أقدم مستوطنون، اليوم الإثنين، على رفع أعلام دولة الاحتلال على جدران الحرم الإبراهيمي، وسط مدينة الخليل، بحجة الاحتفال بما يسمى بعيد الاستقلال وذلك تحت حماية من قوات الاحتلال. وبحسب نشطاء ضد الاستيطان في المدينة الواقعة جنوب الضفة الغربية المحتلة، فإن هذه الممارسات تأتي ضمن محاولات المستوطنين والاحتلال السيطرة على الحرم الإبراهيمي وصبغه بصبغة يهودية، مطالبين أحرار العالم ومؤسسات المجتمع الدولي الحقوقية والإنسانية برفع يد الاحتلال عن الحرم باعتباره مسجدا إسلاميا خالصا لا حق لليهود فيه. وندد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، بممارسات المستوطنين هذا والتي يوفرها لها الحماية جيش الاحتلال، مؤكداً أن تصاعد اعتداءات الاحتلال الإرهابية ومستوطنيه بحق المقدسات ينذر بعواقب وخيمة، وشدد ادعيس على أن الحرم الإبراهيمي هو مسجد خالص للمسلمين، وأن الشعب الفلسطيني سيتصدى لكل محاولات الاحتلال التي ترمي إلى فرض أمر واقع على المقدسات الإسلامية. كان عشرات المستوطنين نظموا، الليلة الماضية، مسيرة استفزازية وسط حماية قوات الاحتلال، تخللها هتافات وشعارات عنصرية، تدعو إلى طرد وقتل العرب، في الوقت الذي أغلق فيه الاحتلال العديد من شوارع مدينة القدس المحتل, وخصوصاً تلك المؤدية للبلدة القديمة لإفساح المجال أمام المستوطنين لممارسة طقوسهم، في هذه المنطقة القريبة جداً من الأقصى. وفي السياق ذاته، حطمت مستوطنتان، الليلة الماضية، قبران، في مقبرة “باب الرحمة” الإسلامية التاريخية الملاصقة لجدار المسجد الأقصى الشرقي، والتي يواصل الاحتلال استهدافها بعد أن اقتطع منها جزءا مهما وواسعا بمحاذاة سور الأقصى؛ لإقامة ما أسماه الاحتلال “حدائق وطنية”، وهي عبارة عن مشاريع تخدم الرواية التلمودية للقدس ومحيط المسجد الأقصى، ومنع دفن موتى المقدسيين في هذه المنطقة. على صعيد آخر، اعتقلت قوات الاحتلال، صباح اليوم الإثنين، الناشطة المقدسية وفاء أبو جمعة، وثلاثة فتية آخرين وذلك بعد اقتحامها لبلدة الطور في القدس المحتلة. كما اقتحمت قرية العيسوية وداهمت عدد من منازلها وفتشتها، وقال محمد أبو الحمص عضو لجنة المتابعة في قرية العيسوية أن قوات ومخابرات الاحتلال اقتحمت أحياء القرية وسلمت شابين فيها استدعاءً للتحقيق في مراكز الاحتلال.