يستضيف مركز تطوير الطفل والخدمات العلاجية بمؤسسة حمد الطبية في وقت لاحق من هذا الشهر الندوة الأولى ضمن سلسلة من الندوات المخصصة للتوعية باضطراب طيف التوحد للعاملين في مجال الرعاية الصحية. ومن المقرر أن تعقد هذه الندوة يوم الثلاثاء الموافق 24 إبريل الجاري ، في قاعة حجر في مركز التعليم الطبي بمؤسسة حمد الطبية. وأوضح الدكتور ناظم عبد العاطي- استشاري طب الأطفال في مركز تطوير الطفل والخدمات العلاجية ومدير برنامج التوحد في مؤسسة حمد الطبية- قائلاً :" يرى العديد من المصابين باضطرابات طيف التوحد في مراجعة المستشفى بما فيها أقسام الطوارئ و العيادات الخارجية، ووحدات المرضى الداخليين، أو زيارة طبيب العيون أو طبيب الأسنان، تجربة مجهدة للغاية. فمعظم هؤلاء المرضى، يواجهون صعوبات في التواصل ومن الممكن أن يعانوا عند تعرضهم لبيئة أو أنشطة غير مألوفة من اضطراب حسي يتجلى من خلال اللجوء إلى السلوك غير المفهوم أو العنيف في بعض الأحيان، ما يجعل من الصعب على أخصائي الرعاية الصحية أن يقوم بتشخيص الحالة أو تقديم العلاج". وبالنسبة إلى الأطباء والممرضين وأخصائيي المهن الطبية المساندة، من الممكن أن تنطوي مقابلاتهم مع المرضى المصابين باضطراب طيف التوحد على الكثير من التحديات. فهذا الاضطراب يجمع ما بين الصعوبة في التفاعل الاجتماعي، والصعوبات على مستوى التواصل والسلوكيات النمطية المتكررة. وقد لاحظ القائمون على رعاية المرضى المصابين باضطراب طيف التوحد وأفراد أسر هؤلاء المرضى أن العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية بحاجة إلى مزيد من التوعية بهذه الحالة، ما دفعهم للتعبير عن قلقهم إزاء هذا الوضع الذي يمكن أن يؤثر سلباً على سبل توفير الرعاية للمرضى المصابين باضطراب التوحد بشكل فعال. وأشارت على هذا الصعيد، السيدة فاطمة مصطفى- مساعد مدير تأهيل الأطفال بمؤسسة حمد الطبية- إلى أن الافتراضات غير الصحيحة التي يتوصل إليها مزودو الرعاية الصحية بشأن القدرات أو الاحتياجات الفردية للمرضى قد تولّد تجربة سلبية لدى بعض المرضى المصابين باضطراب طيف التوحد. وأردفت السيدة فاطمة قائلةً:" قد يكون لدى بعض مزودي الرعاية الصحية معتقدات خاطئة عن الأشخاص المصابين بالتوحد، كما أن التدريب الذي خضعوا له للتعامل مع السلوكيات التي يظهرها بعض المرضى المصابين باضطراب طيف التوحد، قد لا يكون كافياً. ينبغي على العاملين في مجال الرعاية الصحية أن يكونوا على بينة من الصعوبات والتحديات التي تواجه مرضى التوحد، كما أن سلوكهم يجب أن يساعد على تلبية احتياجات مرضاهم والتخفيف من حدة توترهم. لكن ما يبشر خيراً، هو أن الأشخاص الراغبين في تعلّم كيفية تغيير ممارساتهم، سيكونوا قادرين على توفير الرعاية الصحيحة للمصابين باضطراب التوحد". وتجدر الإشارة إلى أن ندوات التوعية المزمع عقدها قد صمّمت بهدف تسليط الضوء على المقاربات والمناهج التي يمكن للعاملين في مجال الرعاية الصحية اعتمادها لرعاية المرضى من ذوي اضطراب طيف التوحد. وسوف توفر هذه الندوات التوجيه والإرشاد حول السلوكيات النمطية للمصابين باضطراب طيف التوحد كما ستقدم نصائح عملية لأخصائيي الرعاية الصحية حول كيفية رعاية هؤلاء المرضى بشكل فعال. من جانبه، قال السيد حسام مهنا، اختصاصي أول في علم النفس السلوكي ومنسق برنامج التوحد في مركز تطوير الطفل:" قمنا بتطوير سلسلة من المحاضرات التثقيفية لأخصائيي الرعاية الصحية الذين يتعاملون مع الأطفال أو البالغين المصابين باضطراب طيف التوحد ولكنهم لا يملكون الأدوات أو الاستراتيجيات اللازمة للتواصل بشكل فعال مع هؤلاء المرضى". مضيفاً: "يحوز هذا الحدث التعليمي على اعتماد المجلس القطري للتخصصات الصحية، وهو يوفر فرصة قيمة للتعليم المستمر لكل من يسعى إلى فهم التوحد بشكل أعمق. فهذه الدورات التعليمية ستُمكّن مزوّدي الرعاية الصحية من تفهّم حالة مرضاهم أكثر وتقديم أفضل رعاية لهم في سياق عملهم. ويمكن للمشاركين في هذه الندوات الحصول على ما يصل إلى 3 نقاط في برنامج التطوير المهني المستمر". وأضاف السيد مهنا قائلاً:" إننا ندرك بأن ثمة طلب متزايد على هذا النوع من التدريب من قِبل أطباء الأسنان، وأطباء العيون، والأخصائيين الاجتماعيين، والمدرسين، والمعالجين وغيرهم من الأخصائيين الذين يتعاملون مع المرضى من ذوي اضطراب طيف التوحد دون أن يكونوا على علم بأفضل الطرق المتاحة لخدمتهم. لقد حرصنا على تطوير الخطط التوعوية لمساعدة هؤلاء الأخصائيين على توفير أفضل رعاية متمحورة حول المريض". ومن الجدير بالذكر أن مركز تطوير الطفل يتلقى شهرياً ما يقارب الأربعين طلب استشارة جديد، معظمها من مراكز الرعاية الأولية، للكشف عن احتمال الإصابة باضطراب طيف التوحد. وفي العام 2017، بلغ عدد الأطفال الذين أظهر التشخيص إصابتهم باضطراب طيف التوحد 363 طفلاً، في حين حصل 610 طفلاً من المصابين بهذا الاضطراب وأسرهم على التدخل العلاجي بمركز تطوير الطفل في نفس العام.;
مشاركة :