بتوجيهات من بيب جوارديولا أصبح فريق مانشيستر سيتي قوة مهيمنة محليا وحسم بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز رسميا بعد تلقي مانشيستر يونايتد هزيمة مفاجئة أمام وست بروميتش وهو الأمر الذي قاد موقع spielverlagerung.com لتوضيح أفكار المدير الفني الإسباني مع الفريق الإنجليزي. قائمة الفريق والتشكيل: التوافق بين جوارديولا ومانشيستر سيتي كان مثاليا فالمدير الفني الإسباني يبحث عن الاستحواذ والسيطرة والفريق الإنجليزي تحت قيادة مجموعة أبوظبي المتحدة يمكنه توفير كافة الإمكانات المادية له. الأمر بدى وكأن النادي أعطى جوارديولا بطاقة للتسوق في سوق الانتقالات، فقط الرومانسيون من يعتقدون بأن أهداف جوارديولا وسيتي قابلة للتحقيق بدون الجودة ولكن المدير الفني الإسباني أظهر ذلك من قبل في بايرن ميونيخ فمع نقص الجودة قليلا إلا أنه أظهر قوة جديدة ومختلفة في كرة القدم. في الأشهر الـ18 الماضية صرف مانشيستر سيتي حوالي 463 مليون يورو من أجل جلب بعض الصفقات فيما باع بعض لاعبيه بقيمة 130 مليون يورو تقريبا، وبدلا من استثمار تلك النقود في صفقتين مثلما حدث في باريس سان جيرمان على سبيل المثال صرفها الفريق في جلب بعض اللاعبين تخطت قيمة كل منهم الـ50 مليون وهم بينيامين ميندي وجون ستونز وبرناردو سيلفا وكايل ووكر وخاصة إضافة ميندي ووكر كانت من أجل أن يضع بيب تشكيلته الأساسية على أعلى مستوى متاح يبحث عنه. ومازال الفريق يفتقر إلى بعض العمق (البدلاء) في بعض المراكز خاصة وسط الملعب والهجوم فمثلا لا يوجد بديل للاعب فرناندينيو بينما كانت عودة إيكاي جوندوجان من الإصابة الحل المثالي لوسط الملعب المساند. طريقة اللعب: بدأ جوارديولا الموسم وتحديدا في مبارياته الثلاث الاولى بطريقة لعب 3-1-4-2 بعدها عاد إلى شكل الـ4-3-3 المفضل له مع استخدامه لفكرة الظهير الوهمي على الجانب الأيسر بعد إصابة ميندي والدفع بفابيان ديلف لاعب الوسط في هذا المركز. العنصر الرئيسي الثاني في نظام جوارديولا هو فرناندينيو في المركز 6 والذي يعتبره ليبرو وسط الملعب فهو ليس دوره التقدم والهجوم بقدر ماهو مطالب بحماية كل من هم أمامه والتغطية خلف الظهير المتقدم وكذلك حماية قلبي الدفاع. كما ظهرت بعض الأفكار في بعض المباريات مثل استخدام رحيم ستيرلينج كمهاجم وهمي في مواجهة مانشيستر يونايتد وانتقال جابريل خيسوس للجانب الأيسر. وبشكل عام فإن 4-3-3 تلك يمكنها التحول لكافة الأشكال الهجومية والدفاعية التي يفضلها بيب نفسه ففي مواجهة تشيلسي مثلا كانت تتحول إلى 3-2-4-1 حيث تم تثبيت ووكر كقلب دفاع ثالث وتحول ديلف للاعب وسط عند امتلاك الكرة. التخطيط للمباراة: يعد مانشيستر سيتي بطيئا في بداياته بشكل دائم فكثيرا ما تأخر هدف التقدم للأشواط الثانية بل والدقائق الأخيرة من المباريات وهو ما يؤكد أن الفريق وقتها يرفع من حدة اللعب بشكل عمودي والزيادة العددية الهجومية في ذلك التوقيت. كما أشارت بعض الإحصائيات في نوفمبر الماضي إلى أن الفريق يمرر بمتوسط أكثر من 5 مرات متكررة لتمريرات متتالية تتخطى الـ20 تمريرة خلال المباراة (وهو المعدل الأكبر لأي فريق منذ بداية أوبتا في تسجيل الإحصائيات) بل وكانت نسبة 55% من إجمالي استحواذ الفريق في الثلث الهجومي لهم وهو ما يؤكد أن فكرة الاستحواذ على الكرة لجوارديولا ليست فقط من أجل حمايتها دون تهديد لمرمى المنافس. ومع ذلك دائما ما تجد جوارديولا يغير من خطة المباراة(التكتيك وأسلوب اللعب) وفقا للخصم ومايراه مناسبا لمواجهته وهو ما حدث في مواجهات فرق كبيرة تمتكل مدربين كبار مثل مانشيستر يونايتد وتوتنام وشاختار، حيث قام بالضغط على الخصم منذ ركلة البداية وتوفير كثافة دائما في الثلث الأخير. بناء اللعب والانتقال للمرحلتين الثانية والثالثة في الهجوم: معروف عن فرق جوارديولا انتهاج عملية البناء من الخلف والتدرج بالكرة حتى الوصول للثلث الأخير من الملعب، نعم بيب غرس أفكاره في اللاعبين منذ الموسم الماضي ولكن تحسن الفريق بشكل ملحوظ في فهم تلك المبادئي والأفكار في الموسم الحالي. كما أوضحنا أنه بدأ الموسم بالـ3-1-4-2 بثلاثي خلفي يتحرك أمامهم فرناندينيو بينما يتقدم الجناحين ووكر وميندي أقصى أطراف الملعب هجوميا ليكونا على خط عرضي واحد مع الثنائي كيفين دي بروين وديفيد سيلفا خلف ثنائي الهجوم جابريل خيسوس وسيرجو أجويرو، وبالفعل عند استخدام ذلك الأسلوب لم يهزم الفريق ولكن على الجانب الآخر لم يكن الاستحواذ بالشكل الجيد الذي يبحث عنه بيب فهناك بعض المشكلات مثل تواجد عدد كبير من اللاعبين خلف الكرة عند امتلاكها(ثلاثي الدفاع+فرناندينيو)، بل كان الأمر الأكثر سوءا هو أهمية مركز فرناندينيو كونه الوحيد المسئول عن عملية الربط والتدرج بالكرة فهو الذي يتسلم من لاعبي الدفاع ليمرر لأحد الرباعي أمامه ولكن فرناندينيو لم يكن العنصر المثالي لتقديم ذلك الدور بل كان قريبا للغاية من لاعبي الدفاع وأغلب تمريراته كانت لهم. كما كان من السهل لأي خصم بدفاع متكتل compact أن ينهي خطورة الخطين الأماميين للسيتي فرباعي خلف ثنائي في مواجهة رباعي وخلفه رباعي يغلق عليهم كافة المساحات والفرص. بل ووصل الأمر في بعض الأحيان أن اندمج الخطين الهجوميين للفريق فبدلا من رباعي خلف ثنائي هجومي كان يتواجد خط هجومي واحد مكون من 6 لاعبين وهو ما قلل من فرص وخيارات التمرير الأمامي للاعبي الدفاع وفرناندينيو. هنا بات قلب الدفاع مطالبا بالتقدم بالكرة من أجل تقليل المسافة مع الخط الأمامي وبالتالي تقليل طول تمريرته لهم ومع تقدمه ذلك تقل قراراته بالمخاطرة في التمرير حيث أن الخصم لو استخلص الكرة سيشكل المرتدة في المساحات خلفه فأصبح التنظيم الهجومي به مشاكل، حتى بدأ تحرر دي بروين وسيلفا ونزولهم للخلف للمشاركة في تلك العملية في المباريات التالية مع تقليص المسافات الطولية بين أول وآخر خطوط الفريق فتحسن الأداء نسبيا ولكن ظلت المعاناة في أول مشكلتين كما هي ليتحول بيب بعدها إلى 4-3-3 أو ما يسمى 4-1-4-1 أيا كان مايطبقه فهما متقاربتان لحد كبير. الأدوار والمواقف الموضعية للفريق: التركيز هنا على رباعي الدفاع والذي اختلفت أدواره وتمركزه باختلاف المنافسين، ففي بعض المباريات كان الرباعي الدفاعي متقدما ويفتح الملعب باتساع عرضي وفي أخرى يتم استغلال الظهيرين كأجنحة وفي ثالثة يتثدم ظهير ويتحول الآخر لظهير وهمي وأخرى يثبت الظهير كقلب دفاع والثاني وهمي وهكذا. أما ثنائي قلب الدفاع فكان ستونز الأكثر تمريرا ضاربا للخطوط وكان يتقدم بجوار فرناندينيو مع بقاء أوتاميندي للتغطية وعمل العمق الدفاعي خلفه ومع إصابة ستونز تسلم أوتا الراية منه وبات كومباني مسئولا عن العمق الدفاعي. ثم يتواجد فرناندينيو في مركز 6 بينما سيلفا ودي بروين في أنصاف المساحات على اليمين واليسار بأدوار مركبة مع الجناحين من أجل خلق الثغرات. في نظام اللعب الموضعي بيب اختلف عن العديد من المدربين الذين يطبقونه حيث أعطى حرية كبيرة للثنائي في مركز 8 سيلفا ودي بروين بالتحرك واستغلال المساحات خاصة في المرحلتين الثانية والثالثة من عملية الاستحواذ وهذا يعود لإيمانه بقدراتهما على التحرك وإزعاج الخصوم، وكذلك لأن فريقه لا يعتمد على دخول الأجنحة للعمق فيحتاج في تلك المساحات لعمل كبير من الثنائي بحرية تامة تساعد على تنوع هجومي أكبر وعدم الاعتماد على الأطراف فقط. وفيما يتعلق بتوسيع الملعب عن طريق الجناحين الملاصقين لخطي الجنب تماما فهو الأمر الذي يوفر الفرص للثنائي سيلفا ودي بروين التحرك بين الخطوط خاصة في ظل تمركزهم الدائم في أنصاف المساحات مع ترك العمق للمهاجم ليتحرك للخلف ويتسلم الكرة ويمررها بلمسة واحدة لأحدهما ثم يعدل من وضعية جسمه أولا ليكن مستعدا لاستقبال التمريرة البينية في عمق الدفاع خلف المدافع الذي تقدم خلفه أو استلام العرضية من الجناح في ظل اندفاعه من الخلف للأمام. وبالطبع هناك أيضا عملية تبادل للمراكز خلال تلك التحركات التموضعية فمثلا أحيانا ترى دي بروين يخرج للجناح الأيمن ويتحرك مكانه ستيرلينج بالعمق وهو تبادل عرضي للمراكز، وأخرى يتم التبادل الرأسي بين الظهير والجناح الأيمن يتقدم ووكر ويتوغل الجناح للعمق على سبيل المثال، ولكن الشرط في كل تلك التحركات أن يبقى القالب والهيكل الموضعي للفريق دون خلل فتحرك لاعب يتبعه تحركات لآخرين لملء الفراغات المطلوبة من كل منهم. التقدم على أرض الملعب: بعد توضيح التنظيم في التمركز للاعبي الفريق علينا توضيح كيفية العمل من أجل التقدم والتدرج بالكرة من الخلف إلى الأمام والتي يساعد فيها ذلك التنظيم، وأكثر ما يعتمد عليه الفريق في هذا الأمر هو التمرير القطري والذي يجبر الخصم على تغيير مراكزلاعبيه وعمل الترحيل مما يحدث خللا أفقيا ورأسيا في خطوطه ولا تطلب أية تمريرات أخرى ذلك الترحيل لذا فإن التمرير القطري هو السلاح الأهم للسيتي. معظم فرق الدوري الإنجليزي تفضل التراجع وغلق زوايا التمرير على من خلفهم عن تطبيق الضغط من الأمام على حامل الكرة وهو الأمر الذي ساعد فريق جوارديولا كثيرا في خلق تفوقه حيث يتقدم قلب الدفاع حامل الكرة ثم يرسل تمريرته في أحد الممرات بعد تحرك ذكي من دي بروين أو سيلفا بشكل عرضي بين الخطوط (مثلما حدث في هدف دي بروين في تشيلسي على سبيل المثال). بالفعل أفضل مايميز السيتي هذا الموسم هو تحركات ذلك الثنائي بكل ذكاء وسرعة لخلق زوايا ومن ثم خيارات تمرير لزملائهم بين الخطوط ومن ثم التمرير خلف الدفاع وكان للثنائي 22 تمريرة أسيست(حتى توقيت نشر التقرير منذ فبراير الماضي). والسبب الرئيسي في ظهورهما ونجاحهما هو استخدام التحركات الذكية في الجانب الأعمى للخصم. فمثلا ترى سيلفا يستخدم الجانب الأعمى للتحرك في مناطق ضيقة بجوار الأطراف مباشرة من أجل العمل والربط مع الجناح لروي ساني فيما يبق دي بروين في العمق بالقرب من منطقة الجزاء يستغل ذكائه في الاختباء خلف لاعبي الوسط. وهنا مثال على التمرير القطري فبعد تجميع اللعب واعتماد أغلب فرق الدوري الإنجليزي على غلق زوايا التمرير كما أوضحنا فإنهم يغلقون ويضيقون المساحات بالجانب الذي تتواجد به الكرة لذا فهنالك حل دائم بالتمرير القطري على الجانب الآخر. وبما أن الفرق كان تعتمد على غلق وتضييق المساحات أكثر فكان على أحد قلبي دفاع السيتي التقدم أكثر لضرب تلك التكتلات وإجبار أحد لاعبيهم على مواجهته(مبدأ السياقة الذي يعتمده بيب عليك التقدم وعدم التمرير حتى يتقدم أحدهم للضغط عليك وقتها يصبح زميل لك حرا)، باستثناء بعض المواجهات مثل نابولي ساري الذي طبق ضغطا عاليا ومانشيستر يونايتد مع مورينيو الذي وجه اللعب دائما إلى كومباني الأقل كفاءة في التمرير من نظيره أوتاميندي. الفكرة باختصار هي تدريب قلب الدفاع على اختياره توقيت التحرك للأمام لتوفير حل للتمرير، لو كان ثنائي الدفاع على نفس الخط العرضي يطبق مهاجم الخصم الضغط على حامل الكرة من الجانب الذي يمنع التمرير لقلب الدفاع الآخر فيما يسمى (cover shadow تغطية الظل) فلو تقدم قلب الدفاع في هذا التوقيت لأفسد خطة ذلك المهاجم ونجح فريقه في الخروج بالكرة، وهذا بالفعل ما تدرب عليه أوتاميندي. إيدرسون سكولز دي مورايش: بالطبع هو ليس اسمه الحقيقي فهو اسمه إيدرسون سانتانا دي مورايش ولكن ما يدعلنا نطلق عليه ذلك الإسم هو ما يقدمه الحارس صاحب الـ24 عاما مع الفريق في الموسم الحالي ليس فقط على مستوى التغطية خلف الدفاع والتصديات الرائعة التي تفوق بها على كلاوديو برافو وإنما أيضا بفضل تمريراته بعيدة المدى التي لم يكن يجيدها برافو ولا أغلب حراس المرمى في العالم فالحارس التشيلي كان مميزا في التمرير بكلتا قدميه ولكن أغلب تمريراته متوسطة وقصيرة بينما إيدرسون هو بول سكولز حراس المرمى حيث يمتاز بالرؤية وطريقة الأداء والقوة لإرسال تمريرات خطير بدقة مذهلة بالقرب من منطقة جزاء الخصم، خاصة عند مواجهة خصم يفرض ضغط عالي شرس على فريق السيتي من الثلث الأول له. إنهاء الهجمات: في بايرن ميونخ كان جوارديولا يترك الثنائي فرانك ريبيري وآرين روبن يفعلون طريقتهم في الهجوم كأجنحة عكسية بالدخول للعمق والتصويب، بينما حاليا مع السيتي يعتمد على الجناحين بشكلهما الطبيعي ستيرلينج على الجانب الأيمن وساني على الأيسر ويستغل سرعاتهما في الوصول لمناطق الخطورة ثم إرسال الكرات العرضية للخلف وليست بشكلها الطبيعي وأحيانا على الأرض على القائم البعيد خاصة في ظل عدم امتلاكه لمهاجمين يجيدون ألعاب الهواء فهو أمر مثالي بالنسبة لهم إرسال الكرات المنخفضة. وكان هنالك شكلين أو فكرتين يتم تطبيقهما قبل إرسال تلك العرضيات المنخفضة وأولها الاعتماد على التمرير القطري للجناح أقصى طرف الملعب وخاصة ساني المميز في المراوغات والسرعة ليستغل تواجده في مواقف 1ضد1، والثانية كانت تحركات الظهير في أنصاف المساحات وخاصة على الجانب الأيمن مع خروج دي بروين للطرف ينطلق ووكر في الممرات في أنصاف المساحات لاستلام الكرة خلف الدفاع ثم إرسال العرضية المنخفضة، ولو تأخر في تحركه أو لم يتقدم من الأساس نر دي بروين هو من يرسل الكرة العرضية داخل المنطقة. التحولات الدفاعية والهجومية: إن لحظات التحول وردود الفعل السريعة من لاعبي مانشيستر سيتي كفريق هي واحدة من أهم ما يتميز به جوارديولا نفسه في فلسفته، لقد أحرز الفريق العديد من الأهداف عن طريق المرتدات ولكن أسلوبهم في الدفاع ضد المرتدات ومطاردة الكرة عند فقدانها هو أبرز ما ميزهم. في بداية الموسم لم يكن الضغط العكسي لهم بشكل جيد بسبب تداخل اتخاذ القرار لدى اللاعبين وعدم تقارب الخطوط وبالتالي احتياج اللاعبين لتغطية مساحات أكبر لتطبيق ذلك الضغط، لكن ومع مرور المباريات بدأ الفريق يتحسن على صعيد هذا الضغط العكسي الشرس بفضل أمرين أولهما كان القدرة على السيطرة على الكرة وإجبار الخصم على التراجع إلى منتصف ملعبه بل والوصول بهم إلى الثلث الأخير من الملعب وبالتالي تضييق المساحات عليهم وتقارب الخطوط، أما الأمر الثاني فكان استغلال فكرة الظهير الوهمي مما أعطى غطاء أفضل في وسط الملعب بتواجد فابيان ديلف إلى جوار فرناندينيو مع تحرر هجومي أكبر للثنائي سيلفا ودي بروين. ومن خلال الهجوم يتضح أهمية التنظيم الدفاعي للفريق أيضا حيث أن جوارديولا يهتم كثيرا بتواجد لاعب كليبرو متأخر يوفر التغطية والأمان إذا كان الخصم يهاجم بلاعب وحيد يراقبه قلب الدفاع الآخر، وإذا كان يهاجم بثنائي فإنه يوفر ثلاثي دفاعي "عند امتلاكه الكرة"، مع تحرك الظهير البعيد عن جبهة الهجوم إلى العمق فإذا كان الفريق يهاجم من الجبهة اليسرى يدخل ووكر للعمق كارتكاز والعكس من الجهة الأخرى. أما عن التحولات الهجومية "الهجوم المرتد" فإنه أصبح من أكثر ما يميز الفريق رغم أن جوارديولا في وقت سابق كان يهمه أكثر كيفية استغلال مرحلة التحول تلك في إعادة تنظيم فريقه بتناقل الكرات حتى يصبح كل لاعب في موضعه، الآن وفي ظل امتلاكك لاعبين أصحاب سرعات مثل ستيرلينج وساني فمن الغباء عدم استغلال ذلك في التحول الهجومي السريع. كما ظهرت فكرة الظهير الوهمي هجوميا وأهميتها في تسهيل عملية بناء اللعب فبدلا من الاعتماد على فرناندينيو فقط في العمق أصبح أمام الحارس إيديرسون خيارين بدخول ديلف كذلك. وكذلك لتسهيل عملية الاحتفاظ بالكرة عند إغلاق المنافس كافة الحلول أمام حامل الكرة في منتصف ملعبهم سواء أمامه أو العودة للخلف في الدفاع أو حتى الاستناد على فرناندينيو الذي يوضع تحت الضغط، هنا يتحرك الظهير البعيد عن مكان الكرة للعمق من أجل تسهيل عملية تغيير وجهة اللعب. حينما وصل جوارديولا إلى إنجلترا في 2016 انتشرت حوله الشكوك وطالبه الكثيرون بضرورة التكيف مع الدوري الإنجليزي والتنازل عن أفكاره وأسلوبه من أجل تحقيق اللقب ولكنه لم يهتم لذلك وظل يعمل وانتدب العديد من اللاعبين وفي النهاية نجح في تطبيق أسلوبه من اجل إحكام السيطرة على البطولة، فهو ليس بطلا على سبيل الصدفة ولم يكن فريقا غيره يستحق اللقب بعكس بعض المواسم السابقة حيث أن فريق مانشيستر سيتي الأفضل على كافة الأصعدة فكان الأكثر استحواذا وتمريرا وتسجيلا للأهداف والأقل استقبالا لها، والأكثر تصويبا والأكثر لمسا للكرة في منطقة جزاء الخصم والأقل استقبالا للتسديدات والأكثر خلقا للفرص والأقل استقبالا لها. *هذا التقرير تم نشره في شهر فبراير الماضي*
مشاركة :