أكد السفير محمد توفيق، سفير مصر السابق لدى واشنطن، أن السفارة واجهت تحديات كبيرة في أعقاب ثورة 30 يونيو، لتصحيح الدعاية الإخوانية السلبية وتوضيح الحقائق للاعتراف بها كثورة شعبية.وفسر السفير توفيق، في حواره مع "صدى البلد" صعوبة هذه التحديات لسببين، أولهما يتمثل في أن المؤسسة الأمريكية بصفة عامة، والإعلام ومراكز البحث وأعضاء الكونجرس بصفة خاصة، كانت مواقفهم أن ما يحدث في المنطقة هو نفسه ما كان قد حدث في شرق أوروبا، مضيفا أنهم- الإدارة الأمريكية- كانوا يعتبرون أن ما نتج في شرق أوروبا هو نجاح للتوجهات الديموقراطية- ومن هنا كان مسمى الربيع العربي مثل ربيع شرق أوروبا و"ربيع براغ".وتابع توفيق أن هذا النموذج نقل للمنطقة دون الأخذ في الاعتبار خصوصيات المنطقة ولا نوعية الأفكار والأيديولوجيات المنتشرة في المنطقة، مضيفا أنه وبعد ما حدث في مصر كان عليهم أن يراجعوا مواقفهم ويغيروا نظرتهم الأساسية وهذا الأمر كان صعبا وكانت هناك مقاومة شديدة لتقبل الاختلافات ومقاومة للقناعات. وأضاف أن السبب الثاني- في صعوبة المواجهة- كان يتمثل في أن الإخوان كانوا جاهزين بآلة إعلامية نشطة في الغرب في حين أن الحكومة المصرية كانت مشغولة وتحاول أن تصل إلى تسوية للأمور الداخلية قبل 3 يوليو، وتحاول أن تمنع الأمور أن تتصاعد وبالتالي لم يكن هناك استعداد مسبق لمواجهة الإخوان، قائلا:" إن مؤسسات الدولة والجماعات الفاعلة التي أزاحت الإخوان من حكم مصر لم تكن مستعدة لهذا الموقف بشكل مسبق ولم يكن لديها رؤية متكاملة قبل 3 يوليو.وأوضح توفيق أنه وبعد 3 يوليو بدأ الوضع الجديد يتبلور وبدأنا كنظام جديد يتأسس يرى كيف سيواجه الدعاية الإخوانية،مضيفا:"وفي واشنطن تحركت شخصيا منذ أول لحظة ومن بعد المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه عن إزاحة الإخوان وأثناء المؤتمر بدأت أعطي أحاديث لوسائل الإعلام الأمريكية ومداخلات مع "سي إن إن" و"رويترز" وبعض المواقع المختلفة وهيئة تحرير الـــــــ"واشنطن بوست" ومراكز الأبحاث التي لها تأثير كبير وتشكل الرأي العام.ووصف السفير هذه الفترة بأنها -لم تكن بالفترة السهلة- إلا أنه كان هناك تنسيق جيد مع جميع الجهات داخل مصر، موضحا أنه كان يرى أن هناك تحدي حقيقي يواجه البلد وعلى الرغم من أن هذا التنسيق أخذ وقت إلى أن تبلور بين كل الأجهزة المصرية.