تخطط تركيا لفتح منافذ استثمارية للسياحة العلاجية موجهة للمملكة وجذب مستثمرين سعوديين و20 وكالة سياحية من المملكة وأطلعتهم في أعمال منتدى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للسياحة العلاجية 2018 على الميزة التنافسية لتركيا بشكل خاص بين دول العالم لاسيما في جانب جودة الخدمات والخصوصية في ذات الوقت. واستعرضت فعاليات المنتدى العديد من الفرص في مجال السياحة العلاجية عبر منتجعات المياه الحارة والتي تتراوح درجة حرارة المياه فيها بين 20 و90 مئوية ويمكن الاستفادة منها في العلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل وعلاج بعض الأمراض، فضلا عن استفادة الفنادق منها لجذب السياح. وقال لـ"الرياض" المدير التنفيذي لوكالة كنوز السفر عبدالعزيز جابر إن تركيا بدأت تظهر بشكل ملحوظ كوجهة للسياحة العلاجية للمواطنين السعوديين نظرا لما تضمه من منشآت وخدمات طبية مميزة، فضلا عن الخصوصية التي يبحث عنها السياح السعوديون، مشددا على حرص الشركات السعودية لتنمية هذا النوع من السياحة لاسيما أن نسبة هذا النمط من السياحة تتراوح من 5 % إلى 10 % من حركة السياحة العالمية. وأوضح أن تركيا برزت كوجهة سفر للباحثين عن العلاج والصحة من أبناء الخليج العربي بشكل عام والسعودية بشكل خاص، لاسيما مع ارتفاع نسبة القادمين إلى تركيا للاستشفاء مؤخرا، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تصبح تركيا مقصداً مهمًا ورئيسًا لطالبي السياحة العلاجية لما تتمتع به من خصوصية وفق تعاليم الدين الإسلامي. وأشار جابر إلى أن تركيا تعد شريك نجاح وسبقت غيرها من مقدمي الخدمة في أوروبا بخطوات رغم قصر الوقت وإننا في الشركة عندما نستقرئ آراء عملائنا نجد نسبة الرضا لديهم عالية ونجد الرغبة في تكرار التجربة مرة ومرتين وهذا يدل على أن السائح السعودي يجد الاحترام والتقدير فضلا عن الأسعار والخدمات الممتازة والمتميزة. فيما كشف كبير مستشاري وكالة دعم وتشجيع الاستثمار التابعة لرئاسة وزراء تركيا د. مصطفى كوكصو عن السعي لاستقطاب أكثر من مليون شخص عبر السياحة العلاجية العام 2018، لاسيما أن تركيا استقبلت العام المنصرم نحو 700 ألف ضيف تلقوا العلاج، مشيدا بدخول الكثير من المشافي تصنيف 5 و6 نجوم، واعتبارها مراكز متطورة عالمياً. ورحب بالجميع، مشيرا إلى أن هذا الحضور الكبير هو امتداد للإرث الثقافي والاجتماعي المشترك وبخصوص السياحة العلاجية فإننا في تركيا سنعمل على تذليل كل الصعوبات للسائح والمستثمر السعودي وإلى جانب احترام خصوصيته. وأضاف بأن بلاده غنية جدا بالأماكن السياحية الطبيعية الجميلة المصنفة على عالميا، وخاصة في مجال السياحة الطبيعية، إلى جانب مصادر المياه المعدنية الحارة، والتي تعد نقلة نوعية على صعيد السياحة العلاجية، ملفتاً إلى زيادة عائدات قطاع السياحة العلاجية في العالم الحالي 2018، لاسيما بعد ريادة تركيا في جانب الجراحات التجميلية كزراعة الشعر وغيرها من الخدمات الطبية. إلى ذلك قال لـ"الرياض" وزير الزراعة التركي أحمد أشرف فاقي بابا إن السعودية هي القوة الاقتصادية الأكبر في المنطقة وصاحبة الريادة الاجتماعية والدينية عالمياً، مشيراً إلى أنه تم تشكيل لجنة سعودية تركية لتطوير التبادل التجاري وتنمية الاستثمارات بين البلدين في عدة مجالات من أبرزها الاستثمار في منتجات التمور التي تعد المملكة الأولى عالميا في إنتاجها إلى جانب تطوير الاستثمارات في مجال اللحوم التركية لاسيما فيما يخص الهدي والأضاحي في موسم الحج. واستعرض فاقي بابا جملة المشروعات التي تقدمها حكومته إلى المستثمرين السعوديين عارضاً تعاونا أبعد من ذلك وهو مبدأ الشراكة الحكومية المباشرة في المشروعات المطروحة لبث مزيد من الثقة والطمأنينة لدى المستثمر في تركيا، داعياً الجميع لزيارة أنقرة والالتقاء باللجان المتخصصة في مجال المشروعات والتسهيلات المقدمة من الحكومة للمستثمرين. بدوره قال عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة الشيخ فهد بن سيبان السلمي إن اللجنة السعودية التركية المزمع تشكيلها يجب أن ترى النور قريباً لتسهم في تحقيق أعلى درجات المنافع المتوخاة منها لما يعود بالنفع على شعبينا الشقيقين. وأضاف السلمي أن المملكة هي رائدة وقائدة الاقتصاد الإسلامي من دون منازع، كما أنها تحمل ثقلاً عالمياً وإسلامياً لما تحظى به من مكانة روحية ودينية واتباع منهج الوسطية والاعتدال بين المسلمين وهذه الصفات تؤهلها لتلعب دوراً اقتصادياً أكبر، ملفتاً بأن هذا لا يعد كونه إلا ثمرة من ثمرات القيادة الحكمية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، داعياً الحكومة التركية إلى تقديم التسهيلات للمستثمر السعودي وللمنتجات السعودية الزراعية كالتمور التي تعد من أفضل التمور على مستوى العالم والتي يحتاجها السوق التركي وغيرها من السلع والمنتجات. وأكد السلمي أن المملكة تفتح صدرها للمستثمر التركي في الاستثمار في مجال التمور والأعلاف والمنتجات الزراعية؛ وكذلك الأضاحي لما يمتلكه المستثمر التركي من خبرات في هذا المجال، كما أن هناك مشروعات استراتيجية يمكن للمستثمر التركي المنافسة فيها، مؤكدا أن المملكة لديها خطط طموحة وفق رؤية 2030 صممت لتنطلق من الحاضر نحو المستقبل والذي سيعم نفعها المنطقة بإذن الله. من جانبه تمنى كبير مستشاري وكالة دعم وتشجيع الاستثمار التابعة لرئاسة وزراء تركيا د. مصطفى كوكصو لرجال الأعمال النجاح في مشروعاتهم وأن الحكومة التركية تولي هذه الاجتماعات أهمية كبرى وقال إننا حريصون على جذب الاستثمارات السعودية والخليجية وندفع بالمستثمرين الأتراك إلى استكشاف السوق السعودي الكبير والواعد في مجالات كثيرة وفي كل المجالات. وأضاف كوكصو أن رجال الأعمال هم سفراء ويجلبون لأنفسهم ولأوطانهم الخير، وقد رأينا ثمار مثل هذه الاجتماعات بمشروعات تجسدت على الواقع وبدأ أصحابها في جني أرباحهم وثمار معاناتهم وصبرهم، مشيراً إلى أن وكالة دعم الاستثمار تنطلق من مبدأ تبادل المنافع القائم على الشفافية والوضوح، داعياً للاستفادة من التسهيلات والفرص الاستثمارية في القطاع للمستثمرين والمستوردين إلى جانب توسيع التعاون بين رجال الأعمال الخليجيين والأتراك وتنوع استيراد المنتجات التركية والحصول على أسعار تنافسية. حوارات مكثفة لتعزيز الاستثمارات السياحية السعودية التركية
مشاركة :