تباشر جملة كبار المثقفين والأدباء ومن هم على رأس القرار الثقافي في الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون بدعوة المملكة لإقامة قمة ثقافية عربية ضمن توصيات قمة الظهران، باعتبارها داعمة للتنمية الشاملة المستدامة والتي سيعد لها استراتيجية تعالج قضايا الثقافة العربية العالقة وتدعم مسار المشروعات المتعثرة والبحوث والدراسات وتعزز من مكانة الثقافة العربية التي كانت إلى وقت سابق متسيدة بها كل المشاهد الثقافية والاهتمام الملكي بهذه القمة الثقافية العربية محل تقدير وثناء وبشرى أثلجت صدور المثقفين لأنها ستخرج الثقافة العربية من حيزها التقليدي إلى آفاق رحبة تتلاقح فيها الثقافات العربية وتنهض بها المجتمعات وتتطور بكل أطرها الثقافية والحضارية لتلحق الركب العالمي وتساهم في تصعيد الإبداع السعودي والفني والأدبي والمسرحي والموسيقي والسينمائي لأعلى مراتبه ليتم رصد كل هذه التطورات اللاحقة في الفكر الإنساني المعاصر. "مضمون واستراتيجية" بداية علق الأديب السعودي الأستاذ محمد بن عبدالرزاق القشعمي عن هذه الدعوة أنها بشرى خير وسعادة، فالثقافة العربية شاملة والأدب العربي من المحيط إلى الخليج والمسمى بذاته يمنح ويبشر بالخير. ويجب أن يكون في مضمون واحد ويشمل استراتيجية واحدة لأن الدول العربية تملك عواصم عريقة، وتاريخاً وآثاراً وحضارة يجب إبرازها وتحليلها ورصد كل ما كانت تقدمه في الماضي. فالورق الذي اخترع من آلاف السنين يتحدث عن حضارة ثقافية عربية عظيمة، وكتاب كانوا يسمون "الوراقين" هؤلاء كانوا يصنعون الورق ويلونونه ويملكون أفكاراً متقدمة يجب أن تظهر للعلن. منذ أيام الخلفاء الراشدين والعصر العباسي هناك كتاب ومترجمون ومفكرون، هذه الحقائق يجب أن لا تغفل وهي تاريخ مشرف ومضيء. سابقاً في المملكة كانت نهضة ثقافية لكنها تراجعت بسبب التيار الصحوي، وفي التعليم كان هناك مسرح وأيام لتشجيع "الخدمة العامة" من أسبوع الشجرة ويوم النظافة العامة لكنها اختفت أيضاً. أنا متفائل جداً لإعلان إقامة هذه القمة الثقافية العربية التي ستحقق الآمال وترتقي على مستوى الطموح الثقافي وأملنا كبير أن نرى هذا المستقبل فقبل أيام تم الإعلان عن فكرة إحياء شارع ثقافي باسم المتنبي يتضمن أنشطة ثقافية من مسرح وسينما ومختلف الفنون ومجالات متعددة لإحياء المهن الثقافية. "تمازج ثقافي" وذكر د. نواف الخالدي رئيس فرع جمعية الثقافة والفنون في الجوف أن الدعوة لإقامة القمة العربية الثقافية أثلجت صدورنا لأن المملكة قلعة من قلاع الثقافة فنفتخر أن تكون مركزاً لانطلاقة هذه القمة العربية الثقافية من هذا الوطن الغالي ونأمل أن تناقش وتطرح موضوعات حيوية تعود بالفائدة على هذا الوطن العربي الكبير وجميع الأمور التي تعني هذه الشريحة من كافة الأطياف بحيث أن يكون هناك تمازج بين الثقافات في كافة أنحاء الوطن العربي. "برنامج استشاري" ويقول عبدالرحيم الأحمدي- كاتب وناشر-: قرار حكيم وتنموي للثقافة وداعم لها وأقترح أن يقام مترافقاً مع مهرجان عكاظ أو مهرجان الجنادرية حتى يطلع الناس على الجهود التي تبذلها المملكة في سبيل التنمية الثقافية وأن يتم إعداد برنامج احتفالي متوازٍ مع عقد برنامج استشاري حول مستقبل الثقافة العربية وأن يتضمن جائزة الدولة التقديرية للأدب السعودي موجهة لأبناء المملكة العربية السعودية وجائزة عربية أخرى تقدمها الجامعة العربية أو المملكة لإحدى الدول العربية كجائزة مجلس التعاون التي تقدم كل عشر سنوات للبارزين في المجال الأدبي في الدول العربية. "تقارب الشعوب" وأكد عبدالرحمن الغوينم مدير جمعية الثقافة والفنون في الأحساء أن القمة العربية الثقافية تنقل الثقافات بين الدول العربية وتساهم في تقارب الشعوب عندما تنقل الثقافة المصرية إلى السعودية والثقافة الجزائرية إلى السودان وهكذا نجد أن هذه الخطوة جميلة ليعلم الجميع ويدرك مدى الثقافات المتقاربة من بعضها البعض ونشر الوعي الثقافي بينها ونشر هذه المنجزات وهذا الإرث الثقافي للدول الأخرى ليعزز مكانة هذه الدول وتقاربها ونشر الألفة والتسامح والمحبة فيما بينها، ويهمني كمثقف أن أعرف الثقافات الأخرى كالثقافة اللبنانية والتونسية من خلال نشر الكتب والصحف والمجلات والبرامج الثقافية المشتركة بين هذه الدول وأنا سعيد بهذه المبادرة التي لها دور مؤثر جداً في تقارب الشعوب العربية فيما بينها. "المشترك الحقيقي" وأوضح د. صالح المحمود أن الإعلان عن قمة ثقافية عربية أشبه بالحلم الذي تحقق، وهو نبأ يفتح فضاءات واسعة ومساحات رحبة من الأمل والتفاؤل بقادم مشرق ومضيء للثقافة العربية. حينما تدعم القوةُ السياسية الحضورَ الثقافي فإن هذا يؤسس لمرحلة جديدة من الوعي العميق بأهمية الثقافة بوصفها المسؤولة عن تحضر المجتمعات وانفتاحها وضمان عدم انغلاقها أو تطرفها.. وحين تكون الدعوة إلى قمة ثقافية عربية منطلقة من هذه الأرض وعلى لسان الملك المثقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه فإن هذا يجعل من تطلعاتنا مشرعة ومشرئبة إلى حيث لا يمكن للمدى أن يتوقف عند حد أو يعوقه عائق.. أحلم كغيري من المثقفين أن نتحد ونتكاتف نحن العرب ثقافياً لأن هذا الاتحاد الثقافي هو طريقنا الوحيدة لتكاتف سياسي واجتماعي وحضاري.. فالثقافة هي المشترك الحقيقي الذي ينظمنا في عقد واحد ويمنحنا القوة المنطلقة من خصوصية ديننا المشترك وتاريخنا المشترك ولغتنا المشتركة وماضينا المشترك وقادمنا ومصيرنا المشترك. واثق من نجاح هذه الفكرة الخلاقة.. وواثق أكثر أن وطني قادر على احتضانها والتخطيط لها بشكل واعٍ وعميق.. وهذا سيكون كلمة السر في نجاحها وتحقيقها للأهداف المصيرية التي تتمناها مجتمعاتنا العربية. "مرتكزات التقدم" وقال خالد اليوسف: ما سمعناه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله في كلمته التاريخية التي ألقاها في مؤتمر القمة العربي، هو النظرة العميقة لمستقبل الإنسان العربي في حياته المقبلة. فحين يفكر ويخطط ويطالب حاكم ذو بصيرة عميقة في مصلحة الإنسان العربي ثقافياً فهذا سيحدث تحولات كبيرة في الوطن العربي للأفضل والأجمل والتقدم عالمياً. ويقول فهد الحوشاني: تعودنا من المملكة مثل هذه المبادرات التي تسهم في النهوض بالأمة وتوحيد الكلمة، والعمل على أن يكون للعرب مواقفهم ورؤاهم القوية والموحدة، وإعلان إطلاق القمة العربية الثقافية يتماهى مع ما تشعر به المملكة من مسؤولية تجاه العرب، لوضع استراتيجية تعيد للثقافة دورها وللمثقف قيمته، وتوفير المناخ الذي يتيح له ممارسة مسؤولياته. القمة العربية الثقافية هي إحدى المبادرات الرائدة للمملكة لصياغة ثقافة عربية جديدة تقف في وجه التحديات التي تواجهها الأقطار والشعوب العربية. المملكة تسعى دوماً أن تكون بيت العرب الذي يجمعهم سياسياً وثقافياً، وهي بهذه المبادرة تعيد المثقف والثقافة للواجهة كأحد مرتكزات التقدم والتنمية والتحضر. فهد الحوشان نواف الخالدي
مشاركة :