هيثم سيد صالح اختيار شريك الحياة من القرارات المهمة والصعبة في حياة أي إنسان، فهي من أصعب القرارات التي يقطعها الشاب أو الشابة على نفسه، لأن كلا الطرفين سوف يختار شريك عمره وحياته الذي سوف يقاسمه حياته بحلوها ومرها. ولكي يتجنب الطرفان الوقوع في شرك سوء اختيار شريك المستقبل عليهما التريث والنظر للأمور برؤية وتعقل فالزواج هو عمر طويل وحياة مديدة، يجب حُسن الاختيار ليعيشا في سعادة دائمة. المهم في أمر العلاقة الزوجية هو المحافظة عليها وسط كل المنغصات العامة والخاصة، وهذه مسؤولية مشتركة بين الطرفين، فليس هناك رجل كامل وليست هناك امرأة كاملة والحياة في الواقع تختلف عن الحياة الرومانسية. لذلك نقول إنه لكي يتم الدفء الأسري المطلوب لا بد من تحمل بعض وخزات الشوك والألم، والذي يريد زوجة بلا نقص فإنه سيعيش عزباً وكذلك من تُرِدْ رجلاً «كامل الأوصاف» فإنها ستبقى عزبة وأنه لا بد من تحمل بعض النواقص والأشواك الموجودة في حياتنا اليومية للحصول على بعض الدفء المطلوب لديمومة العلاقة الزوجية والحفاظ على الأسرة. الشيء الذي دعاني للتطرق لهذا الموضوع هو نسبة الطلاق والعنوسة والجريمة في مجتمعاتنا العربية، فأصبحت تلكم النسبة مخيفة حقاً. من المؤسف حقاً أن يكون خيار الطلاق هو الخيار الأنسب بالنسبة للطرفين، خاصة أن إحصاءات العنوسة تشير إلى أن نسبة عدد الإناث مقابل عدد الرجال القادرين على الزواج هي : أربع نساء مقابل رجل واحد الأمر الذي يعطي مؤشراً بارتفاع عدد العوانس !! ويزداد الأمر سوءاً إذا علم أن نحو خُمس الزواجات في السعودية والدول الخليجية وبعض الدول العربية تنتهي بالطلاق بحسب بعض الإحصاءات.. نقول ذلك ونحن نهدف من ورائه لمعالجة مشكلات الطلاق والعنوسة، لكي لا يضطر بعضهم لطرق باب الطلاق، ولتنعم الأسر بحياة كريمة تسودها المودة والرحمة.
مشاركة :