احتدام السباق إلى منصة سيارات خلايا الوقود

  • 4/4/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تونس- انضمت شركة مرسيدس الألمانية إلى ركب المصنعين الذين دخلوا في سباق محموم إلى منصة تصنيع سيارات خلايا الوقود بشكل قياسي، بعد أن باتت جزءا من برنامج موسع باتجاه بناء مدن صديقة للبيئة تحيل فيه الوقود إلى التقاعد. وتستعد العلامة الفاخرة، التي تعتبر أحد أبرز الصانعين على مستوى العالم، لإطلاق أيقونتها جي.أل.سي فيول سيل الجديدة في الأشهر القليلة المقبلة، وهو أول نموذج تصنعه الشركة يعمل بخلايا الوقود وكانت قد كشفت عنه في سبتمبر الماضي.   فرضت قضية الحفاظ على البيئة، على المصنعين ابتكار أفكار تنسجم مع هذا الاتجاه. ولعل جنوح الشركات لصناعة سيارات تعتمد على تقنية خلايا الوقود يمهد الطريق إلى فتح أبواب انتشارها مستقبلا رغم اعتقاد البعض بوجود عقبات تتركز في نقص البنية الأساسية للتزود بوقود الهيدروجين، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة ومعلوم أن البطاريات المستخدمة في المركبات ثقيلة الوزن نوعا ما، وأنها تحتاج لإمدادات من الليثيوم الشحيح، فضلا عن مادة الكوبالت، الأمر الذي جعل الهيدروجين العنصر الأخف والأكثر وفرة. ولذلك، اعتمدت مرسيدس في سيارتها محركا كهربائيا بقوة 147 كيلووات/ 200 حصان، لا يستمدّ طاقته من بطارية ليثيوم أيون فقط، ولكن أيضا مما هو أشبه بمحطة توليد كهرباء، تعمل بالهيدروجين، وليكون بالتالي بخار الماء هو العادم الوحيد المنبعث منها. وتختلف سيارة مرسيدس عن منافساتها في عدم الاعتماد فقط على خلايا الوقود، والتي تبلغ بالمركبة مدى سير يبلغ 447 كلم، بل تم تصميم جي.أل.سي فيول سيل كموديل هجين يسمح بشحن البطارية عبر مخارج الكهرباء المنزلية، لتوفير مدى سير إضافي يقدر بنحو 49 كلم. وسبقتها لهذا المضمار، شقيقتها أودي العريقة، بعد أن كشف موقع “غازوولرد” المتخصص في عالم الطاقة هذا الأسبوع، أن الشركة الألمانية تعكف في الوقت الحاضر على صناعة أول مركبة تعمل بخلايا الوقود الهيدروجيني، لتفتح بذلك باب المنافسة على مصراعيه. وأكدت الشركة أنها ستطرح سياراتها في الأسواق العالمية بحلول 2020، غير أنها لم تذكر تفاصيل عن سعرها، واكتفت بالإشارة إلى أن دخولها للسوق مرتبط بانتهاء عمليات التجارب الفنية والتقنية. وتخطط أودي لإنتاج 3 موديلات جديدة تنتمي للموديلات الهجينة أو الكهربائية الخالصة خلال السنوات المقبلة، وهذا التوجه هو جزء من السياسة التسويقية للشركة وللعديد من الشركات المنافسة. ويقول المتخصصون إن السيارات التي تعمل بتقنية خلايا الوقود لا ينبعث منها أي من أنواع التلوث، وهي تعمل على الطاقة التي تنشأ عند اتحاد الهيدروجين المُخزّن كوقود مع أكسجين الهواء لتكوين المياه. وتعد خلايا وقود الهيدروجين، الطاقة الأكثر كفاءة اليوم، وفق الخبراء، لأنها تعمل بصفة مستمرة بحيث لا يسبب فقدانا للطاقة، ولكن من أجل تحقيق الاستفادة منها أكثر ما يمكن فلا بدّ من مواصلة دراسة بعض القضايا، ولعل عملية تخفيض التكلفة من أكبر هذه التحديات. ويعتقد البعض من المهتمين بعالم صناعة السيارات أنه مهما كان الهيدروجين مصدرا مهما للطاقة وخاصة في السيارات التي يتم تصنيعها حاليا، لن يتم اعتماده على نطاق واسع إذا ظلت تكاليفه باهظة. ورغم أن هذه التقنية التي لا تزال تسير ببطء تتلاءم مع الاتجاه نحو تقليل انبعاثات الكربون من السيارات مع العمل على تسويق مركبات كهربائية للحد من استخدام محركات الاحتراق الداخلي، لكن البعض، بمن فيهم مؤسس شركة تيسلا الأميركية يشككون في نجاحها أصلا. تقنية خلايا الوقود وسيلة احتيال، لأن فصل الهيدروجين عن الماء يستهلك قدرا أكبر من الكهرباء ونقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز″ البريطانية عن إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لتيسلا قوله إن “تقنية خلايا الوقود وسيلة احتيال حمقاء، وذلك لأن فصل الهيدروجين عن الماء من خلال عملية التحليل الكهربائي يستهلك قدرا أكبر من الكهرباء عما ينتجه الهيدروجين”. وكانت جنرال موتورز أول مُصنّع في الولايات المتحدة يعلن عن استخدامه لهذه التكنولوجيا، حيث كشف مارك روس رئيس منتجات الشركة، في يناير 2016 أنهم وقعوا عقدا مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لمدة عامين لتزويدها بسيارات تعمل بخلايا الوقود. ويرى المسؤولون في شركة تويوتا اليابانية عكس ما يذهب إليه ماسك، ويبدو أن سيطرتها على معظم مبيعات سيارات خلايا الوقود في العالم خلال العامين الماضيين خير دليل على نجاح تجربتها. ويتمسك العملاق الياباني بفكرته، ويقول إنه مازال يرى أن هذا المفهوم سيكون له دور أكبر في المستقبل بفضل نطاقه الأوسع واحتمالية تزويده بالوقود أسرع من السيارات الكهربائية. وتزداد أهمية التقنية بالنسبة للشركات اليابانية بشكل خاص لأن البلاد محرومة من الموارد الطبيعية، وسط مخاوف دول العالم من نفاد الوقود الأحفوري، كما أن استعمال خلايا الوقود في تسيير السيارات يعدّ أمرا حاسما للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. وتأتي استعدادات الشركات الألمانية لدخول عالم صناعة السيارات الهيدروجينية، فيما تعكف شركات أخرى وفي مقدمتها شركة هيونداي الكورية الجنوبية على إصدار نسخ جديدة من هذا النوع، بعدما أنتجت بالفعل نماذج فريدة تعمل بهذه التكنولوجيا. ويبدو أن الشركات التي دخلت في عمليات إنتاج قياسي لسيارات هيدروجينية غزت طرقات العالم، قد تجاوزت بالفعل مسألة البنية التحتية بعد أن وظفت كل إمكانياتها بهدف الاستفادة من الابتكارات لخفض التكاليف.

مشاركة :