ضربات أميركية بريطانية فرنسية ضد أهداف للنظام السوري

  • 4/14/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فجر السبت ضربات عسكرية على أهداف للنظام سوريا ردا على هجوم كيميائي اتهمت دمشق بتنفيذه في مدينة دوما وتسبب قبل اسبوع بمقتل اكثر من اربعين شخصاً، وفق مسعفين وأطباء. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطاب توجه به الى الامة من البيت الابيض "تجري عملية عسكرية مشتركة مع فرنسا وبريطانيا"، مضيفا "أمرت القوات الأميركية المسلحة بتنفيذ ضربات محددة على قدرات الدكتاتور السوري بشار الاسد في مجال الاسلحة الكيميائية". في الوقت ذاته، تردد دوي انفجارات متتالية في العاصمة السورية، بحسب صحافية في وكالة فرانس برس. وأعلن الاعلام الرسمي السوري بعد وقت قصير ان "الدفاعات الجوية السورية تتصدى للعدوان الأميركي البريطاني الفرنسي على سوريا". فيما أفاد شهود أن سحبا من الدخان تصاعدت في شمال شرق دمشق، وسمع صوت تحليق الطائرات. واعتبرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان "العدوان الثلاثي ضد سوريا انتهاك فاضح للقانون الدولي وكسر لارادة المجتمع الدولي وسيكون مآله الفشل". وقالت ان "العدوان (...) يظهر احتقار دول العدوان للشرعية الدولية"، مطالبة المجتمع الدولي "بإدانة العدوان الثلاثي حفاظا على الشرعية الدولية والأمن والسلم الدوليين". وبعد أكثر من ساعة على خطاب ترامب، اعلن رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال جو دانفورد انتهاء الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد برنامج الأسلحة الكيميائية السوري. الضربات الغربية استهدفت مركز أبحاث عسكرية ومستودعات قرب مدينة حمص في وسط سوريا وقال الجنرال دانفورد الذي كان موجودا في مقر وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الى جانب وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس، انه ليس هناك في الوقت الحالي خطط لشن عملية عسكرية اخرى.  وشدد على ان حلفاء الولايات المتحدة حرصوا على عدم استهداف القوات الروسية المنتشرة في سوريا. وقال دانفورد ان روسيا لم تتلق تحذيرا مسبقا قبل شن تلك الضربات. واستهدفت الضربات الغربية مركز أبحاث عسكرية ومستودعات قرب مدينة حمص في وسط سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن ضربات الدول الغربية استهدفت مركز أبحاث عسكرية ومستودعات في قرية خربة التين غرب مدينة حمص، في وقت نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مراسلها في حمص "تم التصدي للصواريخ ولا يوجد أي أضرار على الأرض". وأكد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إن الضربات الجوية على أهداف في سوريا "ضربة واحدة فقط" هدفها إرسال رسالة قوية إلى الرئيس السوري بشار الأسد. وقال إنه يريد "إقامة رادع مهم" ضد استخدام الأسلحة الكيماوية وأشار إلى أن الولايات المتحدة وحلفائها على استعداد لمواصلة الضربات حتى توقف سورية استخدامها. ووجه ترمب في كلمته تحذيراً لإيران وروسيا على خلفية صلاتهما بالنظام السوري، داعياً موسكو إلى الكف عن "السير في طريق مظلم". وقال إن روسيا "خانت وعودها" في ما يتعلق بأسلحة سوريا الكيمياوية. في غضون ذلك، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إنه لا يوجد "بديل عملي لاستخدام القوة" لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل الحكومة السورية. وأكدت أن الضربات لا تستهدف "تغيير النظام"، فيما اعتبر الرئيس الفرنسي أن بلاده  شاركت في العملية العسكرية مع الولايات المتحدة وبريطانيا في سوريا، مشيرا إلى أن الضربات الفرنسية "تقتصر على قدرات النظام السوري في إنتاج واستخدام الأسلحة الكيمياوية". وبعيد ضربات قبيل فجر السبت في منطقة العاصمة السورية، قال الرئيس الفرنسي في بيان "لا يمكننا التساهل مع الاعتياد على استخدام الأسلحة الكيميائية". وأضاف ان "الوقائع ومسؤولية النظام السوري ليسا موضع شك" بشأن مقتل "عشرات الرجال والنساء والاطفال" في هجوم "بالسلاح الكيميائي" في دوما في السابع من ابريل. وتابع ان "الخط الأحمر الذي حددته فرنسا في ايار 2017 تم تجاوزه. لذلك أمرتُ القوات المسلحة الفرنسية بالتدخل هذه الليلة في اطار عملية دولية تجري بتحالف مع الولايات المتحدة وبريطانيا وتستهدف الترسانة الكيميائية السرية للنظام السوري". ونشر ماكرون بعد ذلك على تويتر صورة له وهو يترأس اجتماعا في الاليزيه مع وزيرة الدفاع فلورانس بارلي وابرز مستشاريه الدبلوماسيين والعسكريين. واوضح بيان الاليزيه ان "فرنسا وشركاءها سيستأنفون اعتبارا من السبت جهودهم في الامم المتحدة لاقامة آلية دولية لتحديد المسؤوليات ومنع الافلات من العقاب واي رغبة بتكرار ذلك من جانب النظام السوري". وأكد ان "أولويات فرنسا ثابتة منذ 2017: إنهاء مكافحة تنظيم داعشوإتاحة الفرصة لايصال المساعدات الانسانية إلى السكان المدنيين وبدء آلية جماعية للتوصل الى تسوية سياسية للنزاع لتتوصل سوريا الى السلام أخيرا والعمل من اجل استقرار المنطقة". وأضاف ماكرون "سأواصل هذه الاولويات بتصميم في الأيام والأسابيع المقبلة". وأعلن الرئيس الفرنسي انه بموجب الدستور "سيحصل نقاش برلماني بعد قرار تدخل قواتنا المسلحة في الخارج". وبثت الرئاسة الفرنسية السبت شريطا مصورا على تويتر عرض ما وصفه بطائرات حربية من طراز رافال تقلع للمشاركة في عملية استهدفت منشآت لأسلحة كيمياوية تابعة للحكومة السورية. وبُث الفيديو بعد فترة وجيزة من إصدار الرئيس الفرنسي أمرا بالتدخل العسكري في سوريا إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا.

مشاركة :