أبوظبي:نجاة الفارس عقدت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، أمس، مؤتمراً صحفياً، أعلنت فيه تفاصيل فعاليات الدورة الثامنة والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يقام برعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض في الفترة من 25 إبريل/ نيسان إلى 1 مايو/ أيار 2018.عقد المؤتمر في منارة السعديات، بحضور سيف سعيد غباش مدير عام دائرة الثقافة والسياحة، وروبرت روستك سفير جمهورية بولندا، وعبد الله ماجد آل علي مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومحمد الشحي مدير إدارة البحوث والإصدارات في دائرة الثقافة والسياحة. قال غباش: «منذ أول معرض للكتاب أقيم في العام 1981 في المجمع الثقافي، قدّم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، جهوداً جبارة لترسيخ ثقافة القراءة والكتاب، وتحفيز صناعة النشر وإنتاج المعرفة، لتكون أبوظبي حاضنةً لمنجزٍ ثقافي غنيٍّ وعريق، جامعٍ بين التقاليد والقيم الأصيلة والحداثة في آنٍ معاً، وفي استضافة هذا الحدث الثقافي الأدبي العالمي الذي يجمع كوكبة من الأدباء والعلماء والمفكرين وصنّاع الكتاب والنشر، نسلط الضوء على الرؤية المستقبلية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في إيمانه أنّ بناء الإنسان يبدأ من بناء فكره وثقافته التي تجعله منفتحاً على ثقافات الشعوب والحوار معها، بما يعود عليه بمزيد من الفهم لذاته وواقعه ومحيطه».وأضاف: «لقد احتلت الكتب مكانة مميزة في رؤية والدنا زايد، طيّب الله ثراه، لتقديم صورة مشرقة للثقافة الإماراتية خصوصاً والعربية عموماً بمختلف توجهاتها الأدبية والفكرية، ولأن الشيخ زايد، أول من أقام معرضاً للكتاب في أبوظبي، ولأن الكتاب والعلم شكلا ركيزة أساسية من ركائز حكمه، نحتفي في عام زايد بفكر ونهج وأدب ورؤية زايد لإماراتنا، ولا يمكن أن تحلَّ الذكرى المئوية الأولى دون أن نتذكر الراحل الكبير الذي أصبح الكتاب اليوم بفضل نظرته الاستشرافية حاضراً في حياتنا باستمرار».وأشار غباش إلى أن المعرض يتيح لأول مرة لزواره «بطاقة إلكترونية»، يمكنهم وضع مبالغ نقدية فيها ومن ثم شراء الكتب من خلالها من دون الحاجة إلى حمل مبالغ مالية، وذلك في إطار تسهيل عملية الشراء للجمهور، بما ينطبق مع أعلى المعايير العالمية للجودة والخدمات المقدمة من دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي.وختم بالقول: «نأمل أن يكون المعرض المنصة المثالية لجهودنا في محاولة تسليط الضوء على مزايا الشخصية الاستثنائية التي صنعت مشهداً حضارياً ثقافياً كبيراً، مكّن لأجيال من الإماراتيين حياة كريمة تزهو بالعلم والمعرفة، وتتطور بالتعليم والقراءة».أما روستك فقال في كلمته: «إنه لشرف كبير أن تحل بولندا ضيف الشرف في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في هذا العام، الذي يحمل خصوصية مميزة بالنسبة لنا، وبخاصة أنّ الإمارات تحتفي هذا العام بالذكرى المئوية لولادة مؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهذه هي المشاركة الأولى من نوعها لنا في العالم العربي، ونسعد أنّ العاصمة أبوظبي أتاحت لنا هذه الفرصة لتعريف زوار وجمهور المعرض والمجتمع المحلي في الإمارات بثقافة وتاريخ بولندا العريق وعاداتها وتقاليدها».وأضاف: «نأمل أن يكون المعرض بداية مثالية لنا لعقد الكثير من الاتفاقيات والمعاهدات الثقافية المشتركة، وكلي ثقة بأنّه سيشكل جسر تواصل وتلاقي بين مختلف الثقافات».وقال آل علي في كلمته: «لقد أنجزت دائرة الثقافة والسياحة على مدى سنوات مضت في مجال الثقافة الكثير، وتسعى للمزيد وبشكل خاص على صعيد استراتيجية صناعة الكتاب، تأكيداً على دور الإنسان الإماراتي في رفع شأن الثقافة العربية وتعزيز حوار الحضارات، وذلك عملاً برؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه»، بجعل الكتاب أولوية أساسية في مجتمعنا، وإنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن نرى في كل عام تطور المعرض، ومع إقامة هذا المعرض سنوياً، نؤكد تواصل دور أبوظبي الحضاري في تظاهرة يخوضها قطاع دار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة، تحقيقاً للتواصل بين المؤلفين المبدعين والناشرين وملتقى للمهتمين بالكتاب والقراءة».وأضاف: «نحرص في المعرض على تنظيم العديد من الفعاليات العالمية الجديدة التي تعنى بالكتاب، وهذا العام نحن على موعد مع منتدى مستقبل صناعة الكتاب بتنظيم من «كانون»، بهدف تعريف الجمهور على أحدث الاستكشافات والاتجاهات في صناعة الكتب المستقبلية، التي تقوم على مبدأ التكامل السلس بين عملية الإنتاج والطباعة وتوزيع الكتب، بالإضافة إلى مناقشة آلية سير العمل في صناعة الكتب».وأشار إلى مشروع «كلمة» باعتباره واحداً من أهم محاور الاستراتيجية الشاملة في قطاع دار الكتب، لخدمة الثقافة والكتاب العربي، وجسراً يربط بين مختلف ثقافات العالم والثقافة العربية، حيث ينظم «كلمة» مؤتمر أبوظبي الدولي السادس للترجمة تحت شعار «الترجمة العلمية والتطور المعرفي»، لتسليط الضوء على أهميّة الدور الذي تلعبه الترجمة في بناء الجسور بين الحضارات والشعوب، وبناء قدرات المترجمين الشباب ورفد الجيل الصاعد لاستكمال مسيرة نقل الثقافات والعلوم والآداب من وإلى العربية.يشار إلى أنّ فعاليات المعرض تبدأ يوم الأربعاء 25 إبريل/ نيسان، حيث يفتح المعرض أبوابه للجمهور عند الساعة 11 صباحاً، أمّا أيام المعرض من 26 إبريل/ نيسان، فتفتح الأبواب من الساعة 9 صباحاً إلى الساعة 10 مساء، بينما تفتح الأبواب يوم الجمعة من 4 عصراً إلى 10 مساءً. فعاليات متنوعة قال محمد الشحي في كلمته خلال المؤتمر: «نحتفي في هذا العام ب 1350عارضاً من 63 دولة، على مساحة 35000 متر مربع تستضيف 500 ألف عنوان بأكثر من 35 لغة من حول العالم، و830 ندوة وجلسة حوارية».وأضاف: «من دور النشر والعارضين والكتّاب من حول العالم الذي سيثرون المعرض بتجربتهم الثقافية، لا بد لنا أن نتوقف أمام الثقافة البولندية مطولاً، حيث استطاعت بولندا الحفاظ على ثروتها الثقافية التي تتميز بطابع فريد، نظراً لمكانها الجغرافي عند التقاء الثقافات الأوروبية، لذا فقد خصصنا الكثير من الندوات التي تعنى بتعريف العالم العربي بهذه الثقافة».وتابع: «تولي دائرة الثقافة والسياحة اهتماماً كبيراً في برنامجها بالثقافة العربية، والإضاءة على حقوق النشر والملكية الفكرية، وتعريف الزوار بالثقافة الإماراتية وانفتاحها على الثقافات الأخرى عبر مشروع كلمة للترجمة الذي يحرص على ترجمة أهم الكتب العالمية إلى اللغة العربية، وقد خصص لمشاركته في المعرض ما يقارب 25 إصداراً جديداً من ثلاث لغات هي: الفرنسية والإنجليزية والألمانية».
مشاركة :