أكد دوشكو ستويانوفيتش سفير البوسنة والهرسك لدي مصر اهتمام حكومة بلاده بتعزيز التعاون مع مصر في كافة المجالات مع التركيز على مجالي التعاون الاقتصادي والتجاري، مشيرا إلي أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ في المتوسط 30 مليون يورو خلال السنوات الثلاثة الماضية ، وأنه هناك إمكانيات كبيرة لزيادة التجارة ، خاصة في المنتجات التي تحتاجها كل من مصر والبوسنة.وأضاف - في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم / الاثنين/ - أن البوسنة والهرسك تصدر لمصر الأخشاب والورق والصناعات الدفاعية ، بينما تستورد منها الخضروات والفاكهة ، خاصة الحمضيات وجلود الماشية الخام ، وهناك إمكانية لتصدير اللحوم البوسنية إلى مصر في ظل وجود شهادة الحلال، مشيرا إلي أن عدم حصول بلاده بعد على عضوية الاتحاد الأوروبي يزيد من إمكانيات و فرص التعاون المشترك مع مصر .كما أن البوسنة دولة موقعة علي اتفاقية أوروبا الوسطي التجارية، حيث لا توجد رسوم جمركية ، وهذا يساعد على إقامة مشروعات مشتركة لإنتاج منتجات لتصديرها لأسواق ثالثة.وأفاد ستويانوفيتش بأن المسئولين في وكالة ترويج الاستثمار في البوسنة وقعوا العام الماضي مع هيئة الاستثمار في مصر علي مذكرة تفاهم تهدف لدعم زيادة الاستثمارات في كلا البلدين، فضلا عن عقد لقاءات مع عدد من رجال الأعمال المصريين لجذب الاستثمارات إلى البوسنة، لافتا إلى أن الاستثمارات المصرية في البوسنة تتركز حتى الآن في مصانع صغيرة لتصنيع الأخشاب وفي مجال العقارات... وهناك إمكانيات لإقامة مصانع صغيرة مشتركة لتصنيع اللحوم والفاكهة التي يمكن تصديرها لدول ثالثة .وحول الزيارات المتوقعة ، قال إنه يتم حاليا الإعداد لزيارة محتملة لوزير خارجية البوسنة والهرسك في أواخر هذا العام.وأضاف أن وزير التجارة الأجنبية والعلاقات الاقتصادية البوسني زار مصر عام 2016 بمرافقة رئيس اتحاد الغرف التجارية الخارجية للبوسنة والهرسك ، بجانب عشرة من رجال الأعمال البوسنيين، وعقدوا لقاءات مع نظرائهم المصريين .. وقد تم التوقيع على عدد من العقود ، خاصة في مجالات المواد الغذائية وإنتاج وتصنيع الورق و الصناعات الدفاعية، فضلا عن زيارات أخرى قام بها كل من أعضاء من البرلمان البوسني وكبير أئمة المسلمين في البوسنة والهرسك لمصر .كما أن هناك تبادلا ثقافيا ، حيث زارت فرق رقص مصرية البوسنة ، فضلا عن مشاركة مجموعة من المغنين البوسنيين في الاحتفالات الروحانية في مصر .وردا على سؤال حول مناخ الاستثمار في مصر ، قال ستويانوفيتش إن مناخ الاستثمار في مصر جيد ، حيث تتدفق الاستثمارات القادمة من دول مثل الصين وروسيا وألمانيا والولايات المتحدة ، وأري بوجود إمكانيات كبيرة للاستثمار لمصر في مجال الطاقة المتجددة ، مشيرا إلي أنه هناك إمكانيات كبيرة للاستثمار المحلي للشباب الذين يريدون فتح مشروعات خاصة بهم، مما يتطلب تسهيل هذه الفرص لهم .وأشاد بمشروع العاصمة الإدارية الجديدة ، وقال " إنه يتم حاليا دراسة إمكانية نقل سفارة البوسنة إلي هناك ، خاصة وأن وزارة الخارجية بجانب الوزارات الأخرى سوف تنتقل قريبا إلى هناك "، معربا عن تقديره لدور مصر التي ساعدت بلادنا بعد النزاع الذي وقع في التسعينيات حيث أرسلت بعثة من قوات حفظ السلام وقدمت مساعدات عديدة .وأعرب عن أمله في إمكانية عقد اجتماع للجنة العليا المشتركة التي أنشئت في عام 2009 ، ولكن توقفت بعد عام 2011 بسبب الظروف الداخلية في مصر ، ومن المتوقع أن يتم تفعيل أعمال هذه اللجنة المشتركة في المستقبل القريب . وردا على سؤال حول السياحة الوافدة من البوسنة والهرسك ، قال هناك أعداد من السائحين البوسنيين يأتون من بلجراد أو سراييفو إلى الغردقة وشرم الشيخ وبعضهم إلي القاهرة والأقصر وأسوان ، موضحا أنه لا يوجد إحصاءات عن أعدادهم ولكنه في حدود عدة آلاف لأن أغلبهم يستخدمون وكالات السفر من كرواتيا وصريبا والبوسنة والهرسك .وحول ملف الإرهاب، أكد ستويانوفيتش أن الإرهاب يعد مشكلة كبيرة تحتاج لوقت طويل للقضاء عليها ، ومصر ليست وحدها التي تعاني من الهجمات الإرهابية ، فهناك دول أخرى تواجه نفس التحديات ، وأن هناك تعاونا بين السلطات المصرية والبوسنية في هذا المجال، بما في ذلك تبادل المعلومات ، مضيفا أن بلاده تعاني من هذا التحدي ، حيث وقع هجومان إرهابيان قبل ذلك وهناك مشكلة بسبب عودة بعض "المجاهدين" من سوريا - حسب تعبير السفير -.وعن سعي بلاده الانضمام إلي الاتحاد الأوروبي، أوضح أن بلاده كانت قد تقدمت بطلب الحصول علي العضوية، وقد قامت بالرد على الاستبيان الذي يحتوي علي 3 آلاف سؤال ، وهي المرحلة الأولى، وأن البوسنة تنتظر الآن الحصول على وضع مرشح العضوية ، وهذا يعني البدء في المفاوضات وتنفيذ الالتزامات التي يطالب بها الاتحاد، مشيرا إلي أن بلغاريا التي تترأس حاليا الاتحاد الأوروبي ، ومهتمة بتحديد على الأقل الإطار الزمني ( عام 2025 ) حول إمكانية دخول دول البلقان إلى الاتحاد الأوروبي .وأكد سفير البوسنة والهرسك أن بلاده تعد حاليا دولة مستقرة سياسيا واقتصاديا ، وأنه من المتوقع أن تحقق نموا اقتصاديا ما بين 3 إلي 4 في المائة هذا العام .