الزحف الكبير للنمل ساحباً معه كائنات صغيرة حيث يظهر فجأة وبسرعة في كل مكان، على ساقيك أو ذراعيك أو على شعرك وحتى في أذنيك.. إنه (نمل ميونيخ) الذي يعرف عنه أنه يجعل الأطفال وآباءهم يهربون بعيدا عن ساحات اللعب. ويعتقد العلماء أن أنواع النمل، التي يطلق عليها "فورميكا فوسكوسينيريا"، وموطنها الأصلي جبال الألب وسفوحها، لا تزال تتزايد وتنتشر، ولديها القدرة على الانتشار في جميع أنحاء وسط وشمال أوروبا. كما يعتقدون أن هذا النمل جاء مع الحصى - حصى جبال الألب - المستخدم في بناء حرم الجامعة، ومن هناك انتشر الآن ليصل إلى مركز المدينة بأكمله". وتجرب سلطات البلدية في ميونيخ أساليب مختلفة للسيطرة على تلك الحشرات المزعجة التي تنشط عندما يكون الطقس دافئا. لكن يمكن أن يلعب النمل أيضا دورا إيجابيا في النظم البيئية. فهو يساعد على الحفاظ على الغابات، من خلال تسريع عملية تحلل الأشجار الميتة. كما أنه يكافح بعض الآفات الحشرية ويعد عاملا مفيدا للمزارعين. وقد جربت ميونيخ لعدة سنوات طرقاً غير كيماوية للسيطرة على النمل في أكثر من 70 مركزا للرعاية النهارية للأطفال و60 ساحة لعب. وقالت هينجيرل إن مستحضرا يتكون من الطحالب المتحجرة لم يساعد إلا على انخفاض في أعداده على المدى القصير، كما لم ينجح مركب عطري في السيطرة عليه إلا لبضع ساعات. وأخيرا، تحول مكافحو النمل إلى مساحيق كيماوية طاردة لهذه الحشرات، وهو الأمر الذي أدى إلى تطهير ما يقرب من 80 في المائة من المناطق المستهدفة، لكن النمل عاد بعد ثلاث سنوات.
مشاركة :