باريس (فرنسا) – توعدت السلطات الفرنسية بشن بضربات عسكرية جديدة في حال وقوع هجوم كيميائي جديد في سوريا وقالت باريس إن أهداف الضربات الدولية في سوريا تحققت وليست هناك نية لشن مزيد من الضربات في هذه المرحلة لكن على الحكومة السورية أن تدرك إنها لو تجاوزت "الخطوط الحمراء" مرة أخرى ستكون هناك ضربات جديدة. وتعليقا على الهجمات الغربية ضد مواقع عسكرية للنظام السوري، أكد وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان أن "جزءا كبيرا من الترسانة الكيميائية" التابعة للنظام السوري "تم تدميرها". وقال لودريان في تصريحات صحافية إنه "دُمّر جزء كبير من ترسانته الكيميائية" مشيرا إلى أنه "تم تدمير الكثير في الضربات (التي نُفذت) الليلة". وأضاف وزير الخارجية الفرنسي أن بلاده ترغب في "العمل منذ الآن من أجل استئناف" العملية السياسية في الأزمة السورية بعد ساعات من الضربات الغربية ردا على هجوم كيميائي مفترض. وستقوم فرنسا "باستئناف المبادرات السياسية" للتوصل إلى "تفكيك البرنامج الكيميائي السوري بطريقة يمكن التحقق منها ولا رجعة فيها" وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي حول وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية إلى السكان. ماكرون يواكب مجريات العملية العسكرية في سوريا واعتبرت باريس أن هذا يتطلب "وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية للسكان على النحو المطلوب في قرارات مجلس الأمن". وقال لودريان إن "هذه القرارات لها قوة القانون الدولي، فهي تفرض نفسها على الجميع لكنها ظلت حبرا على ورق حتى الآن. يتعين علينا ابقائها حية". وأكد الوزير أن العملية العسكرية الأميركية البريطانية الفرنسية "شرعية" و"متناسبة وضد أهداف محددة". وأوضح أن "التصعيد الكيميائي في سوريا غير مقبول وتصنيع واستخدام هذه الأسلحة يشكلان تهديدا للسلم والأمن الدوليين". وأضاف لودريان أن الضربات الجوية تندرج ضمن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على استخدام القوة في حالة تهديد السلام. وتؤكد باريس على أن "استخدام هذه الأسلحة الإرهابية مخالف لأقدم الاتفاقيات" في إشارة إلى بروتوكول 1925 الذي يحظر استخدام الأسلحة الكيميائية في الحروب، واتفاقية دولية لحظر هذه الأسلحة عام 1993. وقال مسؤولون بوزارة الدفاع إن الجيش الفرنسي أطلق 12 صاروخا خلال ضرباته الجوية على سوريا وأضافوا أنه لا توجد مؤشرات على اعتراض هذه الصواريخ. وتحدث المسؤولون بعد ساعات من أوامر الرئيس إيمانويل ماكرون بالتحرك العسكري في سوريا بالتعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا في هجوم استهدف ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية.
مشاركة :