية الـ29، التي ستنطلق في مدينة الظهران السعودية الأحد، وفق بيان للرئاسة المصرية. وأكد السيسي على “أهمية المضي قدما في جهود التسوية السياسية في ليبيا”. ودعا الرئيس المصري، السراج إلى العمل على مساندة المبعوث الأممي في مهمته، واستكمال التوافق حول مختلف القضايا المعلقة، وإجراء الانتخابات خلال العام الجاري. كما دعا السيسي الأطراف الليبية إلى “إعلاء المصلحة الوطنية العليا والاستقرار في بلادهم فوق كل المصالح الضيقة، والتركيز على إعادة بناء مؤسسات الدولة وإجراء الانتخابات خلال العام الجاري”. ومن المرتقب إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قبل نهاية 2018 في ليبيا، وفق خارطة طريق للأمم المتحدة، تشمل أيضا إقرار دستور وتحقيق مصالحة وطنية شاملة. وكان السراج أول من دعا لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية تنهي حالة الانقسام السياسي الذي عجزت المفاوضات عن إنهائه. وطرح السراج في يوليو الماضي خارطة طريق للخروج مما وصفه بـ”الأزمة” تضمنت إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مشتركة في شهر مارس 2018، والإعلان عن وقف جميع أعمال القتال، إلا ما يخص مكافحة الإرهاب. كما اشتملت الخطة على تشكيل لجان مشتركة من مجلس النواب ومجلس الدولة للبدء في دمج مؤسسات الدولة المنقسمة وفصل الصراع السياسي عن توفير هذه الخدمات. واعتبرت التصريحات الصادرة عن الطاهر السني التي أعرب فيها عن رفضهم إجراء الانتخابات قبل إصدار الدستور، تراجعا عن دعم إجراء الانتخابات هذا العام وذلك نظرا لما ستستغرقه عملية الاستفتاء على الدستور من وقت. ويتطلب إجراء الاستفتاء إصدار مجلس النواب لقانون لم يبدأ مناقشته بعد. ولا يلقى مشروع الدستور الذي أعلنت هيئة الستين يوليو الماضي الانتهاء من كتابته إجماعا داخل الأوساط الليبية، حيث عبرت العديد من الأطراف عن رفضها له كأنصار الفيدرالية في إقليم برقة والتبو وهو ما يهدد بسقوطه خاصة في صورة ما تمت عملية الاستفتاء وفقا للأقاليم. ويتسق موقف المجلس الرئاسي مع مواقف تيار الإسلام السياسي وبعض الدول كبريطانيا وإيطاليا. وقال رئيس هيئة الانتخابات خالد السائح إنه على جميع الدول والمنظمات دعم إجراء انتخابات إذا كانت ترى فعلا أن الأزمة مردها صراع على السلطة. وأضاف في تصريحات نقلها موقع “المرصد” أن “تصريحات مسؤولي بعض الدول توضح وجود رفض لإجراء الانتخابات التي تعد شأنا داخليا”. وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون حذر من إجراء انتخابات مبكرة في ليبيا. وقال حينئذ “ما لم تكن لتلك البلد حكومة فاعلة وموحدة، فسيظل الليبيون يعانون معاناة شديدة”.
مشاركة :