في الوقت الذي يتذمّر موظفون في قطاعات حكومية خاصة من إضافة المسؤولين إليهم في "جروبات" في برنامج المحادثات "واتساب"؛ بهدف التواصل معهم لمصلحة الدوام، وصف مسؤول في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، ذلك بأنه غير نظامي، وفيه تعدٍّ على حقوق خصوصية الموظفين الذين يحق لهم رفض التوجيهات والتكليفات، التي تأتيهم خلال هذه الرسائل. وأكدت لـ "الاقتصادية" الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد، عضو المجلس التنفيذي في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، أن تواصل المديرين مع موظفيهم من خلال برنامج المحادثات "واتساب"، وإعطاءهم الأوامر والتوجيهات أثناء الدوام الرسمي أو خارجه يعدان مخالفة وغير قانوني، فنظام العمل والخدمة المدنية لا يوجد فيه نص بالتواصل من خلال هذه الخدمة. وقالت الدكتورة سهيلة إن التواصل بهذه الطريقة وفي جميع الأوقات يتسبّب في إزعاج للموظفين، والتعدي على حقوقهم الخاصة، فهم ليسوا مجبرين على التفاعل مع ما يأتيهم خلال هذه "الجروبات"، منبّّهة إلى أن تبادل التعليمات من خلال هذه الخدمة يعرضها للتسرُّب والتجسُّس، مشددة على أهمية سرية المعلومات في جهات العمل. وأشارت عضو "حقوق الإنسان" إلى أن ملاحقة الموظفين بالأعمال خارج الدوام تعدٍّ وغير نظامي، فالرسائل خارج الدوام لا بد فيها من أخذ إذن الموظفين وموافقتهم، ويحق لهم رفع شكوى للإدارة التي يعملون بها في حال إجبارهم على ذلك. من جانبه، يرى عبد الملك الزعبي اختصاصي اجتماعي، أن تتبع المسؤولين والمديرين لموظفيهم بالتعليمات خلال برامج التواصل الاجتماعي، يسبب لهم نوعاً من الكآبة، مرجعاً ذلك بسبب كثرة الأوامر التي تلاحقهم حتى خارج الدوام الرسمي. وأشار الزعبي إلى أن عدداً من الموظفين أصبح كثير الاطلاع على "واتساب" بشكل متكرّّّّّّّّّّّّّر، ما يتسبّب في خلافات أسرية، داعياً الموظفين إلى التفريق بين ساعات العمل، والأوقات المخصّصة للأسرة والأبناء.
مشاركة :