كان يعاني آلامًا شديدة في المنطقة العليا من البطن، واصفرار في لون العين وطفح جلدي في معظم أجزاء الجسم، وغثيان وقيء شديد استمر معه لمدة أسبوع قبل مراجعته المستشفى، هذا الشاب السعودي الذي يبلغ من العمر 29 عاماً لجأ إلى مستشفى الموسى التخصصي بالأحساء فتم حجزه وتنويمه فورًا.   فشل كلوي حاد!! وبحسب الدكتور رائد السليمان، استشاري الجهاز الهضمي والمناظير بمستشفى الموسى: بعد إجراء الفحوصات المبدئية والتي أسفرت عن وجود فشل كلوي حاد مع ارتفاع شديد في إنزيمات الكبد ونسبة الصفراء في الدم، مع وجود فقر دم وارتفاع عامل المناعة في الجسم، تطورت الحالة وأصيب المريض بتشنجات واختلال في درجة الوعي نُقل على أثرِها إلى قسم العناية المركزة.   فريق طبي متخصص لعلاجه اجتمع الفريق المعالج الذي ضم أقسام أمراض الكلى وقسم أمراض الجهاز الهضمي والمناظير وقسم العناية المركز وقسم الأشعة والتي كانت نتائجه الأولية بناء على معطيات التحاليل هو اشتباه في التهاب شديد في الأوعية الدموية لمعظم أجهزة الجسم. بعدها قام الدكتور ياسر جابر- استشاري الأشعة التداخلية بالموسى بأخذ خزعة من كُلى المريض وبعد فحصها بمنتهى الدقة؛ تبيّن وجود التهابات شديدة بالشرايين الدقيقة في كامل الجسم مما كان له تأثيره في فشل عمل أجهزة الجسم المختلفة.   مرض نادر الحدوث  ويُوضح الدكتور أمجد عوض، استشاري ورئيس قسم أمراض الكلى بمستشفى الموسى هذا الالتهاب بأنه مرض مناعي نادر الحدوث ويتسم بشراسته في مهاجمة شرايين الجسم. على الفور وَضع الدكتور أمجد عوض، بروتوكولاً علاجيًا خاص بهذه الحالة، أُعطي المريض خلاله الأدوية الخاصة المثبطة للمناعة مع البدء في جلسات خاصة بالغسيل الدموي الكلوي.   تحسن تدريجي وشفاء تام  بدأت علامات التحسن التدريجي على المريض ورُفع جهاز التنفس الصناعي، وبدأ يظهر عليه التحسن الملحوظ في الجلد، مع استعادة وظائف الكلى تدريجيًا وتوقفت جلسات غسيل الكلى وبدأ الكبد يستعيد عمله بكفاءة، وخرج المريض من العناية المركزة إلى غرفته العادية ثم غادر المستشفى بعد استقرار حالته. نوَّه الدكتور أمجد عوض بأن المستشفى يقوم بعمل خزعة الكُلى وفحص دقيق للأنسجة للحصول على النتائج في أسرع وقت والذي يصل بدوره إلى التشخيص الدقيق للعديد من الحالات كالتهاب الكلى النفروزي والتهاب حبيبات الكُلى المناعي، وأنواع أخرى من الفشل الكلوي الغير معروف السبب.