طالبت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية جميع المؤسسات الحكومية والخاصة بضرورة إعادة النظر في دورها تجاه الموارد البشرية، وإعداد خطط واستراتيجيات مستمرة لتطوير رأس المال البشري، وتعزيز المهارات السلوكية والمهنية لموظفيها، من خلال مواكبة التطورات والتحولات العالمية المتسارعة، وفق مدير عام الهيئة، الدكتور عبدالرحمن عبدالمنان العور. بيئة جاذبة أكد رئيس قسم الاستشراف والمستقبل لدى المعهد البريطاني العالي للموارد البشرية، الدكتور ويلسون وونغ، أن اهتمام المؤسسات بالتدريب يجعلها بيئة جاذبة لأصحاب المواهب والكفاءات، مشدداً على ضرورة مواكبة الذكاء الاصطناعي، والتطلع إلى الأسس والمعايير التي وضعها القادة في الماضي. واستعرض دراسة أجرتها الحكومة السنغافورية حول عوامل جذب المواهب والكفاءات، منها التركيز على التعليم لإحداث ازدهار وتغيير في الحاضر، موضحاً أن وظيفة القادة توفير البدائل لفهم المخاطر والفرص التي تمكنهم من تخطي الأزمات. وأكد العور في تصريحات صحافية على هامش فعاليات الدورة الثامنة من مؤتمر الموارد البشرية الدولي، الذي بدأت فعالياته أمس، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أن سوق العمل ستشهد اختفاء كثير من الوظائف التقليدية، وازدهار عدد من الوظائف القائمة على الابتكار والإبداع، مشدداً على ضرورة مواكبة الكوادر البشرية لمستقبل سوق العمل وتحولاتها المتسارعة. وأضاف أن مؤتمر الموارد البشرية الدولي يرتكز على مستقبل الموارد البشرية، ويعالج قضايا بالغة الأهمية للحكومات والمؤسسات واقتصادات الدول بشكل عام، ويركز في محاوره على أثر التكنولوجيا في تغيير دور الموارد البشرية، وأفضل الممارسات العالمية في مجال الموارد البشرية، والمهارات المطلوبة لسوق العمل على المديين المتوسط والبعيد، ومعايير بيئة العمل الجاذبة والحاضنة لأصحاب المواهب المستقبلية وتطبيقات الموارد البشرية الذكية. من جهته، أكد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية في المملكة المغربية، محمد بن عبدالقادر، أن التراجع الذي تشهده الإدارة في مواجهة المطالب المتزايدة في مجال الخدمة الحكومية، جعل من الضروري البحث عن نموذج جديد للإدارة، وفق مقاربات جديدة قائمة على إحداث تحول جذري، يرتكز على تحديد الأهداف والبحث عن النجاعة وتحقيق النتائج، وبالتالي تحقيق التنمية. من جهته، قال مؤسس شركة الموارد البشرية التحويلية المحدودة، المسؤول الرئيس عن تحفيز الموظفين وبث الطاقة الإيجابية في المملكة المتحدة، بيري تيمز: «إننا نعيش في وقت يشهد تغيراً وتحولاً متسارعاً، وهو ما يستلزم استخدام نماذج وأساليب منهجية لإثراء معلومات الموارد البشرية والتنمية المؤسسية، من أجل الوصول إلى نهج أكثر تقدماً في توجيه الموارد البشرية». وأفاد أستاذ علم النفس في جامعة لندن، البروفيسور أدريان فورنهم، بأن المقابلات الوظيفية يجب أن تركز على إيجابيات وسلبيات المرشحين للوظائف، قبل تعيينهم، موضحاً أنه عندما يتحدث المرشح عن نفسه في المقابلة، فإنه يحقق إيجابيات عدة، منها القدرة على الإقناع والتأثير في الطرف الآخر، ولكن في الوقت نفسه قد لا تخلو هذه المقابلة من المبالغة من قبل المتحدث، لذلك لا يمكن اعتماد ما يقوله الأشخاص عن أنفسهم أساساً لتحديد ملاءمة الشخص للوظيفة من عدمها. واستعرضت جلسات المؤتمر، التي قدمها متحدثون وخبراء من دول عدة، أفضل الممارسات في مجال تنمية رأس المال البشري، كما استعرضوا رؤاهم المستقبلية لتطوير مهنة الموارد البشرية، والارتقاء برسالتها، وركزت الموضوعات التي تم طرحها على الابتكارات العالمية في أماكن العمل، وغيرها من عوامل تنمية المهارات القيادية وعناصر تهيئة أماكن العمل، والمزايا التي لا حصر لها للتحول الرقمي في الموارد البشرية، والفوائد التي تجنيها المؤسسات ويجنيها المديرون من إتاحة المشاركة للموظفين في أماكن العمل. وتعقد الهيئة الدورة الثامنة من مؤتمر الموارد البشرية الدولي، على مدار يومين، في دبي، تحت شعار «مستقبل الموارد البشرية يبدأ اليوم»، وذلك بالتعاون مع «اندكس للمؤتمرات والمعارض»، وبمشاركة 20 متحدثاً وخبيراً دولياً، وبحضور نحو 500 خبير ومتخصص ومهتم في مجال الموارد البشرية. وأقيم على هامش المؤتمر معرض مصاحب، ضم عدداً من الشركات والمؤسسات العالمية والمحلية الرائدة في مجال الموارد البشرية، والخدمات والحلول المتخصصة في عالم الموارد البشرية.
مشاركة :