واشنطن - (أ ف ب): انتقد المدير المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) جيمس كومي بشدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة مع شبكة «ايه بي سي» يوم الأحد، معتبرا أنه «غير مؤهل أخلاقيا» للرئاسة اذ انه يكذب باستمرار و«سيلوث كل من حوله». وتصريحات كومي هي الأخيرة في إطار سجال بينه وبين ترامب الذي صب جام غضبه على مدير «اف بي آي» السابق قبل يوم، واصفا إياه بـ«كتلة قذارة» وداعيا إلى سجنه. وجاءت المقابلة مع «ايه بي سي نيوز» قبيل نشر مذكرات كومي بعنوان «ولاء أكبر: الحقيقة والأكاذيب والزعامة»، التي فصل فيها علاقته بالرئيس الجمهوري. وقال كومي عن الرئيس في أول مقابلة تلفزيونية له منذ إقالته في مايو العام الماضي «أعتقد أنه غير مؤهل من الناحية الأخلاقية ليكون رئيسا». وأشار المدعي الفيدرالي السابق إلى الاسلوب الذي «يتحدث ويتعامل فيه (ترامب) مع النساء وكأنهن قطع لحم»، فيما «يكذب مرارا بشأن أمور كبيرة وصغيرة ويصر على أن الشعب الأمريكي يصدقه». وقال كومي إن «القيم ضرورية» مشيرًا إلى أن «هذا الرئيس لا يمثل قيم هذا البلد». وأشار كذلك إلى أن العمل ضمن إدارة ترامب يشكل معضلة أخلاقية حقيقية قائلا «التحدي الذي يشكله هذا الرئيس هو أنه سيلوث كل من حوله». وقال لشبكة «ايه بي سي» التي نشرت النص الكامل للمقابلة «السؤال هو كم من التلوث سيجعلك في النهاية غير قادر على تحقيق هدفك في حماية البلاد وخدمتها؟». لكن رغم انتقاداته اللاذعة لترامب، أعرب كومي عن أمله بأن لا يتم عزل الرئيس قائلا «آمل بألا يحدث ذلك لأنني أعتقد أن عزل وابعاد دونالد ترامب من السلطة سيزيل المسؤولية عن كاهل الشعب الأمريكي ويجعل أمرا أعتقد أن عليهم القيام به مباشرة، يحدث بشكل غير مباشر». وفي كتابه، شبه كومي الرئيس الأمريكي بزعيم عصابة غير صادق وقال إنه طالب بولاء مدير «اف بي آي» السابق شخصيا في شهادة أثارت غضب ترامب في وقت يزداد حجم الضغوط القانونية على جبهات أخرى. وقال ترامب في واحدة من سلسلة تغريدات نشرها الأحد قبل المقابلة «لم أطلب يوما الولاء الشخصي من كومي. بالكاد اعرفه. هذه ايضا احدى اكاذيبه الكثيرة. مذكراته تخدم مصلحته الشخصية وهي زائفة». وقال الرئيس إن كومي تعاطى بـ«غباء» مع التحقيق المرتبط بمنافسة ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2016 هيلاري كلينتون بشأن كيفية استخدامها خادما خاصا لبريدها الإلكتروني عندما كانت وزيرة للخارجية. وفي تغريدة أخرى، قدم ترامب عرضا موجزا لمذكرات مدير «اف بي آي» السابق. وأشار إلى وجود اسئلة «كبيرة» تستدعي الإجابة فيما يتعلق بمذكرات كومي - «كيف نشر معلومات سرية (سجن)، لماذا كذب على الكونجرس (سجن)، لماذا رفضت اللجنة الوطنية الديمقراطية تزويد مكتب التحقيقات الفيدرالي بخادم إنترنت (لماذا لم يأخذوه)؟». وبدا ترامب كأنه يشير إلى مجموعة اتهامات غير مسندة وجهها إلى كومي، زاعما بأنه كذب في شهادة أمام مجلس الشيوخ في مايو الماضي عبر نفيه أنه سرب معلومات لوسائل الإعلام على أنه مصدر لم يكشف عن هويته. وفي المقابلة، قال كومي إنه غير متأكد إن كان لدى الروس ملفات خطيرة يمكن استخدامها لابتزاز ترامب، سواء فيما يتعلق بسلوكه الشخصي قبل انتخابه أو تصرفات فريق حملته. وقال: «أعتقد أن ذلك ممكن. لا أعرف. هذه كلمات لم أفكر يوما بأن أتفوه بها عن رئيس الولايات المتحدة، لكن ذلك وارد». وأقر كومي في مقابلته مع «ايه بي سي» بأن اقتناعه بأن كلينتون ستفوز في الانتخابات كان «عاملا» أثر في قراره إعادة فتح التحقيق في مسألة بريدها الإلكتروني قبل 11 يوما من الانتخابات، وهو تطور تصر كلينتون على أنه تسبب بهزيمتها المفاجئة. وقال كومي «كانت ستنتخب رئيسة، ولو اخفيت (الأمور المتعلقة بالتحقيق) على الشعب الأمريكي لنزعت عنها الشرعية ما ان يتم إعلان ذلك بعد انتخابها». ورد ترامب بغضب قائلا: «لا يعقل، جيمس كومي يقول ان الاستطلاعات التي كانت تشير إلى تقدم الفاسدة هيلاري كلينتون شكلت عاملا في توليه (الاخرق) للتحقيق في قضية البريد الإلكتروني لكلينتون». وأضاف «أي بعبارة أخرى، كان يتخذ قرارات مبنية على أساس اعتقاده بأنها ستفوز، وكان يريد وظيفة. كتلة قذارة!».
مشاركة :