الضربةُ في سوريا ردٌّ أميركي على تصريحات بوتين حول قدرات روسيا الصاروخية

  • 4/16/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من الأهمية الكبيرة التي أسبغت على الضربة العسكرية غير المسبوقة التي نفذتها، فجر السبت، كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على مواقع في سوريا، في تحدّ غربي لروسيا وإيران المتواجدتين على الأرض السورية، لكن لا يبدو أن موازين القوى قد تغيرت فعليا. يورونيوز تحدثت مع الصحافي اللبناني فداء عيتاني المختص بالشأن السوري، وسألته عن أهداف ضربة التحالف الغربي التي قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنها حققت أهدافها، وعن تأثيرها على المخاوف الإسرائيلية من التمدد الإيراني. واستوضحنا رأيه حول القمة العربية المنعقدة في السعودية. هل حققت ضربة التحالف الثلاثي فعلا هدفها في سوريا كما قال ترامب؟ عيتاني: "هدف الضربة الأساسي هو الردُّ على روسيا، وعلى المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس فلاديمير بوتين مؤخرا، معلنا خلاله عن القدرة الصاروخية الروسية على تجاوز الدفاعات الأميركية والوصول إلى أراضي الولايات المتحدة. من ناحية ثانية، فإن الأمر يتعلق بسياسة الولايات المتحدة الأميركية الرامية إلى الانسحاب من منطقة الشرق الأوسط، مع حاجتها في الوقت ذاته إلى الحفاظ على هوامش للتدخل الأميركي في المنطقة. وهذا يعني خلق انعطافة صغيرة بالنظر إلى سياسات الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. أي عدم الانسحاب الكامل والحفاظ على هوامش ومجموعة من المكتسبات والإمكانيات الاستراتيجية والتكتيكية في المنطقة. والاستمرار بوضع اليد على المناطق الغنية بالنفط في سوريا. أو إمكانية التدخل في المنطقة إن تطلب الأمر". وأتبع عيتاني: "كما تهدف الضربة إلى تذكير إيران بوجود أميركا، وبقدرتها على أن تطال مناطق نفوذ رئيسية بالنسبة لإيران. وهذا بالطبع يتقاطع مع المصالح الإسرائيلية ومصالح الأوروبيين الساعين إلى إصلاح الاتفاق النووي مع إيران، وليس إلغاءه كما قد يتبادر إلى ذهن ترامب، في بعض الأحيان. وبالطبع فإن استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي بضرب منطقة الغوطة [دوما] يشكل عذرا كافيا بالنسبة للولايات المتحدة لدخول المنطقة وتنفيذ ضربة تكتيكية صغيرة، على غرار ما شهدناه". هل للضربة تأثير على تخوفات إسرائيل من التواجد الإيراني على الأراضي السورية؟ عيتاني: "سوريا صندوق بريد بين القوى الإقليمية والقوى الكبرى. وبالنسبة للإسرائيليين، فإن الضربة الجوية تتقاطع مع مصالحهم، لأنهم يعتقدون أن هناك ضرورة للجم إيران، دون الوقوع في فخ الحرب. وهذا يعني توجيه ضربات على الأراضي السورية حصرا". وأضاف: "لابد أن نلاحظ أن ضرب الإسرائيليين لمطار التيفور العسكري [في حمص] أعقب مباشرة إعلان الولايات المتحدة الأميركية عن نيتها ضرب سوريا. أي أن الولايات المتحدة أعطت غطاء سياسيا كبيرا استغله الإسرائيليون لتوجيه ضربة في سوريا. رغم أن الإسرائيليين يخشون حقا الانزلاق إلى الحرب، لكنهم قلقون من أمرين، أولا توصل إيران إلى تطوير سلاح نووي. فهذا المسار لم يتوقف في إيران أبدا، حتى بعد توقيع الاتفاق النووي. والتخوف الثاني هو من تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة ووصولها فعليا إلى الحدود مع إسرائيل". هل ستؤثر الضربة على سلطة الرئيس بشار الأسد في سوريا؟ عيتاني: "بالنسبة للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وحتى بالنسبة لإسرائيل، لا يعتبر تهديد وجود نظام الأسد أولوية. على العكس الهدف هو الحفاظ على النظام السوري على حافة الانهيار، دون السماح بانهياره. وكذلك تسليم روسيا جزئيا القرار في الشرق الأوسط. فهذا أمر مفيد للغرب وليس مضرّا. لأن التمدد الروسي يتيح للغربيين توجيه رسائل وضربات إلى نفوذها، وإزعاج روسيا الكبرى، بناء على عقدٍ أوروبية قديمة من روسيا السوفيتية". هل تتوقع التوصل لتوافق عربي تجاه أزمة سوريا أو الموقف من إيران في قمة الظهران بالسعودية؟ عيتاني: "لا أهمية لأي توقّع، أو حتى لأي اتفاق عربي حول أي موضوع، في ظل انعدام فعالية الدول العربية وانغماسها بصراعاتها وفشلها الداخلي. فالدول العربية فاشلة في إدارة أمورها الداخلية. المشكلة هي في السياسة الدفاعية التي تنتجها هذه الدول للحفاظ على وجودها دون وضع استراتيجية أو إطار موحد أو جامع للمصالح المشتركة. فمنذ قيام الثورة الإيرانية تتصرف الدول العربية بشكل دفاعي، دون انتاج أي استراتيجية حقيقة، وهذا يشمل الدول العربية في الخليج والشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

مشاركة :