توعد مدير جامعة الطائف الدكتور حسام بن عبدالوهاب زمان، بمواجهة أي وجود للأفكار المتطرفة والمنحرفة، التي تروجها جماعات وتنظيمات، مثل جماعة الإخوان في حرمها الجامعي، سواء من منسوبيها أو طلابها، بحزم وعزم، مشددا على حرص والتزام الجامعة بنشر الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل، وإعلاء قيم الولاء والانتماء الوطني لدى طلابها ومنسوبيها، وسد أي منفذ أمام التنظيمات والجماعات المتطرفة، الهادفة إلى تهديد أمن الوطن ووحدة صفه وأمان واستقرار مجتمعه، وعلى رأسها جماعة الإخوان.وكشف لـ «عكاظ» عزم الجامعة على العمل الجاد لإزالة ترسبات الصحوة «التي أثرت سلباً على المجتمع طيلة العقود الأربعة الماضية»، وذلك من خلال برامجها وأنشطتها المنهجية واللامنهجية.وجدد الدكتور زمان تأكيده على التزام الجامعة بالعمل الجاد لإحباط الاستقطاب للتطرف، كما وصفه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في لقائه أخيرا مع مجلة التايم، إذ فند خلاله مراحل التحول إلى التطرف، قائلا إن «المرء لا يتحوّل فجأةً من عادي إلى إرهابي؛ بل يتحوّل من عادي إلى محافظ قليلاً ومن ثم إلى متطرّف قليلاً ويزداد تطرفاً وتطرفاً حتى يصبح جاهزاً لأن يكون إرهابياً»، وإشارته كذلك إلى أن فكر جماعة الإخوان مثال واضح على ذلك التحول.واجهنا اعتراضات وتجاوزناهاواعترف مدير جامعة الطائف باعتراضات داخلية لسياسة الجامعة عند إعلانها تطوير مقررات الثقافة الإسلامية، ضمن مشروع «التحول البرامجي»، حينما بادرت به كأول جامعة العام الماضي، مبينا أنه تم تجاوز هذه الاعتراضات بحزم.وكشف أن تطوير مقررات الثقافة الإسلامية أثار ردود أفعال معارضة من البعض، لم تتوقف عندها الجامعة، وقال: «كما قال ولي العهد لا وقت لدينا نضيعه لمناقشة هذه الاعتراضات».وأوضح أن الدعم الكبير الذي وجدته الجامعة من مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل ووزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى، كان له أثره في تنفيذ تطوير مقررات الثقافة الإسلامية.وأضاف: «حرصت الجامعة على تنفيذ المراجعة الشاملة للخطط الدراسية لبرامج كلية الشريعة والأنظمة، بالتعاون مع الجهات الاستشارية في وزارة العدل، من خلال الزيارات واللقاءات المشتركة، كما حرصت على تعزيز الهوية الوطنية للطلاب من خلال اعتماد مقرر تاريخ وحضارة المملكة كمقرر إجباري لجميع طلاب الجامعة».ونوه الدكتور زمان إلى حرص جامعة الطائف على أن تسهم مناهج الثقافة والعلوم الإسلامية، مع بقية المناهج الدراسية، في إنتاج المواطن المخلص والمسلم الحقيقي، بما يملكه من علم وثقافة، وإتقان في مجال تخصصه، ومهاراته وقدراته على أداء عمله، وكذلك تحليه بصفات الصدق والأمانة والتفاني والتعاون، والروح الإيجابية، وتحمل المسؤولية، فضلاً عن تحليه بفكر معتدل، وروح المبادرة والمشاركة الاجتماعية، والانفتاح على الآخر لاكتشاف العلوم والمعارف الجديدة.تطوير المناهج بمفهوم «القوي الأمين»وبين زمان أن الجامعة عملت على تطوير مناهجها كافة، وفق رؤية منهجية تهدف إلى تطبيق «الإسلام الحقيقي» الذي دعا إليه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لتطبيق وسطيته وسماحته.ولفت إلى أن تطوير المناهج انطلق أيضاً من تبني مفهوم «القوي الأمين»، الذي نادى بتفعيله مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وإعداد «الخريج القدوة»، في التزامه بالأخلاق والقيم الإسلامية الوسطية المعتدلة، سواء في حياته الخاصة وتعاملاته مع أفراد المجتمع، وكذلك عبر ممارسته المهنية، في جميع الاختصاصات الطبية والعلمية والإنسانية على السواء.هدفنا التسامح والتعايشوشدد مدير جامعة الطائف على سعي الجامعة إلى أن تعكس مناهجها الأكاديمية حقيقة الدين الإسلامي كدين ثابت في أصوله، ممتد في فروعه، يؤكد على قيم التسامح والتعايش والسلم الاجتماعي، ويشجع على إعمار الأرض وفق رؤية حضارية تحتفل بالتنوع وتحترم الاختلاف.وأشار إلى تنظيم جامعة الطائف، ممثلة بكلية الشريعة والأنظمة، ضمن أنشطتها الثقافية لهذا العام، العديد من الندوات الفكرية، ركزت على نشر مفهوم الوسطية والاعتدال، وإبراز موقف الإسلام من الانحرافات الفكرية، والإعلام الجديد، والشائعات. نعزز شخصيات الطلاب ونستقطب القياديين نوه الدكتور زمان بالجهود المبذولة من الجامعة، لتعزيز شخصيات طلابها، وتنمية مهاراتهم للتفكير النقدي، لتجنب الانسياق خلف التوجهات الفكرية المتطرفة بالغلو في الدين أو بالبعد عنه، سواء أكان مصدر تلك التوجهات الجماعات والتنظيمات السياسية الدينية، وعلى رأسها جماعة الإخوان، أو تيارات فكرية أخرى منحرفة.وأشار إلى مبادرة الجامعة باستقطاب قيادات شابة وطنية للمراكز القيادية من الذكور والإناث، على وعي كبير بخطورة هذه الاتجاهات الخفية، وعلى رغبة وقدرة على مواجهتها والحد من آثارها. مهتمون بالمسرح والفنون لتنمية الوعي بيّن الدكتور زمان دعم الجامعة للأنشطة الطلابية، لاسيما الأنشطة ذات العلاقة بالفنون والمسرح، وتوظيفها في تنمية الوعي ونشر القيم الوسطية، واستثمار طاقات المبدعين لتعزيز قيم الولاء والانتماء الوطني.ولفت إلى أن الندوات الفكرية هدفت إلى تحذير الطلاب من المخاطر والمؤثرات التي قد يتعرضون لها نتيجة استهدافهم فكرياً، وتثقيفهم حول الاستخدام الأمثل لشبكات التواصل الاجتماعي، والحذر من استخدام جماعات منظمة وتيارات فكرية لها بقصد الإضرار بالأفراد والمجتمعات، من خلال بث الأفكار المنحرفة عن قيم الوسطية والاعتدال والانتماء الوطني، فضلاً عن نشرها الشائعات الضارة بالمجتمع.
مشاركة :