أعلنت اللجنة العليا المنظمة "للمؤتمر العالمي للأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة " المقرر أن تستضيفه العاصمة الإماراتية (أبوظبي ) في الثامن من مايو المقبل ، عن إطلاق المجلس العالمي للأقليات المسلمة، كمنظمة دولية ، وكيان عالمي يجمع الأقليات المسلمة، ويعزز دور الأقليات المسلمة ، ويرتقي بممارساتها التطبيقية في مجتمعاتها، إلى جانب المحافل الدولية و يتخذ من (أبوظبي ) مقرا عاما له ، حيث يمثل نصف مليار مسلم ينتمون لأكثر من مائة وأربعين دولة.وصرح الدكتور علي راشد النعيمي ، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في (أبوظبي ) اليوم /الاثنين / ، بحضور الدكتور محمد البشاري أمين نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر ، بأن إطلاق المجلس يأتى انطلاقا من الرسالة الحضارية لدولة الإمارات العربية المتحدة الهادفة إلى نشر ثقافة السلم لتحقيق الأمن المجتمعي، وترسيخ قيم العيش المشترك والاحترام المتبادل بين شعوب العالم، وتعزيز التسامح والحوار بين أتباع الأديان ، واستنادا إلى مطالب الكثير من قيادات ومؤسسات الأقليات المسلمة.وأضاف أن "المجلس العالمي للأقليات المسلمة " يعد مؤسسة دولية تهدف إلى تنسيق جهود مؤسسات الأقليات المسلمة ، والارتقاء بدورها الوظيفي من خلال تشجيع أفراد الأقليات المسلمة على المساهمة في نهضة دولهم المدنية والاقتصادية، وتصحيح الصورة النمطية عن الإسلام والأقليات المسلمة، وجسر "الهوة الفكرية " والثقافية بين مكونات المجتمع الإنساني.وأكد النعيمي أن هذا المجلس لا يهدف أن يكون بديلا ًعن المؤسسات المحلية العاملة في مجتمعات الأقليات المسلمة أو المؤسسات الحكومية، بل سيركز نشاطه على مساعدة هذه المؤسسات لوضع آليات تفعل دور الأفراد في خدمة أوطانهم، من خلال منصة تساعدهم على تبادل التجارب والعمل المشترك، لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة في مجتمعاتهم ، والحرص على التعاون مع حكومات بلدان الأقليات المسلمة لتحقيق ذلك.وأشار إلى أن الجمعية التأسيسية للمجلس ستنعقد خلال فعاليات "المؤتمر العالمي للأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة" والمقرر عقده في الثامن من مايو المقبل، خاصة وأن المؤتمر سيشهد مشاركة أكثر من خمسمائة مشارك ينتمون إلى أكثر من مائة وأربعين دولة.وأوضح أن أكثر من نصف مليار مسلم - أي حوالي ثلث تعداد الأمة الإسلامية – يعيشون حالة "أقلية دينية " و"بشرية " في بلدان متعددة الثقافات والأديان والأعراق، وأنه مع ازدياد التحديات التي تواجه هذه الأقليات، برزت الحاجة المتزايدة لنشر ثقافة الاعتزاز بالانتماء الوطني ، والتفاعل مع باقي المكونات المجتمعية، فضلا عن التحديات الفكرية التي تواجه تلك الأقليات من تغلغل لتيارات الغلو و التطرف ، مما يتطلب من الجميع تعزيز الجهود الهادفة إلى دمج تلك الأقليات في مجتمعاتها و تحصينها فكريا و روحيا و حمايتها من التمييز العنصري او التطهير العرقي.ونوّه الدكتور علي النعيمي إلى الحاجة التي دعت إلى إطلاق مبادرة عالمية رائدة تساعد على تعزيز مفهوم المواطنة ونشر قيمها لدى أبناء الأقليات المسلمة، كمكوّن أساسي فاعل في تنمية بلدانها، من خلال العمل على تصحيح الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين تضمن للمنتمين لهذه الأقليات حقوقهم الطبيعية في ممارستهم لشعائرهم وفق المضامين الأممية لحقوق الأقليات الدينية والعرقية مما يضمن حق المجتمعات في التعددية الثقافية والدينية.من جهته أشار الدكتور محمد البشاري ، نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر العالمي "للأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة " إلى أن "المجلس العالمي للأقليات المسلمة" سيضطلع بمجموعة من المهام التي تعزز من ممارسات الأقليات المسلمة في الدول المختلفة وزيادة فعالية أدائها تجاه ابنائها ومجتمعاتها، وذلك من خلال إطلاق عدد من المبادرات ذات العلاقة بأهداف المجلس الذي تم الإعلان عن إطلاقه، ومنها: الميثاق العالمي للأقليات المسلمة للحقوق والحريات، والخطة الاستراتيجية للنهوض بالدور الحضاري للأقليات الإسلامية.وكشف الدكتور البشاري عن أن رؤية المجلس هي تفعيل الدور الحضاري للأقليات المسلمة لتعزيز قيم المواطنة والتعددية الثقافية، من خلال إبراز رسالته المتمثلة في تعزيز الشراكة من أجل سلامة الأوطان وأمنها، كما يهدف المجلس - وفق البشاري - إلى تعزيز التنسيق بين المؤسسات الناشطة في مجتمعات الأقليات المسلمة وتبادل الخبرات فيما بينها والتنسيق مع المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية والمحلية لخدمة رسالتها.ولفت إلى أن المجلس يهدف إلى العمل على تأصيل التعددية الثقافية واحترام الخصوصيات الثقافية والفكرية للأقليات المسلمة في العالم، والعمل على تعزيز قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء الوطني ونشرها، ونبذ التعصب الديني والكراهية للآخر، والتأكيد على تعزيز الحقوق المدينة والسياسية للأقليات المسلمة باعتبارها حقا أصيلا من حقوق الإنسان وفقا للمواثيق الدولية والوطنية.واضاف أن اللجنة المنظمة للمؤتمر تؤمن بضرورة تأصيل خطاب ديني يساعد على تمكين مجتمعات الأقليات المسلمة من التوفيق بين مقتضيات الانتساب إلى الدين ومقتضيات الانتماء إلى الوطن، بما يكفل تعزيز قيم المواطنة لديها، بالإضافة إلى توعية الأقليات المسلمة من خطر الجماعات الدينية المتشددة ومواقعها الإلكترونية ، وتفعيل الآليات الأكاديمية والمهنية والقانونية والحقوقية للحد من الصور النمطية عن الإسلام والأقليات المسلمة في الإعلام"، علاوة على تأهيل الأسر والنساء والشباب والأطفال من الأقليات المسلمة في مجال التربية على المواطنة والاعتزاز بهويتهم الوطنية والثقافية والدينية ، والمساهمة في تنمية مجتمعاتهم.مؤكدا على أن المجلس سيسلط الضوء على نجاحات أبناء الأقليات حول العالم.
مشاركة :