أعربت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع، عن تطلعها إلى أن يكون مشروع مكتبة قطر الوطنية، آلية حديثة لدعم النهوض باللغة العربية ولإحياء حضورها الحضاري، من خلال قراءة جديدة للتراث العربي واستعادة إشراقاتها. وقالت صاحبة السمو، خلال خطاب بحفل افتتاح المكتبة الوطنية، إن الكتابة والكتب والمكتبات أظهرت عمق العلاقة بين الإنسان وتاريخ التدوين بوصفه منهلاً للحضارة الإنسانية، والإنسان هو مؤلف الكتاب وهو موضوعه وهو منتجه وهو القارئ والناقد، وما هذه الكتب كلها إلا نحن وما هذا المبنى إلا لتشرق الأفكار تحت سقفه، سواء اتفقت أم اختلفت.وأضافت سموها أن افتتاح المكتبة الوطنية في قطر يستدعي الشعور بالفخر التاريخي وانتماء للريادة في الوطن العربي منذ بدء تاريخ الكتابة والتدوين والمكتبات في وادي الرافدين قبل أكثر من خمسة آلاف عام، مشيرة إلى أنه من عصر إلى آخر تواصلت المبادرة بريادة التنوير في القرون الوسطى، وأبرزها بيت الحكمة ببغداد ومكتبة قرطبة في الأندلس ودار العلم بالقاهرة ومكتبة القرويين في فاس المغربية. وتابعت صاحبة السمو: «واستلهاماً من هذا التاريخ المجيد وسعياً نحو استعادة دور نهضوي عربي لا نريد له أن يغيب، نبعت فكرة المكتبة الوطنية في قطر لتكون خزانة لتاريخ التدوين ووسيطاً لنقل المعرفة بين مختلف الثقافات، وأن تصبح بدرجة أساسية مؤسسة مرجعية للتراث العربي والإسلامي ومنصة لنشر النتاج الفكري والأدبي المعاصر، وقد صممت في شكلها ومضمونها لتكون ثلاثية الأبعاد: فهي مكتبة وطنية ومكتبة عامة ومكتبة بحثية في آن معاً». وأوضحت سموها أنه بوصفها مكتبة رقمية متقدمة، سوف تتيح لمستخدميها الوصول السريع للمعلومة الدقيقة، كما توفر للأجيال الجديدة الأدوات المعرفية الكفيلة بقراءة صحيحة للتاريخ. وأكدت صاحبة السمو أنه لم تعد وظائفية المكتبة تقتصر على كونها مجرد خزانة للكتب أو أرشيفاً للتاريخ ترتادها النخبة الثقافية وتستفيد منها المؤسسات الأكاديمية وطلبة العلم فحسب، بل أمست كياناً دينامياً يصنع حراكاً ثقافياً مجتمعياً واسعاً، ويثري الحوار المعرفي وينمي العقل والخيال الإبداعي. وقالت سموها إن الكتاب هو الوعاء الحضاري للغة، معربة عن تطلعها أن يكون مشروع المكتبة آلية حديثة لدعم النهوض باللغة العربية ولإحياء حضورها الحضاري، من خلال قراءة جديدة للتراث العربي واستعادة إشراقاتها يوم كانت لغة عالمية في القرون الوسطى قرينة بالعلم والثقافة ومدعاة للزهو حتى بات قولاً متداولاً: أنت تتحدث العربية، إذن أنت مثقف. وتابعت صاحبة السمو: «ولعل ما يكرس القيمة الفريدة لهذه المكتبة أنها تقع في بيئة صغيرة جاذبة للمعرفة، وأعني المدينة التعليمية بجامعاتها وباحثيها وطلبتها، كما يتعاظم دورها بالانتماء إلى بيئتها الكبيرة: دولة قطر حيث تتلاقى الرؤى بين أهداف المكتبة والمشروع النهضوي للدولة، بالإضافة إلى بيئة ثالثة أكبر، ذاك هو عالم الإنترنت حيث تتفاعل مختلف الثقافات وحيث سيكون للمكتبة الوطنية حضور فاعل». واختتمت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع، خطابها بأنه «ما كان لصرح المكتبة الوطنية أن يشمخ بعليائه لولا الرؤية السديدة لقيادة البلاد، من عهد الأب إلى عهد الابن، في دعم المشاريع التنموية الاستراتيجية المستدامة، وخصوصاً تنمية الإنسان».;
مشاركة :